السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفس الغافلة تقود صاحبها إلى النار

النفس الغافلة تقود صاحبها إلى النار
20 ابريل 2012
النفس الغافلة من أشد وأخطر النفوس الضالة حيث أنها غافلة عن ذكر وعبادة الله – عز وجل - فهي لا تفرق بين الخير والشر لأنها لاتعرف شيئا عنهما ويكون أصحابها مشغولين بشيء غير مهم يضيعون فيه عمرهم مثل جمع المال والشيطان لا يبذل مجهودا مع الإنسان الغافل عن ذكر الله ويحرضه على فعل المعصية بسهولة وهؤلاء الغافلون خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين قال تعالى: “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون” سورة الأنبياء1-2. أحمد شعبان (القاهرة) - يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبو العباس - من علماء الأزهر - ورد ذكر النفس الغافلة في عدة مواضع في القرآن الكريم قال تعالى: “ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون” سورة الأعراف الآية 179، يتحدث الله تعالى في هذه الآية عن كثرة الغاوين الضالين المتبعين لإبليس اللعين وكيف صارت البهائم أحسن حالا منهم لأن قلوبهم لا يفقهون بها ولا يصل إليها فقه ولا علم ولهم أعين لا يبصرون بها وفقدوا منفعتها وفائدتها ولهم آذان لا يسمعون بها ولا يصل معناها إلى قلوبهم. وأولئك الذين يتصفون بهذه الصفات القبيحة مثل البهائم والأنعام التي فقدت العقول فقد سلبوا فضيلة العقل وأصبحوا أضل من البهائم لأن الأنعام مستعملة فيما خلقت له ولها أذهان تدرك بها مضرتها من منفعتها ولذلك كانت الأنعام أحسن حالا من أولئك الغافلين عن طاعة الله والإيمان به وذكره وخلقت لهم الأفئدة والأسماع والأبصار لتكون عونا لهم على القيام بأوامر الله وحقوقه فاستعانوا بها على عكس هذا الهدف وهؤلاء خلقهم الله تعالى للنار لأنهم بأعمال أهل النار يعملون أما من استعمل هذه الجوارح في عبادة الله وامتلأ قلبه بالإيمان بالله تعالى فهؤلاء أهل الجنة وبأعمال أهل الجنة يعملون. مجاهدة النفس وقال تعالى:” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا “ سورة الكهف الآية 28، يأمر تعالى نبيه محمدا أن يصبر نفسه مع المؤمنين العابدين المنيبين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله تعالى وهنا أمر بصحبة الأخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى وعدم تجاوزهم إلى غيرهم الذين يريدون زينة الحياة الدنيا وهؤلاء أعمالهم ضارة توجب تعلق القلب بالدنيا فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب الرغبة في الآخرة لأن زينة الدنيا تروق للناظر وتسحر العقل فيغفل القلب عن ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات فيضيع وقت الغافل وينفرط أمره ويخسر الخسارة الأبدية ولهذا قال تعالى: “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا” الذي غفل عن عبادة الله تعالى فعاقبه الله بأن أغفله عن ذكره واتبع هواه حيث ما اشتهت نفسه فعله وسعى في إدراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه فقد اتخذ إلهه هواه. كما قال تعالى:” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم” وهذا الذي أقبل على الشهوات وغفل قلبه عن ذكر الله كان أمره فرطا ومصالح دينه ودنياه ضائعة معطلة وقد نهى الله تعالى عن طاعته والاقتداء به وفي هذه الآية استحباب للذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار وهذه الأفعال مدحها الله ويحبها. أبواب النجاة وقال تعالى: “فما لهم عن التذكرة معرضين. كأنهم حمر مستنفرة. فرت من قسورة” الله تعالى يشبه الإنسان الغافل المعرض عن ذكر الله والشارد الذي لم يستجب ويتأثر بعبادة الله ولم يفعل شيئا في حياته وغارق في ملذاته وشهواته الدنيوية بحمر وحشية سمعت صوت الأسد فولت هاربة مستنفرة من شدة الخوف أي بعضها ينفر من بعض. وعن أسامة بن زيد قال: قلت يا رسول اللَّه لم أرك تصوم شهرا من الأشهر ما تصوم من شعبان فقال:”ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم والغفلة في هذا الحديث لأن بعض الناس يجتهدون في الأشهر الحرم وشهر رمضان وينسون هذا الشهر الكريم. وأولئك الذين أعرضوا عن ذكر الله يظلمون أنفسهم لأنهم يحرمونها أسباب الحياة ويوصدون أمامها أبواب النجاة فالنفس إن غفلت عن عبادة الله تصبح نهبا لوساوس الشيطان طريحة لإغراءات الدنيا وزخارفها فلا علم يدلها على الخير ولا واعظ يحذرها من الشر فهي نفس مظلومة محرومة ضعيفة هابطة والله عز وجل يدعو عباده الذين تورطوا في ظلم أنفسهم وبالغوا في ذلك إلى أن ينزعوا عن ظلمها وأن يكفوا عن إيذائها:” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” سورة الزمر الآية 53. النفس الغافلة ومن خلال تدبرنا لآيات القرآن الكريم ولأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- يظهر لنا أن الإسلام عالج النفس الغافلة من خلال التذكير الدائم بالغاية التي من أجلها خلق الإنسان قال تعالى:”يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون” سورة البقرة الآية 21 وقوله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون “سورة الذاريات الآية 56، هذه الآيات توجه نظر الإنسان إلى الغاية التي من أجلها خلقه الله تبارك وتعالى وهي العبادة والطاعة لله في كل ما يأمر به وإذا عاش الإنسان كما يريد ربه تبارك و تعالى نجا من هذه الغفلة المهلكة ولابد للانسان من التفكر . وقال تعالى:”إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب” سورة آل عمران الآية 190، والاعتبار بأحوال السابقين كما ذكر تعالى في سورة الفجر:”ألم تر كيف فعل ربك بعاد” وبيان قدر الدنيا وحقيقتها فأشار الله – سبحانه و تعالى – في القرآن الكريم إلى حقيقة هذه الدنيا حتى لا يغتر الإنسان بوجوده فيها وبين أن هذه الدنيا متاع وغرور ولهو ولعب في أكثر من آية فقال تعالى:”الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون” سورة الأعراف الآية 51.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©