الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهمة إنسانية في سوريا

20 ابريل 2013 22:48
كيران أنصاري كاتبة أميركية قررت ليزا هوفر، ممرضة الأطفال من جزيرة سيبروك بولاية كارولينا الجنوبية، وقد شعرت بالإحباط والحزن تجاه تداعيات الأزمة الإنسانية السورية، أن تستخدم تدريبها ومهاراتها الطبية وتمضي لمد يد المساعدة للمدنيين السوريين. وبعد إجراء عدد من المكالمات الهاتفية، تعرّفت بالمصادفة على الجمعية الطبية السورية الأميركية، وقضت الجزء الأكبر من شهر يناير الماضي تعمل كمتطوعة في مستشفى ميداني في شمال غرب سوريا. وكانت تجربتها مرْضية إلى درجة أنها قرّرت العودة إلى هناك مرة أخرى. وقد أطلقت الجمعية الطبية السورية الأميركية عام 2012 حملة «أنقذوا حياة السوريين» لتوفير إغاثة طبية مباشرة للسوريين المتأثرين بالنزاع، بغضّ النظر عن انتمائهم السياسي أو الإثني أو الديني. وبوجود شبكة من المهنيين الطبّيين المتطوعين والمتفانين، قامت الجمعية حتى الآن بإنشاء 11 مستشفى ميدانياً، وتعمل على دعم 25 مركزاً طبياً آخر في المناطق التي تأثرت بالنزاع في سوريا. واليوم «هناك حاجة هائلة في سوريا لمهنيين مؤهلين في مجالات الطب، بعد أن غادر ما يزيد على نصف الأطباء سوريا نتيجة للنزاع»، يقول الدكتور محمد زاهر سحلول، رئيس الجمعية. ولذا «فنحن نرسل أطباء معظمهم أميركيون سوريون، ولكننا تسلّمنا طلبات عديدة من أطباء آخرين يرغبون في التطوّع». وقد أرسلت الجمعية حتى هذا التاريخ ما يزيد على 120 طبيباً متطوّعاً إلى سوريا وتركيا والأردن لمعالجة المصابين. ومن بين هؤلاء الأطباء الدكتور جوزيف بيرنز، طبيب التخدير ومسؤول الطب العام وهو من ولاية لويزيانا. وقد أراد بيرنز قضاء الوقت المتاح لإجازته في مكان ما يستطيع فيه استخدام مهاراته لمساعدة المحتاجين، وخلال أسابيع ثلاثة كان في طريقه إلى سوريا. وقد عانى والدا هوفر الكبيران في السن وأبناؤها الصغار من القلق عليها بسبب وجودها في منطقة حرب، ولكنها كانت تشعر بأن الأمور ستكون أسهل في المرة الثانية. وعن دواعي القلق تقول هوفر: «كنا نسمع الانفجارات يومياً، أحياناً على مسافة بعيدة، وأحياناً بالقرب من مكان وجودنا. ولكنني شعرت بالأمان بشكل عام، وبتفاني أسرتي الثانية التي وجدتها هناك». وتشير هوفر إلى الأسرة التي استضافتها على أنها أسرتها الثانية لأنها أحسّت بالترحيب والامتنان. ولأنها لا تجيد العربية، فقد كان التواصل يتم بينهم بالإشارة، وكان هذا مسلياً، بل فكاهياً في كثير من الحالات. و«عندما يتم تقديرك أو دعوتك لتناول القهوة أو وجبات الطعام، واستقبالك في حياة أحد ما، فهذا يعني أنهم أسرتي»، تقول هوفر. ويعالج المستشفى الذي خدم فيه بيرنز وهوفر أي مريض يدخل بابه، نهاراً أو ليلاً. وقد عالج بيرنز وهوفر أطفالاً ورجالاً كباراً تعرّض العديد منهم لحوادث مرورية، أو كانوا ضحايا للشظايا من تفجيرات قريبة. وعلى رغم أن بعض العلاجات والمعدات تختلف عن تلك المستخدمة في الولايات المتحدة، فقد أعجب هوفر وبيرنز بما يمكن القيام به، من خلال الموارد القليلة المتوافرة، خاصة الطاقة الكهربائية المحدودة. فقد استخدمت كل قطرة وقود بتقطير شديد في المولّدات. إلا أن هوفر قلقة من أنه مع ارتفاع درجة الحرارة وتراكم الفضلات، من الممكن أن تنتشر الالتهابات بسرعة. وفي غياب طاقة كهربائية وتبريد مناسبين، ستفسد التطعيمات والعلاجات. ولذا «نعمل مع السلطات الطبية لمعالجة بعض القضايا الصحية العامة والأمراض السارية التي تنتقل عن طريق المياه» يقول سحلول. و«كذلك توفر الجمعية الطبية السورية الأميركية وقود الديزل لستة مستشفيات في حلب لضمان استمرار توافر الطاقة لديها». وعن حجم المعاناة تقول هوفر: «نعم، فقدْتُ بعض الوزن وعشْت على إمدادات محدودة جداً.. ولكنني أشعر بأنه لا يُمكنني تعويض الحب والاحترام اللذين تلقيتهما هناك. يستحق السوريون أكثر من ذلك بكثير». وتستطرد قائلة «أتمنى كإنسانة ومواطنة أميركية لو أن المجتمع الدولي يفعل أكثر مما يفعله لمساعدة سوريا. ولكن في الوقت نفسه، أشعر بالإعجاب والتضامن، وأنا أشاهد السوريين مستمرين في حياتهم والتزامهم بالإيمان وهم يربّون أطفالهم. يساعدني ذلك على أن أكون أفضل ممرضة بقدر الإمكان». ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©