الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الله هو الخالق لا شريك له.. المستقل وحده بالعبادة

29 يونيو 2017 23:49
أحمد محمد (القاهرة) قال الزنادقة إن الله تعالى وإبليس أخوان، والله خالق الناس والدواب والأنعام وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب، فأنزل الله قوله: «وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يَصِفُونَ»، «الأنعام: 100». قال الإمام ابن كثير، هذا رد على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره، وأشركوا في عبادة الله أن عبدوا الجن، فجعلوهم شركاء له في العبادة، تعالى الله عن شركهم وكفرهم. فإن قيل: فكيف عبدت الجن وإنما كانوا يعبدون الأصنام؟، فالجواب، أنهم إنما عبدوا الأصنام عن طاعة الجن وأمرهم إياهم بذلك، كما قال تعالى: «إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا»، «النساء: 117»، وقال تعالى: «أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ  لِلظَّالِمِينَ بَدَلا»، «الكهف: 50»، وقال إبراهيم لأبيه: «يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ?44? إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَ?نِ عَصِيًّا»، «مريم: 44»، وتقول الملائكة يوم القيامة: «سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ?41? أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ»، «سبأ: 41»، ولهذا قال تعالى: «وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم»، أي وقد خلقهم، فهو الخالق وحده لا شريك له، فكيف يعبد معه غيره. ومعنى الآية، أنه سبحانه وتعالى هو المستقل بالخلق وحده، فلهذا يجب أن يفرد بالعبادة وحده لا شريك له. وقال الشوكاني، في «فتح القدير»: هذا الكلام يتضمن ذكر نوع آخر من جهالاتهم وضلالاتهم، والمعنى أنهم جعلوا شركاء لله فعبدوهم كما عبدوه، وعظموهم كما عظموه، وقيل المراد بالجن هاهنا الملائكة لاجتنانهم، أي استتارهم، وهم الذين قالوا الملائكة بنات الله، وقيل نزلت في الزنادقة الذين قالوا للعالم صانعان هما الرب سبحانه والشيطان، وهكذا القائلون كل خير من النور، وكل شر من الظلمة. وقال ابن الجوزي، في «زاد المسير»، في معنى جعلهم الجن شركاء ثلاثة أقوال، أحدها: أنهم أطاعوا الشياطين في عبادة الأوثان، فجعلوهم شركاء لله. والثاني: قالوا إن الملائكة بنات الله فهم شركاؤه، كقوله: «وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا»، «الصافات:158»، فسمى الملائكة جناً لاجتنانهم. والثالث: أن الزنادقة قالوا: الله خالق النور والماء والدواب والأنعام، وإبليس خالق الظلمة والسباع والحيات والعقارب. وادعى المشركون أن الملائكة بنات الله، والنصارى المسيح، واليهود عزير. وقال السعدي، يخبر تعالى أنه مع إحسانه لعباده وتعرفه إليهم، بآياته البينات، وحججه الواضحات، أن المشركين به، من قريش وغيرهم، جعلوا له شركاء، يدعونهم ويعبدونهم، من الجن والملائكة، الذين هم خلق من خلق الله، ليس فيهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، فجعلوها شركاء لمن له الخلق والأمر، وهو المنعم بسائر أصناف النعم، الدافع لجميع النقم، وكذلك خرق المشركون، أي ائتفكوا، وافتروا من تلقاء أنفسهم لله، بنين وبنات بغير علم منهم، ومن أظلم ممن قال على الله بلا علم، وافترى عليه أشنع النقص، الذي يجب تنزيهه عنه، ولهذا نزه نفسه عما افتراه عليه المشركون فقال سبحانه عما يصفون، فإنه تعالى، الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل نقص، وآفة وعيب، بديع السماوات والأرض، خالقهما ومتقن صنعتهما، على غير مثال سبق، بأحسن خلق، ونظام وبهاء، لا تقترح عقول أولي الألباب مثله، وليس له في خلقهما مشارك. كيف يكون لله الولد، وهو الإله الصمد، الذي لا صاحبة له، الغني عن مخلوقاته، وكلها فقيرة إليه، لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه، فإن هذا هو المقصود من الخلق، الذي خلقوا لأجله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©