الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 6 من «القاعدة» بغارات جوية جنوب اليمن

مقتل 6 من «القاعدة» بغارات جوية جنوب اليمن
19 ابريل 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قتل ستة متشددين، على الأقل، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة أمس في غارات جوية استهدفت مواقع مفترضة للتنظيم المتطرف، في محافظة أبين جنوبي اليمن، فيما دعا جمال بن عمر، المبعوث الدولي إلى هذا البلد المضطرب منذ أكثر من عام، الأطراف المتصارعة إلى تنفيذ قرارات الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، «دون تسويف أو تلكؤ»، في حين جدد القائد العسكري اليمني، العميد الركن أحمد علي صالح، نجل الرئيس السابق، وقائد قوات «الحرس الجمهوري»، ولاءه لـ«القيادة السياسية الجديدة»، متعهدا ببذل «كل التضحيات والجهود لحماية الشرعية الدستورية». وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، إن ستة «إرهابيين» قتلوا أمس الأربعاء، في غارة جوية استهدفت تجمعا لمقاتلي تنظيم القاعدة، في منطقة «المثلث»، جنوب شرق بلدة «لودر»، التي تشهد مناوشات بين المتشددين وقوات حكومية مدعومة بمليشيات قبلية، وذلك بعد معارك عنيفة، الأسبوع الماضي، خلفت أكثر من 222 قتيلا. وذكر بيان وزارة الدفاع أن غارة جوية استهدفت تجمعا «للإرهابيين» في منطقة «المنياسة»، على ضواحي بلدة «لودر» الاستراتيجية كونها تربط بين محافظات أبين، شبوة، والبيضاء. وأفادت مصادر محلية بأن الطيران الحربي اليمني دمر أيضا دبابة تابعة لتنظيم القاعدة، كانت تقصف مواقع رجال المقاومة الشعبية القبلية. وقال رئيس المجلس المحلي الحكومي في بلدة «لودر»، أحمد القفيش، لـ«الاتحاد»، إن مسلحي «القاعدة» لا يزالون يتمركزون في مناطق على ضواحي البلدة، وإنهم «يقصفون بقذائف الهاون عددا من الأحياء السكنية» للبلدة، التي كانت حتى يوليو الماضي، واحدة من أهم معاقل المتشددين في أبين. ولفت إلى اندلاع اشتباكات متقطعة بين المقاومة الشعبية ومسلحي تنظيم القاعدة من وقت لآخر. وتزامنت الغارات الجوية على ضواحي «لودر»، مع غارات أخرى استهدفت مواقع «القاعدة» في بلدة جعار، جنوب أبين، التي تعد المعقل الرئيس للتنظيم في هذه المحافظة منذ أكثر من عام. وأوضحت مصادر محلية لـ»الاتحاد» أن غارة جوية استهدفت مخزنا للأسلحة تابعا لتنظيم القاعدة، في منطقةٍ أسفل جبل «خنفر»، المطل على «جعار»، كبرى بلدات محافظة أبين الساحلية. وأشارت إلى شن الطيران الحربي غارات جوية أخرى على مقار حكومية في بلدة «جعار»، من بينها مقر الشرطة العام، وأنها أسفرت عن «وقوع قتلى وجرحى». واستغل تنظيم القاعدة موجة الاحتجاجات والاضطرابات في اليمن، المتواصلة منذ عام، في توسيع نفوذه على مناطق جديدة، خصوصا في جنوب ووسط البلاد. ووافقت أطراف يمنية رئيسية متصارعة، أواخر نوفمبر، على خطة لتنظيم انتقال سلمي وسلس للسلطة، تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي، وأيدتها منظمة الأمم المتحدة، والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق، دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس الأربعاء في صنعاء، الأطراف اليمنية الموقعة على اتفاق «المبادرة الخليجية»، إلى تنفيذ قرارات الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، دون «تسويف أو تلكؤ». وقال بن عمر، الذي وصل صباح الأربعاء إلى العاصمة صنعاء في زيارة لليمن، هي العاشرة له منذ أبريل الماضي، إن «المجتمع الدولي كله يقف مع الرئيس عبد ربه منصور هادي من اجل تنفيذ التسوية السياسية في اليمن، وفقا لما هو مرسوم في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، بشأن اليمن، والصادر أواخر أكتوبر من العام المنصرم. وكان الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، تنحى، قبل نحو شهرين، عبر انتخابات رئاسية مبكرة شكلية، بموجب اتفاق لنقل السلطة، ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لمنع انزلاق اليمن إلى أتون حرب أهلية على وقع موجة احتجاجات عنيفة مناهضة للنظام الحاكم منذ أكثر من 34 عاماً. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن المبعوث الدولي التقى، بعد ساعات من وصوله إلى صنعاء، الرئيس هادي، الذي أطلعه على «مستجدات» الوضع في اليمن، خصوصا ما تم تحقيقه بشأن المرحلة الانتقالية الثانية من عملية انتقال السلطة، والتي بدأت مع انتخاب هادي، لولاية مدتها عامان، يوم 21 فبراير الماضي. وفي اللقاء، طالب بن عمر جميع الأطراف الموقعة على اتفاق «المبادرة الخليجية»، بأن «تكون عونا صادقا» للرئيس هادي، وأن تنفذ «دون تسويف أو تلكؤ» جميع قراراته الهادفة إلى «حلحلة الأزمة» التي وضعت اليمن على شفا حرب أهلية. وما زال قائدان عسكريان مقربان من الرئيس السابق، أحدهما كان يشغل منصب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، يرفضان تطبيق قرار هادي بإقالتهما، في إطار عملية إعادة هيكلة الجيش المقسوم بين موالين ومناهضين لصالح الذي حكم اليمن قرابة 34 عاما. وقال المبعوث الدولي، في تصريح صحفي، إن زيارته الحالية تهدف إلى الاطلاع عن كثب على الوضع في اليمن، موضحا أنه سيجري مباحثات مع كافة الأطراف السياسية حول استكمال بقية بنود اتفاق المبادرة الخليجية، وعلى رأسها مؤتمر الحوار الوطني، المزمع عقده خلال النصف الأول من العام الجاري. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني يحتاج «إلى تخطيط ومشاركة واسعة»، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستساند «بإمكانياتها» هذا المؤتمر، الذي من المفترض أن يناقش قضايا رئيسية عالقة، منذ سنوات، من أبرزها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب، والتمرد المسلح الشيعي في الشمال. ودعا المبعوث الدولي الدول المانحة إلى «مضاعفة جهودها من أجل دعم الاقتصاد اليمني» المتدهور. إلى ذلك، قال نجل الرئيس اليمني السابق، العميد الركن أحمد علي صالح، قائد قوات «الحرس الجمهوري»، إن الرئيس هادي نجح في إخراج اليمن من أزمته «بمساندة المجتمع الإقليمي والدولي». ويطالب ائتلاف «اللقاء المشترك»، شريك حزب الرئيس السابق، في الحكومة الانتقالية، بموجب اتفاق المبادرة الخليجية، بإقالة نجل صالح من قيادة «الحرس الجمهوري»، الفصيل الأقوى تسليحا داخل الجيش اليمني. وقال العميد أحمد صالح، في لقاء تشاوري لقواته، عُقد أمس الأول، إن انتخاب هادي «جسد معاني الانتقال السلس والسلمي للسلطة»، مجددا ولاءه للقيادة السياسية الجديدة، وأنه سيبذل «كل التضحيات والجهود لحماية الشرعية الدستورية». وتوقع أن يقود هادي المرحلة الانتقالية «بحزم وقوة وذكاء»، مشددا على أن واجبه الوطني يلزمه بأن يحمي الوطن والقائد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©