الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد المحمود: حاولت أن أنقل صورة إنسانية فيها التعب والحزن

خالد المحمود: حاولت أن أنقل صورة إنسانية فيها التعب والحزن
23 ابريل 2011 22:33
يقول المخرج خالد المحمود بعد أن حاز الجائزة الأولى للفيلم القصير في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الرابعة عن فيلمه “سبيل” من سيناريو الأديب والشاعر محمد حسن أحمد “حاولت أن أقدم في الفيلم فكرة إنسانية خلاقة، عبرت فيها عن مشاعر فتيين تجاه أمهما المريضة التي لابد من توفير الدواء لها”. وتدور قصة الفيلم في منطقة جبلية حول حياة مراهقين يعملان ببيع الخضراوات على قارعة الطريق ليتمكنا من إعالة جدتهما/ أمهما المريضة، وبهذا الصراع الإنساني ينقل لنا خالد المحمود صخب الصمت في حياة هذين الفتيين، حيث قدم المحمود شعرية عالية في القصة والمكان المغيب الذي لا يصف منطقة بعينها. ويقول المحمود عن طبيعة الحوار المفقود في نص “سبيل” والذي عبر عنه بواقعية أخرى وذلك بإنطاق الصورة كونها بديلاً موضوعياً للحوار الذي لم يجد طريقه في نصه الفيلمي “إن الفيلم كان تحدياً من قبلي وطاقم الفيلم في أن نقدم فيلماً حيث الصورة وأداء الممثلين وكان يجب أن يصل الى مستوى عالٍ، يشبع المشاهد بالاستغناء عن الحوار كون الصورة أصبحت بديلاً للحوار”. وأضاف “حاولنا بكل المستطاع أن نجعل الصورة غنية بالمعنى وأن نحافظ على تأويلات المشاهد التي لا نريدها أن تبتعد عن فكرتنا أو يمل المشاهد”. وقال “الفيلم لا يمتلك دراما بمعنى الدراما الحقيقي، وإنما هو نافذة أو مقتطف جزئي من حياة هذين الولدين، وفي هذه الفترة الزمنية القصيرة نرى بعضاً من أحداث علاقتهما بأمهما أو جدتهما والتي انتهت الى تحول نوعي لهما عبر شخصيتهما وطريقهما”. ويكمل “لقد ابتدأ بناء الشخصية لديهما من شخصية اعتيادية الى شخصية استثنائية من خلال حدث معين هو الذي استطاع أن ينحت هاتين الشخصيتين”. وحول طول الشريط السينمائي “سبيل” الذي امتد لعشرين دقيقة والعلاقة الثلاثية بين الوقت والمتلقي وشريط الفيلم قال خالد المحمود “كانت هذه الفكرة هي محور اشتغالي على النص، حينما حاولت أن أتجنب أي فجوة بين المتلقي وشريط الفيلم بأحداثه كوني أرى أنه لو وجدت فجوة ما فإن انشداد المتلقي سوف يكون ضعيفاً”. وأضاف “لقد حاولت أن أكون أميناً للنص وإيصال فكرة الصديق الأديب محمد حسن أحمد بكل جزئياتها ومفاصلها مثلما أراد وأردت وأراد الممثلون”. وعن مأساوية الفيلم قال المحمود “نعم هناك حزن عميق في الفيلم، ولكن ليس بصفة المأساوية، لقد حاولت أن أنقل صورة إنسانية فيها التعب والحزن الشيء الكثير، ولكن فيها من الحياة ما هو أكثر”. وحول مشهد ركوب الأم بين الفتيين على الدراجة وهم ينقلونها الى المجهود قال “عندما جعلت الأم بين الفتيين على الدراجة وهم ذاهبون الى المجهول كان لي من الإيماءات ما أريد أن أشارك فيها المتلقي كي يؤول النص وفق ما يريد، إنني هنا أبث الإيماءات وعليه أن يتصور وفق استقباله للنص أو الحادثة”. وأضاف “الحقيقة أن هذه فكرة الكاتب التي تقول عنها بأنها مدهشة، وهذا ما عودنا عليه محمد حسن أحمد، وبمجرد استقبالي لها حين أخبرني عنها، أحسست أنني أرى ما يقوله بالكلمات، أرى صوراً في شريط سينمائي، كان محمد حسن أحمد يرى المشهد وكنت أراه في اللحظة ذاتها، كنا نراه بالكلمات فتحول الى رؤية بالصورة”. وحول مشاركة الفيلم في مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ 16 قال “كانت تجربة مشاركتي من أجمل التجارب وهو من أجمل المهرجانات التي شاركت بها حيث وجدت حباً عميقاً من قبل الكثيرين للفيلم ولتنفيذه وإخراجه، وهذا كان أول فيلم إماراتي يعطي صورة مغايرة لما تعودوا عليه، إذ شاهدوا عالماً مختلفاً عما هو في الذاكرة، وأنني أسمع ثناء عن الفيلم لا يزال مستمراً حتى بعد انتهاء مهرجان برلين”. وعن مشاركة “سبيل” في مهرجان نيويورك السينمائي للأفلام “الأوراسية” بأميركا قال خالد المحمود “لقد نال الفيلم جائزة في مهرجان نيويورك وهذه هي أول جائزة حصل عليها، حيث فرحت كثيراً كون هذا المهرجان من المهرجانات الدولية المهمة ومن ثم تواصلت مشاركات الفيلم حيث شارك في مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا وهو من أقدم المهرجانات في العالم وقد استقبل الفيلم استقبالاً جميلاً”. وأضاف حول الاختلاف بين تجربته في فيلم “سبيل” وفيلمه السابق “بنت النوخذة” “من الجانب الفني أجد أن الفرق كبير، حاولنا هنا في “سبيل” أن نقترب من الحرفية أكثر والاشتغال بشكل دقيق وتوزيع المهام بشكل واضح، وكان التخطيط للفيلم أكثر التزاماً، حيث نفذ التصوير مدير محترم وهو سمير كرم الذي أنجز فيلماً لي ولعبدالله حسن أحمد من قبل وهو “تمباك” والجانب الآخر هو ما يمتلكه النص من دلالات ومعانٍ عميقة وصلت الى المتلقي بشكل سهل وفاعل ومؤثر كونها تجربة جديدة لمحمد حسن أحمد أن يقدم شيئاً مختلفاً عن أعماله السابقة، حيث كان من قبل يستخدم الحوار الشاعري أما في “سبيل” فقد قدم شعرية الصورة التي أغنت عن الحوار”. يشار إلى أن خالد المحمود أخرج من قبل أفلاماً عدة حصدت جوائز كثيرة ومن أهمها “عملي وشخصي” و”شرع الأحلام المحطمة” و”أحلم في الصندوق” و”الحلاق” و”امرأة وولد.. قصة خيالية” و”بنت النوخذة” وأخيراً “سبيل”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©