الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرصنة...خطر يتنامى

19 يناير 2010 21:54
سكوت بالدوف جنوب إفريقيا بلغت الفدية التي تُسلَّم للقراصنة الصوماليين ارتفاعاً قياسياً، بعد أن قام مالكو سفينة "ماران سانتورس" – وهي ناقلة نفط ترفع العلم اليوناني– بإسقاط فدية تتراوح قيمتها ما بين 5.5 مليون و7 ملايين دولار على ظهر السفينة يوم الاثنين. ويمثل دفع هذه الفدية، الذي جعل القراصنة الصوماليين في ميناء هاراديري يفرجون عن السفينة، يمثل ارتفاعاً دراماتيكياً في المبالغ المالية التي تُدفع للقراصنة الصوماليين منذ أن تم دفع مبلغ 3 ملايين دولار من أجل الإفراج عن ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" العام الماضي. ورغم أن القوات البحرية الأميركية والأوروبية مازالت تقوم بدوريات على طول خطوط الملاحة قبالة السواحل الصومالية، فإنه لم يتم تسجيل أي تراجع أو انخفاض في هجمات القراصنة؛ بل يبدو أن القراصنة قد باتوا أكثر فعالية في اختطاف على السفن. "روجر ميدلتون"، الخبير في القرصنة الصومالية في "تشاتم هاوس" يقول : "إنهم باتوا يحققون أرباحاً أكبر يوماً بعد يوم، ويعزى ذلك في جزء منه إلى أنهم باتوا أكثر فعالية في اختطاف السفن". ذلك أنه من خلال المجازفة أكثر والتوغل عميقاً في البحر واستعمال السفن الكبيرة، حسَّنت أطقم القراصنة معدل نجاحها إلى 40 من أصل كل 100 محاولة اختطاف العام الماضي مقارنة مع 40 من أصل كل 200 محاولة اختطاف العام الذي قبله، كما يقول. غير أن رفع مبالغ الفدية وارتفاع معدلات النجاح يمثلان تشكيكاً في فعالية عمليات التأمين والدوريات اللافتة التي تقوم بها قوات بحرية دولية في خليج عدن وبحر العرب. فهناك ما لا يحصى ولا يعد من قوارب القراصنة الصوماليين التي تنشط قبالة السواحل الصومالية، وعدد غير معروف من سفن التموين الكبيرة، التي توجد داخل المياه العميقة بعيداً عن السواحل الصومالية إلى درجة أن بعضها بات قريباً من جزر سيشيل، التي يستعملها القراصنة للاقتراب من السفن التجارية قبل إرسال القوارب السريعة من أجل شن الهجوم النهائي. ولئن شرع بعض أصحاب السفن التجارية في تسليح أفراد أطقمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم – هذا علما بأن شحنات الإغاثة الرئيسية التي ترسلها الأمم المتحدة كثيرا ما تسلك المنطقة الخطرة تحت حراسة وحدات بحرية – فإن النجاح المتزايد للقرصنة الصومالية يُظهر أن الوسائل العسكرية وحدها ليس هي الحل. وفي هذا السياق، قالت منظمة "إيكوتيرا إنترناشيونال"، التي يوجد مقرها في العاصمة الكينية نيروبي وترصد اتجاهات الملاحة في المنطقة، إن أموال الفدية تُحفظ الآن في "منزل شديد الحراسة في هاراديري"، وهي مدينة ساحلية تقع شمال مقديشيو. وقد اندلعت معارك نارية بين عصابات القراصنة المتنافسة بعد أن تم تسليم الفدية، وتفيد بعض التقارير بمقتل اثنين من القراصنة. ولكن متحدثاً باسم القراصنة يدعى حسن قال لوكالة "رويترز" للأنباء إن أفراد الطاقم بسلام، ولم يصبهم مكروه. والجدير بالذكر أن الصومال مازالت من دون حكومة منذ 1991، عندما أطاح زعماء الحرب بحكومة سياد بري؛ وأدى القتال بين المليشيات من أجل السيطرة على الصومال إلى عجز البلاد عن إطعام نفسها، وأرغم ملايين الصوماليين على النزوح عن منازلهم، ومئات الآلاف إلى اللجوء إلى مخيمات اللاجئين عبر المنطقة. وفي هذه الأثناء، توجد حكومة شيخ شريف أحمد الفيدرالية الانتقالية الحالية، التي باتت تسيطر على منطقة محدودة من العاصمة مقديشيو، محاطة تقريباً بميليشيات إسلامية غير صديقة، وهي صامدة فقط بفضل قوة أفريقية لحفظ السلام قوامها 4000 جندي تسيطر على الميناء والمطار والطرق المؤدية إلى المدينة. ويرى خبراء أمنيون أن غياب الحكومة براً يعني أنه ليس ثمة عواقب للسلوك السيئ للمواطنين الصوماليين في البحر، وأن الحل الوحيد طويل المدى بالنسبة للقرصنة الصومالية هو تشكيل حكومة ذات مصداقية تستطيع ممارسة إرادتها على أجزاء أكثر من البلاد. ويقول ميدلتون: "من المنطقي بالنسبة للأشخاص الذين يتفاوضون حول هذه الفدية دفع فدية أكبر"، مضيفا "إذا كان لديك شحنة نفط كانت تبلغ قيمتها 50 دولارا للبرميل حين غادرت الميناء، ولدى الإفراج عنها باتت تعادل 40 دولارا للبرميل، فإن كلفة الفدية تستحق العناء بالنسبة للسفينة المختطَفة. ولكن ذلك بالطبع لا يساهم في إنجاح جهود محاربة القرصنة". وبالفعل، يبدو أن ذلك لا يؤدي إلا إلى تشجيع القراصنة على المطالبة بالمزيد حيث يقول ميدلتون: "لقد رأينا جرأة بخصوص مطالبهم في الماضي – فقد كانوا يطالبون بـ20 إلى 30 مليون دولار، رغم أن توقعهم هو مليون أو مليونا دولار"، مضيفا "ولكن الفدية باتت اليوم مليوني دولار، و3 ملايين دولار، و5 ملايين دولار؛ وبالتالي، فإن ذلك يمثل فرقا كبيرا". ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©