الحرص والاهتمام بالنساء

القاهرة (الاتحاد) كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على حسن تعامل رجال أمته لزوجاتهم بمثل ما يعامل به زوجاته، قال: «كل شيء ليس فيه ذكر الله، فهو سهو ولهو إلا أربع خصال، وذكر منها ملاعبة الرجل لأهله»، وكان من وصاياه في التعامل مع النساء قوله: «رفقاً بالقوارير». والقوارير.. النساء، والقوارير من الزجاج، والمرأة تشبه الزجاج لرقتها وحنانها ولسهولة كسرها، وسميت قوارير لضعف عزائمهن. سلامة النساء قال أنس بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ ومعه غلام له أسود يقال له أنجشة يحدو، فقال له رسول الله «يا أنجشة رويدك بالقوارير»، وكان النبي يقصد الصحابيات اللاتي يركبن الجمال، فقد كان أنجشة حادياً، أي يقود الإبل وينشد بصوت جميل وكلمات شعرية، فكانت الإبل تسرع وتهتز طرباً، فخاف الرسول على سلامة النساء من سرعة الإبل وشدة الحركة ويخاف ضررهن وسقوطهن. ومن ترفق النبي بزوجاته أنه كان يسامرهن، ويؤنسهن، ويدخل السرور في قلوبهن وكان يداعبهن ويلاعبهن، ويرسل الهدايا لصديقات السيدة خديجة رضي الله عنها، وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وقال: «خيركم خيركم لنسائهم»، ومن الرقة والحب حسن المناداة، فقد كان صلى الله عليه وسلم ينادي السيدة عائشة «يا عائش»، و«يا حميراء». خصوصية وهُناك العديد من الوصايا التي تؤكد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالنساء، ومنها الإنفاق على الأهل، قالت السيدة عائشة أن رسول الله قال: «إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق»، وقال: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف»، وقال: «استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن أنت ذهبت تقيمه كسرته»، ما يدل على أن المرأة لها خصوصية في التعامل يجب أن يحترمها الرجل ويعاملها بالرفق واللين، والاستماع إلى رأي الزوجة وطلب مشورتها من الرفق بها وبمشاعرها، فقد استشار النبي زوجاته في أدق الأمور، ومنها استشارته لأم سلمة في صلح الحديبية.