ما زال ديفيد فيا في الثامنة والعشرين من عمره، لكنه تربع على قائمة أبرز هدافي المنتخب الإسباني في بطولات كأس العالم لكرة القدم على مدار التاريخ بهدفه الذي سجله في شباك منتخب شيلي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثامنة في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأثار فيا المنضم حديثا إلى برشلونة الإسباني إعجاب عشرات الآلاف من المشجعين الذين احتشدوا في استاد “لوفتاس فيرسفيلد” في بريتوريا والملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم بالهدف الرائع الذي سجله في شباك شيلي، وبدأت الهجمة بتمريرة طولية إلى المهاجم الإسباني فيرناندو توريس الذي انطلق بسرعة فائقة في الناحية اليسرى في حراسة المدافع الشيلي جونزالو خارا ولكن الحارس الشيلي كلاوديو برافو ارتكب خطأ فادحا بالتقدم كثيرا خارج منطقة جزائه لإبعاد الكرة وبالفعل أبعدها من أمام توريس ولكنها تهيأت أمام فيا الذي سددها بيسراه مباشرة من مسافة أكثر من 40 مترا إلى داخل المرمى الخالي من حارسه.
وأصبح الهدف هو الثالث لفيا في البطولة الحالية ليقتسم صدارة هدافي البطولة حتى الآن مع الأرجنتيني جونزالو هيجوين والسلوفاكي روبرت فيتيك. وجاء الهدفان الأول والثاني لفيا في البطولة الحالية خلال المباراة التي قاد فيها المنتخب الإسباني للفوز على هندوراس “2- صفر. وسجل فيا ثلاثة أهداف أخرى لمنتخب بلاده في مونديال 2006 بألمانيا ليكون رصيده في بطولات كأس العالم حتى الآن ستة أهداف بفارق هدف واحد أمام كل من إيميليو بوتراجوينو وفيرناندو هييرو وفيرناندو موريانتيس وراؤول جونزاليس. وساعد هدف فيا المنتخب الإسباني في تحقيق الفوز الثمين والحاسم على شيلي ليتصدر الفريق المجموعة الثامنة في الدور الأول للبطولة ويلتقي مع نظيره البرتغالي الثلاثاء المقبل في كيب تاون ضمن منافسات الدور الثاني في المونديال الحالي. وبعد الهزيمة المفاجئة للفريق في مباراته الأولى بالبطولة أمام منتخب سويسرا. جاء الفوز على كل من هندوراس وشيلي لينقذ الفريق ويصعد به إلى الدور الثاني ليبدأ فيا التفكير بعدها في مواجهات الفريق بالأدوار الفاصلة في البطولة الحالية. وقال فيا، الذي انتقل من بلنسية إلى برشلونة هذا الصيف مقابل 40 مليون يورو (49 مليون دولار)، “كان لا يجب أن نعاني بهذا القدر في مبارياتنا الثلاث. ولكننا فزنا بصدارة المجموعة في النهاية. المعاناة تجعل الفوز أفضل مذاقا”. تجدر الإشارة إلى أن فيا أهدر فرصة الانفراد بصدارة قائمة هدافي البطولة الحالية برصيد أربع نقاط مع نهاية منافسات الدور الأول عندما أهدر ضربة جزاء للفريق في مباراته أمام هندوراس.
ولكن اللاعب ما زال على أمله في الفوز بلقب هداف البطولة الحالية والاستحواذ على الحذاء الذهبي الذي يمنح لصاحب هذا اللقب. وسجل فيا 41 هدفا للمنتخب الإسباني في 61 مباراة دولية خاضها مع الفريق ليقترب بذلك كثيرا من الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها أي لاعب في المباريات الدولية مع الفريق والذي يستحوذ عليه راؤول جونزاليس مهاجم ريال مدريد برصيد 44 هدفا في 102 مباراة دولية. كما يتفوق فيا على باقي مواطنيه ممن هزوا الشباك مع المنتخب الأسباني في أنه الوحيد الذي قاد الفريق للفوز بلقب بطولة كبيرة عندما فاز مع الفريق بلقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) . ويحلم اللاعب بأن يقود الفريق للقب كأس العالم 2010 . وقال فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني “فيا مهاجم وأحيانا لا تكون لديه القدرة على الاستمرار لنهاية المباراة. ولكنه يمتلك مهارات خططية ويجيد اللعب بقدميه اليمنى واليسرى.. إنه لأمر رائع بالنسبة لنا أن يكون لدينا مهاجم مثله في صفوف الفريق”.
عدد اليوم
