الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلات تروي معاناتها بعد الفرار من قبضة داعش في الرقة

عائلات تروي معاناتها بعد الفرار من قبضة داعش في الرقة
28 يونيو 2017 20:11
مع ارتفاع حدة المعارك في الرقة، تمكنت عائلات كانت بين المحاصرين في وسط المدينة ومحيطها من الفرار بصعوبة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي لتلجأ إلى حي تقدمت إليه قوات سوريا الديموقراطية. في ضاحية "جزرة" غرب مدينة الرقة، معقل التنظيم المتشدد في سوريا، وصل نحو عشرين شخصا، من نساء وأطفال ورجال، وجلسوا ليستريحوا على الأرض بعدما فروا من حي "الدرعية" في غرب المدينة حيث لا يزال يتمركز مقاتلون من التنظيم. ويقول أحمد شعبو (35 عاما) بينما تجلس طفلته الصغيرة في حضنه "كنا محاصرين، ولم نتمكن من الخروج. لم يسمحوا لنا بذلك (...) بمجرد ما كنا نطل من الباب نجد القناصة... ذهبنا مرة لجلب المياه وتم إطلاق النار علينا". ويضيف الرجل "كنا نعلم أن رفاقنا (في إشارة إلى قوات سوريا الديموقراطية) موجودون هنا واليوم (الثلاثاء) فقط تمكنا من الخروج والمجيء إلى هنا". ويخاطر الفارون من منازلهم في الرقة بالمرور في مناطق اشتباك بين الإرهابيين ومقاتلي الفصائل الكردية والعربية أو في حقول ألغام أو يتعرضون لرصاص قناصة تنظيم داعش المتشدد. ويروي شعبو "ذهب الأطفال متفقدين الطريق لكي نخرج، رأوهم رفاقنا (قوات سوريا الديموقراطية) وندهوا عليهم، ثم أتى طفل صغير لينادينا، وحينها خرجنا". ويضيف "لو رآنا الدواعش لما كانوا سمحوا لنا بالخروج". وتدور اشتباكات عنيفة في المنطقة المحاذية لحي "القادسية" إلى الغرب من حي "الدرعية". وبات نصف القادسية تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية. إلى جانب شعبو، افترشت عائلات ثلاث الأرض أمام محال فارغة وإلى جانبها عناصر من قوات سوريا الديموقراطية. يطلب هؤلاء من المقاتلين الحصول على بعض المياه والطعام، يتناولون بعضها ويخبئون ما تبقى خشية نفاذها. ترتدي النساء الواصلات حديثا أثواباً ملونة بعكس العباءة السوداء التي فرضها تنظيم داعش المتطرف عليهن، وكشفت إحداهن عن شعرها المصبوغ بالحناء، واغرورقت عينا أخرى بالدموع. ويعاني أهل الرقة المحاصرون في المدينة من أوضاع معيشية صعبة نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه وإغلاق المحال التجارية وخصوصاً الأفران. ويقول شعبو "كنا اشترينا بعض المؤن من مياه وغيره ولم تكفنا، فاضطررنا للتنقل من بيت إلى بيت للحصول على بعض المياه"، وهذا حال "الكثير من العائلات". ومنذ دخولها مدينة الرقة في السادس من يونيو الجاري، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على نحو 25 في المئة من المدينة، هي عبارة عن أربعة أحياء بالكامل وأجزاء من أحياء أخرى. وتسعى هذه القوات إلى عزل وسط المدينة والتضييق على عناصر التنظيم فيها. وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما أن تنظيم داعش يعمد إلى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. وكان يعيش في مدينة الرقة، التي استولى عليها الإرهابيون في 2014، نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. إلا أن عشرات الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة. وفرّ، بحسب ناشطين، غالبية سكان الأحياء الواقعة عند أطراف المدينة، بعضهم غادر الرقة تماما وبعضهم الآخر نزح إلى أحياء وسط المدينة. وتتواصل المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش الإرهابي الذي يلجأ كما عادته إلى الألغام والقناصة والطائرات المسيرة التي تلقي القنابل. وبرغم سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على أربعة أحياء بالكامل، إلا أن ذلك لم يحل دون شن عناصر التنظيم المتطرف هجمات عليها بين الحين والآخر. في أحد المباني عند أطراف حي الدرعية، يتمدد قناص من قوات سوريا الديموقراطية على الأرض ويصوب بندقيته عبر فجوة في الحائط، ويطلق آخر من فجوة أخرى نيران سلاحه الرشاش. ويطل هؤلاء على منطقة تدمرت فيها مبان ومحال تجارية ويتصاعد الدخان من أحد شوارعها. في شارع ترابي، يمشي مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية بحذر، يتوقف قليلا ويلقي نظرة بين جدران أحد المنازل. عند أطراف حي الدرعية، يقول القيادي الميداني في قوات سوريا الديموقراطية زانا كوباني "كلما تقدمنا في المدينة، تزداد هجماتهم بالسيارات المفخخة والقناصة والأسلحة الثقيلة".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©