إسماعيل غزالي
تقرّ الأوروغوائية «أوكسيليو لاكوتور» بصفتها ساردة، أنّ نص تعويذة للكاتب الشيلي روبرتو بولانيو سيكون حكاية بوليسية، قصة رعب وجريمة وفق توصيفها، دون أن تبدو كذلك. تطلق على نفسها نعوتا شتّى أبرزها: صديقة كل المكسيكيين/ أمّ الشعر المكسيكي/ تشارّو أي هندية أصلية.. إلخ.
يمتنع عليها تذكر السنة التي حلت فيها بمكسيكو مرجّحة ثلاثة تواريخ دون يقين (1962/ 1965/ 1967)، ولا كيف جاءتها ولأيّ هدف، فالشيء الوحيد الذي تدركه أنها منذ جاءت المكسيك لم تغادرها أبداً. لاذتْ بقدرها اللعين، وطرقتْ باب شاعرين إسبانيين يقيمان في العاصمة هما: «ليون فيليبي» و«بدرو غارفياس»، مقترحة نفسها عليهما ككنّاسة غبار، فيما كانا يصرفانها عن ذلك بذريعة أن الغبار يتوافق دائماً مع الأدب. هنا أدركت أوكسليو الباحثة عن ظلّ المعاني بأنّ الغبار جزء من الكتب، ولن ينفع كنس شيء جوهري وأبدي.
![]() |
|
![]() |
بعد قصة الغبار والكتب سيتضح أن أوكسليو غريبة الأطوار، إذ يسترعي انتباهها شيء لافت استحوذ على إغوائها ويقظتها: المزهرية. هذه التي تجعلها تجهش بالبكاء، وتتوجس في تلّمس حافتها الشبيهة بفوهة بركان، ثمة جحيم يربض في قعر المزهرية، كوابيس وألم وفقدان... فيها دائماً ما يكتنزه سؤالها اللاذع: أيدري الشعراء ما يربض في فوهة مزهرياتهم التي بلا قاع؟.
![]() |
|
![]() |