راشد شرار
إن المدقق لتاريخ الإمارات وطبيعتها الجغرافية، يلاحظ التمسك بما حباها الله من طبيعة بكر متباينة، وإصرار شعبها على الحفاظ على العادات والتراث، الأمر الذي يؤكد وعيه ووعي قادته وحكومته، ومن مظاهر هذا الإصرار الحفاظ على «السنيار»، هذا المصطلح الذي يحمل العديد من المعاني والقيّم العميقة المتأصّلة لدى مجتمع الإمارات. ولقد أدرك أبناء الإمارات الوظيفة الجمالية والإبداعية للسنيار، الذي يعد تراثاً إماراتياً عريقاً، فالسنيار كلمة صغيرة بحجمها كبيرة بمعناها، وكان هذا المصطلح يستخدم قديماً، وما زال على السفينتين اللتين تتفقان على قطع المحيط معاً، لا تفارق إحداهما الأخرى، ويجوز أن يكون ذلك بين أكثر من سفينتين، للاطمئنان على سلامتها، فيما لو أصاب إحداهما حادث ما.
أما اليوم فنقول، إن الهدف يتمثل في أنه لا يمكن للمرء أن يعيش من دون بيئة صالحة نقية، وهذا يتطلب أن نكون «سنيار» مع البيئة، نحميها لتوفر لنا العيش المناسب، ونوفر لها الفرصة، حتى تجدد نفسها، وتوفر لنا الحياة السليمة.
![]() |
|
![]() |
ولا شك أن للسنيار أثرا واضحا في المجتمع الإمارات، حيث يؤصل هذا المصطلح العريق لثقافة الترحال والخروج من الحياة المألوفة إلى رحلات تحمل مدلولات المغامرة والمغايرة، فضلاً عن الفوائد العديدة للرحيل في جماعات، وأهمها التعاون والترابط بين مجموعات الرحلة.
![]() |
|
![]() |