«بيئة الشارقة» تعيد تأهيل محمية واسط

قالت الباحثة هدى العقروبي إن المسح الذي أجري العام الماضي بشأن تحديد احتياجات أهالي منطقة الحومة في الشارقة، رصد شكوى السكان من القوارض والحشرات المتسللة من محمية واسط التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، حيث أدى إهمالها على مر السنوات إلى ظهور المستنقعات ونمو شجيرات عشوائية ترتع فيها الحشرات والقوارض. وأضافت أنه تمت مخاطبة هيئة البيئة التي بادرت بتنظيف المحمية، موضحة للجنة أن إعادة تأهيل محمية واسط يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية للهيئة. وكان سكان منطقة الحومة في الشارقة قد اشتكوا من تسلل بعض الحشرات والقوارض من محمية واسط المحاذية لمنازلهم، وذلك خلال المسح الديموجرافي الذي قامت به مراكز التنمية الأسرية في الشارقة، ضمن برنامجها “نماء وانتماء” الذي يهدف لتتبع الاحتياجات الخدمية لمناطق الشارقة السكنية بحسب الباحثة هدى العقروبي. وأضافت العقروبي أن منطقة الحومة تقع في الطرف الشرقي لمدينة الشارقة وهي عبارة عن بيوت شعبية موزع معظمها على المطلقات والأرامل، وبعض سكانها ممن تم تعويضهم عن مساكنهم المتضررة في منطقة أم خنور ويطلق عليها السكان منطقة الأرامل. فيما أوضحت هناء السويدي مدير هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أن القوارض والحشرات كان مصدرها مكب النفايات المتجمعة في المحمية، وقد تم التخلص من المكب وتنظيف المحمية منه على مدى عامين كاملين. وأكدت أن برك المياه المتواجدة في المحمية ليست مستنقعات، بل هي عبارة عن بحيرات عذبة تصنف على أنها مياه جوفية مرتفعة تعيش فيها أنواع من الأسماك تتغذى على البعوض مما يجعلها مبيداً طبيعياً له. وذكرت السويدي أنه منذ أكثر من خمس سنوات بدأت الهيئة في تأهيل محمية واسط الواقعة بين إمارة الشارقة وعجمان، لتعود كسابق عهدها مقصداً للطيور الإقليمية والمهاجرة كالفلامينجو وغيرها من الطيور التي اعتاد الناس مشاهدتها في تلك المنطقة، حيث بدأنا بإزالة مكب النفايات منها وتنظيفها من شوائبه على مدى عامين وتم إغلاقها وتسويرها وإعادة تشجيرها كما أجرت الهيئة مسحاً كاملاً للزواحف والطيور فيها. كما أبدى السكان انزعاجهم من الشجيرات ومخلفات البناء المتراكمة أمام مبانيهم السكنية وقد أثنت العقروبي على استجابة دوائر الشارقة الحكومية السريعة لطلبات الأهالي من خلال البرنامج، حيث قامت بتنظيف منطقة الحومة من الشجيرات ومخلفات المباني وعملت على تشجير المنطقة كما وضعت إدارة المرافق في البلدية تعبيد شوارع المنطقة ضمن أولوياتها، وبدورها قامت هيئة الكهرباء والماء بإنارة المنطقة. وأضافت السويدي أن المحمية التي تشغل مساحة 86 هكتاراً مثلت لسنوات بركة مالحة، تحيط بها أرض رطبة يميزها التنوع البيئي بين الكثبان الرملية الساحلية، والتكلسات الملحية التي تربط بين البرك والبحيرة الكبيرة المفتوحة على الجزيرة. كما تم تسجيل 198 نوعاً من الطيور المختلفة عليها منذ عام 1982 إلى جانب التنوع الكبير في أنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات، حيث تم اكتشاف نوعيات من الحشرات النادرة، وتم تسجيل تواجدها لأول مرة في الإمارات.