الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشارقة.. تقطف ثمار رؤيتها الثقافية المستنيرة

الشارقة.. تقطف ثمار رؤيتها الثقافية المستنيرة
28 يونيو 2017 01:41
محمد عبدالسميع (الشارقة) اختارت اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إمارة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 تقديرا لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية لتكون الشارقة بذلك أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وجاء قرار لجنة الاختيار - المؤلفة من ممثلين عن رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات واليونسكو التي اجتمعت بمقر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في لاهاي - لإمارة الشارقة اعترافا بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي حيث رصدت اللجنة حجم العمل الثقافي الذي تقوم به الإمارة للنهوض بالكتب والقراءة وتكريس حضورها لدى جميع أفراد المجتمع. وتعد الشارقة المدينة التاسعة عشرة على مستوى العالم التي تحصل على لقب العاصمة العالمية للكتاب بعد مدريد عام 2001 والإسكندرية 2002 ونيودلهي 2003 وأنتويرب 2004 ومونتريال 2005 وتورينو 2006 وبوغوتا 2007 وأمستردام 2008 وبيروت 2009 ويوبليانا 2010 وبوينس آيريس 2011 ويريفان 2012 وبانكوك 2013 وبورت هاركورت 2014 وانشيون 2015 وفروتسواف 2016 وكوناكرى في 2017 وأثينا 2018. وبهذا الاختيار تضيف الشارقة إلى سجلها الحافل بالإنجازات لقبا جديدا إذ نالت لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 وعاصمة للسياحة العربية 2015. وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين رئيس اللجنة المنظمة لملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب: «نحن فخورون بحصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 إذ يعد اللقب تتويجا لمشروع كبير أرسى معالمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة طوال العقود الأربعة الماضية، وقاد فيه جهود مؤسسات وأفراد كبيرة وضعت المعرفة والثقافة كهوية حضارية لإمارة الشارقة؛ فبات الكتاب في الشارقة سبيل المجتمع للارتقاء والنهوض والحوار وجسر عبور لمختلف دول العالم». وأضافت الشيخة بدور القاسمي أن هذا الاختيار لا يشكل تكريما للشارقة وما أنجزته على مستوى تعزيز ثقافة القراءة وحسب، وإنما يتجاوز ذلك ليشكل تكريما للثقافة العربية أمام دول العالم؛ إذ ظل صاحب السمو حاكم الشارقة يؤكد أن المعرفة خيار إنساني يتجاوز الفنون والآداب لتكون مساحة من الحوار الأساسي بين العالم العربي بكل ما يكتنزه من تاريخ وتنوع ثقافي وما يقابله من ثقافات العالم سواء الغربية منها أو الشرقية، فنجحت الشارقة في التحول إلى محرك معرفي يقود حزمة من المشاريع والبرامج الاستراتيجية التي تتجسد في قول صاحب السمو حاكم الشارقة (الثقافة رسالة للارتقاء بالذات وتهذيب النفس والسمو بالإنسان إلى مدارج الرقي والتسامح والتآخي بين البشر والتعليم هو المفتاح الرئيسي للولوج في آفاق التطور والتقدم). ويحفل مشروع الشارقة بالكثير من البرامج والفعاليات والمنجزات المحلية والعربية والدولية؛ إذ تستضيف الإمارة سنويا أكثر من 1500 ناشر من مختلف دول العالم في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب -ثالث أكبر معرض كتاب في العالم- جامعة بذلك أكثر من مليوني زائر يتوافدون إلى المعرض، إضافة إلى ما يحققه مهرجان الشارقة القرائي للطفل على مستوى تعزيز القراءة والمعرفة لدى الأطفال حيث ينظم أكثر من 2000 فعالية ويستقطب سنويا أكثر من 300 ألف زائر. وتؤكد الشارقة رؤيتها في النهوض بواقع القراءة عبر سلسلة من المبادرات والمشاريع؛ إذ وزعت مبادرة ثقافة بلا حدود 4 آلاف مكتبة على الأسر الإماراتية، وأطلقت الشيخة بدور القاسمي مبادرة كتابي الأول التي تستهدف الأمهات في أكثر من 60 مركزا صحيا وطبيا في الدولة، ونجحت المبادرة في توزيع 5 آلاف حقيبة كتب متنوعة على السيدات اللواتي ينتظرن مولودهن الأول. إلى جانب ذلك أرست الشارقة رؤى استراتيجية سباقة لتفعيل قطاع النشر على مستوى المنطقة فأنشأت مدينة الشارقة للنشر بهدف تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي يستقطب المعنيين بقطاع النشر والطباعة بأنواعه كافة، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي والعلم بالمجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة. وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة نموذجا ثقافيا مميزا في حرصه على النهوض بالقراءة؛ إذ ظل يوجه بضرورة العناية بالمكتبات العامة وتحديث محتواها المعرفي لتكون مرجعا للقراء والباحثين في الإمارة والدولة. وتعد الشارقة أول إمارة أسست مدرسة ومكتبة في دولة الإمارات، كما كانت أول إمارة تحتضن العديد من المؤسسات الثقافية الداعمة للكتاب مثل: جمعية الناشرين الإماراتيين واتحاد كتاب وأدباء الإمارات والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين. وتستقبل لجنة العاصمة العالمية للكتاب المؤلفة من ممثلين عن اليونسكو والاتحاد الدولي للناشرين والاتحاد الدولي لباعة الكتب والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات طلبات المشاركة سنوياً من مختلف أنحاء العالم، ثم تقوم بتقييمها لاختيار العاصمة العالمية للكتاب. وفي إطار تحضيراتها للاحتفال بفوزها بلقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 تستعد إمارة الشارقة لتنظيم برنامج يضم مجموعة كبيرة من الأنشطة والفعاليات على مدار عام كامل، وسيتم تشكيل لجان متخصصة للإشراف على هذه الفعاليات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©