السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكثيف جرعات الدواء يضر بصحة الصائمين

تكثيف جرعات الدواء يضر بصحة الصائمين
16 سبتمبر 2008 01:09
يتنصل مرضى، حريصون على الصيام، من الالتزام بالجرعات المحددة من الأدوية الموصوفة لهم، غير مدركين للآثار السلبية المترتبة على عدم تقيدهم بكمية الدواء ومواعيده ما قد يعرض حياتهم للخطر· يبين أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور أحمد الأمير أن ''المرضى الذين يكثفون ويزيدون جرعة الدواء دون الالتزام بالفوارق الزمنية، والمواعيد المحددة لتناول الأدوية، يتسببون لأنفسهم بأمراض الدم وحالات مرضية خطيرة''، شارحاً أن الجرعات المتتالية لا تسمح بتصريف الدواء في الدم، كما أن ساعتين أو ثلاثاً لا تكفي لسريان الدواء في الجسم واكتمال مفعوله· ويحذر الأمير من أن ''مفعول جرعة الدواء المكثفة تنقلب لتؤدي إلى إضعاف العضو المصاب وإبقائه معطلاً ليفقد معها مقاومته الدفاعية، وعمله الوظيفي في جسم الإنسان، فضلاً عن إطالة مدة الإصابة بالمرض، وربما اتساع رقعة انتشاره''· ويقول الصيدلاني جميل العساف: ''بعض المرضى، وحرصاً على صيامهم وعدم انقطاعهم عن أداء فريضة الصوم، يكثفون، من تلقاء أنفسهم، تناول جرعات الدواء المقررة لهم دون أن ينتبهوا إلى مخاطر هذا السلوك، بمعنى إذا كان مقرراً على المريض تناول 3 أقراص من الدواء يومياً بمعدل قرص بعد كل وجبة، فهذا يعني أن يكون الفارق بين كل قرص دواء وآخر حوالي 6 ساعات، بينما في شهر رمضان تنحصر الوجبات من الساعة 7 مساء ولغاية 4 فجراً، بمعدل قرص دواء كل 3 ساعات''· ويوضح العساف أن ''المشكلة الأشد تأثيراً على الجهاز الهضمي للمريض الصائم أن قرص الدواء الثاني قد يتم تناوله بين وجبتي الإفطار والسحور؛ لأنه لا يمكن للصائم أن يتناول 3 وجبات رئيسة خلال 7 ساعات (وقت الإفطار)، مما يؤدي إلى ازدياد نسبة التأثيرات الجانبية للدواء على جسم المريض وتعرضه إلى الإصابة بعدة أمراض منها ما هو خطِر''· من جهتها، تشير أمينة سر نقابة صيادلة دمشق الصيدلانية ماجدة الحمصي إلى الأمراض والحالات الصحية التي قد تصيب المريض الصائم الذي يتجاهل تعليمات الأدوية وتأثيراتها الجانبية، ويكثف الجرعات، وأبرزها ''تخرش المعدة، والتهاب الأمعاء، وآلام البطن، والتسمم الدوائي، وضيق التنفس، وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، والطفح الجلدي، والصداع، والدوار، والغثيان، والقيء، والإسهال أو الإمساك''· وتضيف الحمصي أن ''اتحاد الصيادلة العرب حث، خلال ندوة سبقت شهر رمضان، الصيادلة على نشر الوعي لدى المرضى من خلال شروحات شفهية لهم أثناء بيعهم الأدوية، مع التأكيد على المرضى في شهر رمضان، كما في باقي شهور العام، بالالتزام بتناول الدواء طبقاً لإرشادات الطبيب، وعدم تكثيف جرعات الدواء لتتماشى مع ساعات الإفطار لئلا يتسبب الاستسهال والاستخفاف في تناول الأدوية بأضرار لا تحمد عقباها''· على الصعيد ذاته، يقول الإمام محمد صالح من وزارة الأوقاف الإسلامية السورية: ''إن الله سبحانه وتعالى لا يريد بعباده العسر، وأنه دعانا إلى الإيمان والتقوى، وهدانا إلى الصراط المستقيم، لننجو بأنفسنا من كل عذاب وألم، وسخّر لنا كل السبل لإتمام عباداتنا وفروضنا استناداً إلى قوله في كتابه العزيز (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) الآية 185من سورة البقرة· ويخلص صالح إلى أنه إذا ''كانت صحة المسلم تتطلب منه تعاطي الأدوية وتناولها للاستشفاء، فلا ضرر من إفطاره، ومن ثم إتمام ما فاته من أيام الصوم بعد شفائه وانقضاء الشهر الفضيل''·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©