إذا ما غضبت حبري يسيل

شعر: حمدة خميس تحية سلام عليكم كأعذب ما يقرئ الطيبون السلام سلام عليكم كرذاذ الغمام سلام على الحاضرين سلام على الغائبين سلام على من يضيء الطريق لنا ويزيح الركام! التوأم (1) من تيه قلبي ظننت الحب مملكتي والحب إلا عمره الورد! لكنني لو كنت لم أسرج على فرس الهوى شغفي لما نمى زهر بأوديتي وفاض بالود من حولي سوى الود ? ? ? الحب مملكتي والحب مدرستي الحب أغنيتي والحب محبرتي وما تتلو به لغتي والحب ما أهدي وما أجزي ? ? ? كأنني والحب في مجرى دمي التوأم دمي التوأم الذي من رحم يولد! عناد (2) أربّت قلبي ألا يشط ويأخذني للرحيل الطويل أسارره بحزني حيناً وحينا بيأسي فيهمس: كوني إذن شعلة المستحيل جمرةٌ في كيانك تتقد عصي عليها الرمادْ فلا ريح هجر ليطفئها ولا عصف قهر ليخمدها ولا ما يترجيه السواد إذا هدأت هب عشق فتي وإن سكنت هاجها حلم في الفؤاد!! هوية هنا الآن نحن وأنا لست بينكم أنا في الغياب الذي عُلق بين وهم التراب ومتاه الغيوب أنا لا أكتب الدمع لا أكتب الحزن لا أكتب المستحيل لكنني إذا ما غضبت يرتج مائي وحبري يسيل ? ? ? وإذا ما عشقت أخربش كل جدار بألوان طيفي وأضحك أبكي أضحك كطفل صغير، صغير وأوهم قلبي الغرير بأن الفراشات ليست سوى فرحي يرف على الكون وأن ربيع هواي عصي الأفول ? ? ? وإذا ما هدأت أقلب كفي كمن ضيع في لحظة كنزه ودارت عليه دوائره وطالت عليه الدروب ....... كل درب إلى ما نشتهيه طويل!! أزواج أيها الرجل الساكن في بيتنا منذ عشرين عاماً لم لا تحدثني كعابر سوف أمضي تاركة لك الغرف ملأى بالكلام!! تضميد الغيوم قطن السماء كلما أجهش البحر ضمدت حزنه ومضت في البكاء! مد وجزر على شاطئ عجمان أخطُ على رمل السنين مدارجي فلا الرمل يحفظني ولا البحر يذكر كأن سنين العمر غفوة حالم يمد بها موج وموج سيجزر! حكمة الجنون (3) جُننتُ أم جُننتُ بك! والجنون طريق يهاب مجاهله الآخرون فما من حارس أو ملكْ والجنون حكمة الخارجين على الطوع على الطوع والأمر ومن رادها قد هلك والجنون جناح يشق الفضاء كما البرق شق سكون السحاب ليهطل لك والجنون عصا الماء تشق عناد الجبال لينساب في فتنة الورد فيورق لك بعض هذا الجنون خفي لأقرأ في السر سر من أبدعك وبعض الجنون يؤرقني مثل نجم المدار يحوم ساهراً في غموض الفلك وبعض الجنون لهيب المحب يضيء دروبك ويُشرقُ لك وكل الجنون لأرفع هذا الكلام إلى معبدك هل عرفت لماذا جُننتُ أو.. جُننتُ بك؟! هل أشبه البحر (4) هادئاً يتماوج البحر في ألق أليف هذا الصباح هادئاً مثل امرأة ضالعة في الحكمة والخصب والقدم سادراً في لهوه كأنما هسهسة الأصداف أجراس لغبطته كأن بهو السماء مراياه كأن التماع الأفق فضاؤه المصقول أيها البحر الهيوج إتئد أي نزق هذا تلقي رذاذك فضة أتشبهني؟ من قال أن مسكنك الغياب والمدى وطنك؟ من دلك على اهتياجي كي تشبهني وأنا امرأة لا أشبه البحر لكن لي موجي ولي مدي وجزري ولي اعتصافي وأهوالي ولي غموض الموت والميلاد وفتنة اللؤلؤ ورقة الماء إذ ينساب في دعة هل أشبه البحر أم أن البحر يُشبهني؟!! نكاية (5) على صُدفة من رصيف الثواني التقيت الذي سوف يعجن قلبي بين يديه ويخبزني كرغيف المساكين بلا موقد أو لهب ثم يأمرني أن أعود إلى الحقل سنبلة ليفرطني حبة حبة في شتات المهب! لا يكترث سأفقد عقلي قلت لم يكترث سأفقد عقلي لأني أحبك لم يكترث سأفقد روحي ونبضي لأني أحبك لم يكترث سأفقد قولي وميزان خطوي ورشدي لأني أحبك لم يكترث سأفقد ما اكتنزت به النفس والعمر والذكريات لأني أحبك لم يكترث ماذا سأخسر غيري وأفقدني لأني أحب الذي لا يحب.. ولا يكترث هوامش: 1 و2: من ديوان “نقش في السديم”، لم يصدر بعد 3: من ديوان “طوق الغواية” 4: من ديوان “مس من الماء” 5: من ديوان “غبطة الهوى”