الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلطان الشهور يحفظ هوية تركيا الإسلامية

سلطان الشهور يحفظ هوية تركيا الإسلامية
16 سبتمبر 2008 00:56
ترى ألما أصلان في شهر رمضان فرصة لتنقية الروح والسمو بالجسد فوق الشهوات· وتقول التركية الشابة إن ''الشهر الكريم يحافظ على هوية الأتراك الإسلامية، ويكرس مضامين جميلة دأب الزحف العلماني على إزالتها''· تبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان في تركيا، وفق أصلان التي تعمل في دبي، أواخر شعبان حيث تكتظ الأسواق ببضائع خاصة به كالتمر، والأجبان، والبهارات، والحلويات، والعصائر مثل ''التمر الهندي''، و''الكركديه'' · ويقول زياد اردوجان، الذي يعمل تاجرا للألبسة إن ''الحياة تدب في ''السوق المصري'' أو ''سوق العطارين'' وهو أهم وأكبر الأسواق القديمة في قلب اسطنبول، حيث يزدحم بالباعة والمشترين طوال الشهر المبارك من اجل شراء الحلويات ، والزيتون والجبن، والبسطرمة والتمر''· ولا يختلف رمضان في مدينة اسطنبول العلمانية عن غيرها من العواصم الإسلامية، بحسب اردوجان، حيث تزدحم المساجد بالمصلين خاصة صلاة التراويح، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار من أجل غرس تعاليم الدين الحنيف في قلوبهم وترغيبهم في المواظبة على الصلاة في المسجد· وفي العشر الأواخر يعتكف البعض للإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن والعبادة· وتقول الموظفة ليلى اوزال إن ''من أجمل الطقوس الرمضانية في وطني قيام البلديات بنصب الخيم والشوادر الرمضانية في الميادين والأماكن العامة بقصد تقديم موائد الرحمن للفقراء والمساكين و لمن يدركه وقت الإفطار خارج منزله''، لافتة إلى أن رجال الأعمال والميسورين يتسابقون في تحمل نفقات هذه الموائد طمعا بالأجر''· وتحتضن اسطنبول 2800 مسجد من أصل 77 ألف مسجد في تركيا· بيد أنها تنال نصيب الأسد في إبراز ملامح هذا الاستقبال الاحتفالي من خلال تزيين الشوارع ومداخل البنايات والمنازل والمساجد وهو ما يسميه الأتراك ''المحيا''· وترى فنانة الأشغال اليدوية جيلزان كمال أن من أجمل العادات في بلادها نشر اللافتات التي ترحب وتهلل بقدوم الشهر الفضيل حيث يتم توزيعها وتعليقها في الشوارع والميادين، مشيرة إلى أن المسحراتي ما يزال موجودا ولم ينجح غول التكنولوجيا في سحقه حيث يقوم بمهمة المسحراتي شخص من سكان الحي فضلا عن اعتماد الحكومة على المدافع حيث تطلق ثلاث مرات:الأولى للسحور، والثانية للامساك، والثالثة للإفطار· ومن أبرز مظاهر رمضان، وفق كمال، إضاءة المدينة طوال شهر رمضان المبارك حيث يتم إنارة مآذن المساجد وأشهرها مسجد السلطان أحمد منذ صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، ووضع لافتات عملاقة على أعلى المساجد تقول ''مرحباً يا رمضان''، و''شهر رمضان سلطان الشهور'' وهو الاسم الذي يطلقه الأتراك على شهر رمضان المبارك تقديرا لمكانته المقدسة· وفي العرف التركي، يعد تناول السحور عنصرا ضروريا، بحسب المضيف الجوي مهنيد ديكتورك الذي يقول: ''بمجرد الإعلان عن الإمساك نتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، وتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم نستمع إلى درس ديني يتعلق عادة بأحكام الصيام وآدابه، بعدها نصلي ركعتي الضحى ونعود إلى المنازل''· ويتابع :'' يحرص الأتراك على أداء صلاة التراويح في المساجد رجالا ونساء وأطفالا وبعد الانتهاء منها يقوم كبار السن بتكريم الصغار من خلال توزيع الحلوى عليهم بهدف جذبهم إلى المساجد''· وتصنف تركيا التي تقع ما بين قارتي آسيا وأوروبا، ويبلغ تعداد سكانها 65 مليونا 99% منهم مسلمون؛ من أكبر الدول الإسلامية في المنطقة وقد ساهمت بصورة جلية في بناء الحضارة الإسلامية ونشر الرسالة بين الأمم غير الإسلامية· ويقول فني الإضاءة محريم ديكتوريك: ''من عادتنا كثرة إقامة الموالد في الشهر الكريم حيث يقام في كل منزل ومسجد مولد، وقد تقام في الحي نفسه عشرات الموالد التي تدور جميعها في محور واحد هو مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم''· وعن المطبخ التركي، تقول جيلزان كمال إنه يضم أشهى المأكولات والأطعمة ومن أهم الأطباق الرمضانية التي تتربع على المائدة في الشهر الفضيل الدولما، واليا لنجى، والكبه، والكباب، والمنطي، والبينا ليبراك (فطائر الجبن)، والكورنيا رك، والكونافا (الحلويات)· ودخل الإسلام إلى تركيا عبر الفتوحات الإسلامية التي شهدتها المنطقة، وذلك في مستهل العصور الإسلامية الأولى، ،حيث ولدت الإمبراطورية العثمانية التي اعتبرت نفسها بديلاً للخلافة الإسلامية على الأرض التركية لتمتد سيطرتها على عدد من الدول العربية وغير العربية· إلى أن دبَّ فيها الوهن وسيطر عليها الاستعمار الأوروبي الذي قسمها فيما بينه وأعلن ولادة تركيا المستقلة بقيادة مصطفى أتاتورك، الذي طبق النظام العلماني· وتشير جيلزان إلى أن المجتمع التركي مجتمع متماسك أسريا حيث يحرص الأهل على قضاء شهر رمضان معا، وعلى عدم سفر احد أفراد العائلة خارج المدينة ما يترتب على ذلك الإفطار الجماعي عند أكبرهم سنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©