مؤتمر يؤكد ضرورة التشخيص المبكر لمرض ضغط الدم الرئوي

أكد المشاركون في مؤتمر مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، ضرورة التشخيص المبكر والدقيق للمرض، لافتين إلى أنه بسبب عدم وجود أعراض محددة للمرض غالباَ ما يشخص المرض بصورة خاطئة أو يتأخر تشخيصه. ودعا المؤتمر إلى الحصول على أفضل رعاية وعلاج ممكنين لتوفير فرصة حياة أطول بنوعية أفضل لمثل هؤلاء المرضي، مطالباً بإجراء الأبحاث العملية اللازمة لتحديد الأسباب المؤدية للمرض، وزيادة الوعي بارتفاع ضغط الدم الرئوي بين عامة الشعب والمجتمع الطبي من أجل خلق بيئة أفضل للرعاية والتشخيص المبكر والأكثر دقة. وكانت المجموعة الاستشارية السعودية لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي و الجمعية السعودية لأمراض ضغط الرئة، بالتعاون مع شركة باير للرعاية الصحية، قد نظمت المؤتمر السنوي لأمراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وذلك يوم الخميس الماضي بدبي. وناقش المؤتمر أحدث التطورات في علاج أمراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي ونتائج التجارب الإكلينيكية. وذكر الدكتور مجدي إدريس استشاري أمراض الرئة – رئيس المجموعة الاستشارية السعودية لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، أن ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو حالة خطيرة ومهددة للحياة قد تؤدي إلى هبوط القلب أو الوفاة. ووفقاً للتقسيم السريري لارتفاع ضغط الدم الرئوي، هناك خمسة أنواع مختلفة من المرض على أساس اختلاف المسببات المرضية، وهي: ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الرئة أو نقص الأوكسجين ، وارتفاع ضغط الدم الرئوي المزمن الناتج عن جلطات انصمامية، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أسباب متعددة غير واضحة. من جانبه، لفت البروفيسور الدكتور غزوان بطرس استشاري أمراض الرئة بانجلترا، إلى أن مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي يخفض من فترة البقاء أياً كانت الحالة المصاحبة المسببة له، مشيرا إلى انه في معظم الحالات لا يمكن الشفاء من ارتفاع ضغط الدم الرئوي وأكد بطرس، أن هناك تطوراً في حالة مرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي تحسن في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال الاستشراف ضعيفاً. ونوه إلى أن مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو حالة مميتة قد تصيب الناس في مختلف الأعمار حتى الأطفال، ويعاني المرضى من انخفاض شديد في متوسط العمر المتوقع وقد يواجهون انخفاضاً شديداً في نوعية الحياة، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أهمها أن الأعراض غالباً ما تكون غير محددة حيث يمكن أن يشخص خطأ على أنه أزمة ربوية أو أي حالة أخرى مما يؤدي لتأخر في التشخيص قد يصل إلى سنتين. وأكد غزوان مع التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يعيش ثلثي عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي لأطول من خمس سنوات. وقال الدكتور صالح الدماس، استشاري أمراض الرئة بالمستشفى العسكري بالرياض، “ مرض ارتفاع الضغط الرئوي، هو مرض مزمن ومتطور وشخصي جداَ يسبب الوهن، وله تأثيرات هائلة على الحياة العائلية والاجتماعية ويؤثر على القدرة على العمل، وقد يكون مدمراَ من الناحية النفسية. وأشار الدماس، إلى أن هذا المرض يتطلب تغييرات كبيرة في أسلوب الحياة. وارتفاع ضغط الدم الرئوي هو حالة مرضية مهددة للحياة يرتفع فيها ضغط شرايين الرئة أعلى من الطبيعي، ويحدث للمصابين به انخفاض شديد في القدرة على تحمل الإجهاد البدني وانخفاض في نوعية الحياة. وذكر الدماس، أن أكثر أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي شيوعاً تشمل ضيق التنفس خاصة عند القيام بنشاط جسماني (ضيق التنفس) والإرهاق والدوخة والإغماء وجميعها تزداد سوءاً مع الإجهاد. وعن الأسباب المرضية، قال الدماس، «الأسباب ما زالت غير معروفة على وجه الدقة، وفي بعض الأحيان يكون ارتفاع ضغط الدم الرئوي مرافقا لأمراض أخرى مثل أمراض القلب الخلقية والكبد المزمنة وعدوى فيروس نقص المناعة البشري “الإيدز” وفي حالات نادرة يمكن أن يكون وراثيا».