السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حلاوة الروح» دراما تشخّص أوجاع المجتمع العربي

«حلاوة الروح» دراما تشخّص أوجاع المجتمع العربي
1 مايو 2014 20:39
«حلاوة الروح» هو عنوان مسلسل عربي من إنتاج شركة «مون آند ستارز» اللبنانية لصاحبتها رولا ثلج، ويدور العمل، بحسب الكاتب والسيناريست السوري رافي وهبي، في إطار اجتماعي رومانسي ويناقش قضايا عدة تدور في فلك المنطقة العربية، وتداعيات مايسمى بثورات الربيع العربي، التي جرت في مصر وتونس وغيرهما، ويضمّ مجموعة من الممثلين اللامعين، من سوريا غسان مسعود ومكسيم خليل وقصي خولي وكنده علوش ونسرين طافش ودانا مارديني وفرح بسيسو، ومن مصر خالد صالح، ومن لبنان رولا حمادة ورودني حداد واندره ناكوزي وغيرهم، تحت إدارة المخرج التونسي شوقي الماجري، أما الموسيقى التصويرية فهي للفنان السوري رعد خلف. رنا سرحان (بيروت) تقول رولا ثلج، الذي شاركت في التمثيل أيضاً بدور راهبة، إن «حلاوة الروح، هو تجسيد للحياة اليومية في تجربة فريدة من نوعها صعبة وجميلة يؤرخ حقبتها عمل جامع فيه الكثير من العناصر المميزة أكانت إخراجياً أم تقنياً وفنياً، ونحن محظوظون بمشاركة الممثل المصري القدير خالد صالح البطولة كذلك الفنان السوري غسان مسعود والممثلة اللبنانية رولا حمادة وآخرون من الممثلين القديرين من مختلف أقطاب المنطقة العربية، ولو أنّ القصّة تتسع لمزيد من الممثلين اللبنانيين لما كنت ترددت، رغبة مني بوصول الدراما اللبنانية لمستوى أعلى من التوزيع على المستوى العربي، علماً بأن الدراما في لبنان باتت تحقق مكانةً متزايدةً على هذا الصعيد. مستمدة من الواقع وتؤكّد ثلج منتجة العمل، أن النص مشغول بنبض الإنسان، موضحة أن المزيج العربي من الممثلين للعمل فرض نفسه، وأن القصة مستمدة من الواقع الذي نعيشه، كما أنه جمع ألمع الأسماء سواء على مستوى الإخراج أو الكتابة او التمثيل، فشوقي الماجري من أهم المخرجين العرب بعد إخراجه «الاجتياح» و«نابليون والمحروسة»، كذلك رافي وهبي يعد من أهم كتّاب جيله، والذي كتب «سنعود بعد قليل»، تلك التجربة المميزة في الدراما الاجتماعية، التي لاقت نجاحاً مهماً العام الماضي، وتضيف أن تصوير العمل بدأ في بيروت، حيث سيتم إنجاز القسم الأكبر منه قبل أن ينتقل فريق العمل إلى مصر ودبي لتصوير المشاهد الأخرى، على أن يعرض المسلسل في رمضان المقبل على شاشات محلية وعربية. دور راهبة وتضيف ثلج: «دوري في العمل كراهبة أمثله للمرة الأولى، والعمل يرصد قصصاً إنسانية تتمحور حول قصة رجل يحاول تصحيح أخطاء الماضي ويصادف وجوده وابنته في قلب الأحداث، و«حلاوة الروح»، هو بالفعل قصة مميزة صاغها الكاتب بمجهود لافت، وبرأيي سيكون من أهم الأعمال الذي يضاف إلى مسيرته الفنية، كونه ينجز بمحبة وصبر وشغف مع وجود كادر موهوب يعمل وفق مجموعة متآلفة ومميزة. علاج أمور حياتية ومن جهته، يصف السيناريست رافي وهبي قصة العمل قائلاً: «الأحداث تلامس بطريقة أولية الواقع المعقّد، وتسلط الضوء على ما وصلت إليه الأمور على المستوى العربي، ويخلط بين ظروف شخصياته على المستوى الإنساني وبين ما تعانيه البلاد من دمار، وهي «حلاوة الروح»، التي تعيش في خضمها أغلب شعوب المنطقة العربية. وبعد تجربيتي السنة الماضية في مسلسل «سنعود بعد قليل» أعتقد أن الدراما السورية مرتبطة بهموم الناس، وهي تعالج أموراً حياتية يومية، والعمل يجسد التعاطي الإعلامي مع الأحداث، والذي هو جانب مهم في هذا المسلسل، حيث يكشف رجل أعمال يمتلك قناة فضائية التزييف والفساد الإعلامي لبعض القنوات، كما يتعرض لأزمة في حياته بعد زواجه من فتاة سورية، ليبقى العنوان العريض للمسلسل أنه يغطي تحولات الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية في السنوات الثلاث الأخيرة». ووعد رافي الجمهور بأنه سيشاهد قصة حب ستكون هي الأساس في هذا العمل، من دون أن ننكر صعوبة الحب في هذا الواقع المرير، كما أننا لا نستطيع، أن ننسلخ عن الواقع. ونعلم أن هناك محاذير لكن وجهة نظري كانت ضرورية لنقل ما يحصل، ونحن موجودون في الميدان، ونحن محايدون، ليس الحياد السلبي بمعنى الصمت إنما الحياد الإيجابي، وقصتنا الاجتماعية هي قصة الحب والعلاقات الشخصية مع بعضها التي تسير ضمن هذه البيئة، ونحن معنيون ألا نكون محرضين. مغامرة أما الماجري مخرج العمل، فيكشف أن المشاهد التي تم تصويرها حتى الآن هي ثلث المسلسل تقريباً، حيث تم استقدام ديكوارات ضخمة إلى بيروت عوضاً عن التصوير في سوريا، ويوضح: «إنتاج هذا المسلسل هو مغامرة في هذه الظروف التي تعيشها مصر وسوريا ولبنان، وغيرهم، وهناك نجوم جمعناهم من مختلف الأقطار العربية، ونحن قلقون على طاقتنا الإنسانية ويجب ألا يكسرنا هذا الواقع لدرجة أننا لم نعد نستطيع أن نخلق أبطالاً يحبون. نحن ذهبنا الى سوريا لكي نخلق بطلا يحب. هذا المفهوم مثلا يهمني في هذا الظرف العربي، وأنا من أكثر الناس الذين يخافون من الأحداث التي مازالت مستمرة. مثلاً قامت الثورة في تونس، وكنت أرفض أن أقوم بعمل عن هذا الحدث لأن هناك الكثير من الأسرار غير مكتملة». وقال إن هدفه هو تجسيد الواقع في مسلسل «حلاوة الروح»، لمعرفة مدى الطاقة الموجودة عند كل مواطن عربي ومدى قدرته على التحمل. امرأة خمسينية وتجسد الممثلة اللبنانية رولا حمادة دور «سارة»، وهي امرأة لبنانية خمسينية، وصحفية نشيطة وإعلامية لها علاقات اجتماعية جيّدة. ورغم إصابتها بمرض اللوكيميا فإنها لن تتوانى عن مساعدة «جمال»، الذي يؤدي دوره الممثل المصري خالد صالح، حبيبها السابق أيام الشباب، في محنة اختطاف ابنته سارة الصغيرة التي تؤدي دورها الممثلة السورية دانا مارديني. وتصف حمادة عملها مع الماجري بأنه لا يظهر الصورة فقط، بل يكشف عمّا وراءها أيضاً، وكانت تنتظر العمل معه منذ 7 سنوات. كما صرح الممثل المصري خالد صالح بأن العمل مغامرة ممتعة، لأنه يحلق في عالم أوسع من الذي كان يعمل فيه، مؤكداً أن التعاون المشترك بين البلاد العربية، يتيح الفرصة لإعادة تبادل الثقافات من جديد. وعبّر صالح قائلاً إن المسلسل يضم نخبة من عمالقة التمثيل ويعتبره إضافة حقيقية لأعماله، حيث إنّه يختلف عن الأعمال الدرامية الأخرى، كما أنه سيشكل نقلة نوعية في حياته الفنية. الممثل والكاتب اللبناني ميشال أضباشي يشارك في مسلسل «حلاوة الروح» بأدائه شخصية «مجنون» سوري الجنسية متشرد في الطرق، لافتاً إلى أن دوره سيشكل تحولاً في الشخصيات الموجودة. أوجاع الناس وتصف نسرين طافش نفسها قائلة: أنا سعيدة بهذا العمل لأني أقف أمام أساتذة، معتبرة أن الناس بحاجة لأن ترى أوجاعها، والدراما ما هي إلا انعكاس للواقع العام الذي نعيشه. من جهة أخرى، وافق الفنان غسان مسعود على المشاركة في المسلسل لأسباب ترجع إلى الشروط الإنتاجية التي تبدو جيدة، واجتماع هذا الكم من الممثلين العرب، لافتاً إلى أن التعامل مع مخرج كبير بوزن الماجري، الذي حصل مسلسله «الاجتياح» على جائزة إيمي العالمية، يجعله متيقناً بأن العمل سيكون جيداً على مستوى الصورة والدراما، فضلاً على جودة النص المكتوب. مكسيم.. ناشط سياسي مكسيم خليل صور معظم مشاهده ضمن المسلسل في العاصمة اللبنانية بيروت، ويؤدي شخصية «إسماعيل»، وهو شاب سوري يمكث في بيروت ويتعرف إلى فتاة سورية تعيش في بيروت تؤدي شخصيتها دانة مارديني ليقررا معاً السفر إلى حمص لتصوير فيلم وثائقي عن الأحداث الدائرة هناك، ليجسد دوراً يشكل نموذجاً للشاب السوري الحقيقي، الذي تم تهميشه كثيراً، اجتماعياً وإعلامياً، وهو دور ناشط سوري ثوري. وعن سبب اختيار الفنان مكسيم خليل لنص «حلاوة الروح»، يؤكد أنه يسعى منذ زمن لنص يلامس الواقع السوري، ويتطرق لجميع الأطراف بتجرد، وفي الوقت نفسه يتحدث عن معاناة الشعب بواقعية، وهذا ما وجده في هذا العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©