دخلت المؤسسات المالية من بنوك ومراكز مالية ساحة المنافسة على إقامة الخيام الرمضانية في محاولة منها للتواصل مع عملائها من جهة والترويج غير المباشر لعلاماتها وخدماتها من جهة ثانية·
ويكسر ولوج مؤسسات مالية مضمار تقليد ''خيام رمضان'' احتكار الفنادق لهذه الأمسيات الموسمية ببرامجها الترفيهية والفنية والتي باتت إحدى السمات البارزة لشهر الصوم·
ولكن التباين في الأهداف بين الجهتين طبيعي، إذ تسعى الفنادق لتغطية تراجع مستويات الإشغال خلال رمضان بتعظيم العائدات من المطاعم والخيام، فيما ترمي المؤسسات المالية إلى بناء جسور للتواصل الترفيهي بينها وبين المجتمع والعاملين فيها·
ومع ذلك، لا تختلف الأجواء عن بعضها، لا من جهة طبيعة المأكولات ولا البرامج المعدة أو الخدمة·
فمنذ عام تقريباً، شهدت دبي افتتاح أول خيمة رمضانية لمركز دبي المالي العالمي في تجربة وصفها مراقبون بأنها ''ناجحة للغاية''، حيث فاق الإقبال عليها توقعات منظميها بعد ان أصبحت منذ اليوم الأول من افتتاحها ملتقى لكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية وأصحاب المال ورجال الاستثمار، الأمر الذي شجع المركز على تكرارها هذه السنة على مساحة أكبر لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الرواد·
وتزامنت خطوة مركز دبي المالي العالمي العام الماضي مع افتتاح بنك الإمارات دبي الوطني خيمة في أحد فروعه بمنطقة الجميرا مقابل فندق برج العرب، حيث كانت ملتقى لكبار عملاء البنك وموظفيه طوال الشهر الكريم· وانتقلت التجربة إلى إمارة الشارقة، حيث أطلق بنك الشارقة الإسلامي خيمته الرمضانية لبناء قنوات تواصل غير رسمية مع مختلف قطاعات المجتمع، في خطوة لاقت بدورها ''إقبالاً منقطع النظير''، بحسب الرئيس التنفيذي للبنك محمد عبدالله·
وتتضمن خيمة مصرف الشارقة الإسلامي برنامجاً حافلاً يشمل فعاليات اجتماعية ودينية ورياضية متنوعة بشكل يومي·
وشجع نجاح التجربة العام الماضي بنوكاً أخرى على الانضمام إلى القافلة، حيث أعلن بنك المشرق عن إقامة أكبر خيمة رمضانية تتسع لأكثر من 200 شخص في ''دبي فيستيفال سيتي''، إحدى أبرز المناطق التجارية على خور دبي، لتكون ملتقى للجميع، وليس فقط لعملاء ''المشرق'' الذين يحصلون على حسم يصل إلى 25%·
ويعتبر مدير العلاقات العامة والفعاليات في بنك المشرق، سعد حكيم، أن إقامة هذه الخيمة جزء من الرسالة المجتمعية للبنك وصورة من صور التواصل مع أفراد المجتمع بطريقة غير مباشرة·
ولم ينكر حكيم أن من بين أهداف إقامة الخيمة الترويج غير المباشر للبنك، والوصول إلى العملاء بطريقة غير رسمية، إلا أنه استبعد أن يكون هدفها ربحياً، حيث إن أسعارها تقل كثيراً عن أسعار الفنادق رغم تقديمها أفضل أنواع الوجبات والأمسيات الفنية والترفيهية التي تبدأ من الإفطار وحتى أوقات متأخرة من الليل
عدد اليوم
