الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خريف ظفار يفوح برائحة البخور العُماني ابتهاجاً بأفراحها

خريف ظفار يفوح برائحة البخور العُماني ابتهاجاً بأفراحها
22 ابريل 2011 20:00
يعتبر البخور والعطور والطيب من أهم الصناعات العُمانية منذ عشرات السنين حيث تفنن العمانيون في صناعته؛ فكان من أهمها ما يقتنى ومن أثمن ما يمكن بيعه خاصة بعد أن ازدهرت صناعة البخور وعرفت على مستوى الحضارات القديمة والتي كان البخور ركيزة أساسية تقوم عليها معتقداتهم المتوارثة. مما يدلل على اهتمام العمانيين بصناعة البخور واقتنائه بصورة كبيرة قيام العديد من الأسر العمانية خاصة فيما مضى بصناعته في المنازل لاستخدامه في المناسبات المختلفة خاصة تلك المتعلقة بالأعراس والأفراح المختلفة قبل أن تكون هذه الصناعة سلعة تباع في الأسواق داخل وخارج البلاد. منافسة الأجنبي رغم أن صناعة البخور والعطور دخلت عالم المنافسة خاصة مع الصناعة الأجنبية التي عملت على إغراق الأسواق بما تنتجه من عطور متباينة الجودة والأسعار إلا أن صناعة البخور والعطور المحلية بقيت حاضرة في أذهان وأذواق صانعيها ومقتنيها بحكم ما تتمتع به من خصوصية وعلاقة بما تجود به أرض عمان من نباتات عطرية غاية في الجودة والروعة. تلك النباتات التي أنتجت أثمن العطور في العالم. وما أن تذكر العطور والبخور والطيب إلا ويأتي ذكر ظفار التي عرفت البخور منذ الأزمنة الغابرة حيث كانت مصدراً لتزويد الكثير من الأقطار باللبان العماني عالي الجودة حيث ظل إنتاج هذه المادة العطرية حاضراً حتى اليوم. وتشتهر محافظة ظفار بإنتاج اللبان بكافة أنواعه وخاماته والذي يعتبر أحد أهم أنواع البخور، ويستخدم في تحضير بعض أنواع العطور والبخور المحلى،. كما يعتبر البديل الأول لكافة أنواع البخور لرائحته العطرية الزكية. وتعد صناعة العطور والبخور بالطريقة التقليدية إحدى سمات محافظات ومناطق السلطنة وخاصة محافظة ظفار منذ القدم نتيجة للدعم الذي تتلقاه هذه الصناعة، ونتيجة لما تشكله للقائمين عليها من مصدر دخل لكثير من الأسر خاصة والتي عملت على تطويرها والارتقاء بها تحقيقاً لذائقة الكثير من الناس والمحبين لها. وتلقى صناعة العطور والبخور رواجاً كبيراً بين المواطنين والزوار حيث تؤكد المصادر التاريخية بان ظفار عرفت تجارة البخور منذ العصر الحجري والعصر الحديث حيث كان للبخور الظفار دور بارز في النشاط التجاري بين المناطق القديمة والحضارات المختلفة. أنواع مختلفة عرفت محافظة ظفار صناعة أنواع مختلفة من البخور حيث برعت المرأة العمانية، وتفننت في تصنيعه باستخدام أنواع وألوان شتى من العطور والروائح الذكية، ومع تطور الحياة إيقاعها تطورت كذلك أنواع البخور الدخون وتعددت أصنافها؛ ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة تحضر حاجتها من الدخون كما يسمى محليا في ظفار نتج عنه تخصص بعض النسوة في تجميعه وتحضيره من خلطات عديدة، واتسمت كل واحدة من هذه الخلطات باسم خاص تعرف به كما أدخلت أساليب ومواد جديدة في خلطة البخور لم تكن موجودة من قبل وهي ذات جودة عالية وبعضها باهظ الثمن. وأصبح البخور العماني سلعة اقتصادية مهمة وصناعة عمانية خالصة تدر عائداً وافراً على من يمارسون هذه الحرفة، واستقطبت قطاعاً كبيراً من النسوة اللاتي أصبحن يمتلكن أماكن خاصة ببيع البخور في الأسواق التقليدية والمجمعات التجارية التي انتشرت بشكل كبير في السلطنة. كما تقوم بعض النسوة بتسويق بضاعتهن من البخور عن طريق البيع المنزلي والبعض الآخر يتخذن من بيوتهن مكاناً لبيع إنتاجهن من البخور والذي غالباً ما يكون على مستوى عال من الجودة. وتختلف أسعار البخور حسب النوعية المعروضة والتي هي مزيج من عدة أصناف من العطور والمسك والهيل وحطب العود وبعض أنواع التوابل، ويعتبر البخور الدخون أحد المستلزمات الأساسية في مناسبات الأفراح كالأعراس والأعياد. وهناك نوعان من البخور؛ السائل الذي يصنع من خلال وضع خشب العود في مجموعة مختارة من العطور السائلة غالية الثمن لمدة معينة، وهناك البخور الجاف ويتم إعداده بخلط مجموعة من العطور بطريقة معينة ومن ثم طحنه ليصبح كالبودرة ومنه أصناف عدة منها كدخون الهيل والمخلطة والأميرات والماس وحافور والمشحمة وكنوز وقشاطية. إقبال كبير يلقى البخور إقبالا كبيرا من قبل الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها حيث يعد البخور من أهم الهدايا التي يحرص السياح على شرائها من الأسواق العمانية. إلى ذلك، تقول عطايه رمضان، إحدى أشهر صانعات البخور بمحافظة ظفار، إنها تعمل في هذه المهنة منذ خمسة عشر عاما، وهي متخصصة في صناعة البخور للأعراس فقط ذات الجودة العالية حيث يتم الإعداد لصناعة البخور بشراء كميات كبيرة من المواد التي تدخل في تكوين هذا المنتج من شتى أصناف العطور والهيل والعود، حيث تستغرق فترة تجهيز بخور الأعراس شهراً كاملاً حتى تأخذ جودتها العطرية ذات الرائحة النفاذة. وتضيف أن عملية خلط وصناعة البخور تتطلب فترة من الزمن وخاصة لبعض الأنواع التي تحتاج وضع المواد المكونة للبخور في العطور لفترة طويلة حتى تأخذ نوعاً معيناً من الروائح الفائقة الجودة، مشيرة إلى أن إنتاجها من البخور يشهد رواجاً كبيراً وخاصة في موسم الخريف الذي يعتبر موسم الأعراس في محافظة ظفار، حيث يطلب صاحب العرس من الصانعة تجهيز أنواع معينة من البخور ويحدد لها القيمة التي سيدفعها وعلى ضوء المبلغ المدفوع تقوم الصانعة بتحديد الكمية التي ستوفرها له من البخور. وتشير رمضان إلى أنه مع الطلب المتزايد على البخور فإنها تجهز حاليا لتوسيع نطاق عملها بإقامة منشأة خاصة لهذه الصناعة بمساعدة من جهات الاختصاص في دعم المشاريع، وذلك لمواكبة الطلب المتزايد وتغطية بعض الأسواق في الدول المجاورة. العطر العُماني هناك أنواع عديدة من الطيب والعطر العماني الذي يتم تصنيعه من قبل النسوة في بعض مناطق السلطنة حيث يأتي «الورس» في مقدمة تلك الأنواع، وهو ينقى ويدق ثم ينخل وينعم ويخلط مع قليل من الزيت قبل أن يدهن به الجسم. وأيضا «السايحة» الذي يتكون من خشب العود والصندل والزعفران والمسك الأسود والعود المصلوح الذي يمزج فيه العود الناعم مع المسك والعنبر الأسود والسكر وماء الورد. ويأتي ماء الورد من ضمن أنواع الطيب العماني الذي يتم تقطيره وصناعته في الجبل الأخضر بمنطقة الداخلية من خلال تكثيف البخار الناتج من الاحتراق داخل إناء الفخار (البرمة). ويقول سيف القاسمي، المدير التنفيذي لشركة عطور عمانية إن «عطر أمواج أحد أغلى العطور يقوم على مكونات طبيعية حيث يتكون من 120 نوعاً من العطور الطبيعية مثل اللبان الفضي من محافظة ظفار وزيت الورد الأحمر وزهرة الصخرة من الجبل الأخضر والزيزفون والليمون من منطقة الباطنة والعنبر من سواحل السلطنة». ويضيف أنه تم إضافة إلى تلك المكونات الكلاسيكية الفريدة من نوعها مجموعة كبيرة من العطور تتمثل في رأس الزهر والياسمين وزهر الزنبق وقلب زهر المر والبتشول وخشب الصندل وقاعدة العنبر والزباد والمسك. ويوجد في سلطنة عمان حاليا الكثير من الشركات العمانية المتخصصة في إنتاج العطور والكولونيا لتلطيف الجو والجسم كالعطور التي تأتي تحت مسمى طيب وريم حيث يتم إنتاجها باستخدام مختلف العطور كالعنبر والزعفران والصندل والكيذا والنرجس والعود والياسمين.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©