الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جميلة الزعابي: الميدان يحقق التألق ويقدم العون أكثر من العمل المكتبي

جميلة الزعابي: الميدان يحقق التألق ويقدم العون أكثر من العمل المكتبي
27 نوفمبر 2009 22:21
تتملك جميلة الزعابي سعادة عارمة لأنها تعمل على إسعاف الناس، فعيدها يتمثل في مد يد العون لهم وإنقاذهم. ولا تخفي أن وجود أولادها وأهلها حولها كان خير سند ودافع لها لشق الطريق إلى النجاح والحصول على لقب «أم الإسعاف». لهذا تأمل وتعمل دائماً على أن تكون في مستوى المسؤولية وتوصل الرسالة إلى كل امرأة ورجل بأنه «كلما عشقت مهنتك كلما أعطيتها من جهدك وقوتك تعطيك أكثر». سر اللقب تبتسم الزعابي وتشير إلى سر منحها اللقب وتقول: «هذا اللقب عزيز جداً على قلبي، حيث منحه لي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وذلك إثر الحريق الذي شب في المنطقة الصناعية في دبي قبل سنتين، وتطلب منا الأمر جهوداً كبيرة ومضنية للعمل على إخماد هذه النيران، وقد داومت حينها أكثر من 17 ساعة متواصلة من دون راحة لإنقاذ الأرواح، وما ميزني عن غيري هو أنني كنت سيدة بين مجموعة رجال وسط معترك النار. ومن المصادفة يومها أنني كنت ذاهبة لحضور حفل أول دفعة «فني طب طارئ» على أرض الدولة، وكان عددهم 14 شخصاً منهم 7 بنات و7 أولاد، من كلية التقنية، وتزامن حفل التخرج مع الحريق، وعندما سمعت نداء الوطن تركت الحفل واقتحمت فوراً ميدان الحريق بملابس الحفل الأنيقة ولم أخرج منه إلا بعد 17 ساعة، وكان يحركني شعور أقوى مني هو إنقاذ الأرواح، وبالطبع كان هناك تعاون كبير بين كل الفواصل وعملنا كفريق واحد وتلقينا الدعم الكبير من أبوظبي». أول مسعفة تخرجت الزعابي من أول دفعة في الإسعاف في الإمارات، تقول في ذلك: «كوني من الخريجات الأوائل تم اختياري لأكون سفيرة المهنة أدافع عنها وألبي واجبها، فأنا أول مسعفة إماراتية، عملت كممرضة في القوات المسلحة كوني تخرجت في مدرسة التمريض بالقوات المسلحة، وعملت في مستشفى زايد والمستشفى العسكري، ونظراً لظروف وفاة زوجي -رحمه الله- تركت العمل في القوات المسلحة والتحقت بالشرطة، وكان ضرورياً أن أكون بقرب أولادي بعض الوقت ليسترجعوا توازنهم بعد وفاة والدهم، وبعدها بدأت العمل من خلال سيارة الإسعاف وهنا وجدت نفسي أعشق عملي ومستعدة للتضحية من أجله، وبدأت تتحقق أحلامي بإنقاذ أرواح الناس، وأمدني هذا العمل بالثقة في النفس، حيث عملت كفنية طب طارئ، وبدأت الأبواب تتفتح لتحقيق حلمي الكبير بالقرب من هم يحتاجون لرعايتي، حيث وأنا أعمل على أرض الواقع وبشكل مباشر مع الأزمات القلبية والحالات الطارئة». وهكذا بدأت الزعابي تعرف مكامن القوة والضعف لديها، فوجب أن تستكمل تعليمها لتنمي قدراتها أكثر، تقول: «بحثت في كل الاتجاهات لصقل مهاراتي الحياتية قرأت كثيراً، وكوني صاحبة القرار في عملي كان علي أن أرفع كثيراً من التحديات بالعلم والمعرفة وبكثير من الجهد، وخاصة في هذه المهنة التي تجعل الفرد في مواجهة مع الموت يومياً والخطأ غير مسموح به أبدا، فخطأ بسيط قد يودي بحياة الناس، وصرت أعيش التحدي مع نفسي وكل حالة تصادفني تشكل بالنسبة لي مدرسة في التعلم». تضيف: «خلال وجودي في الميدان أعرف أن الحالات لا تتشابه دائماً، لهذا يجب أن يكون فنيو الطب الطارئ على دراية كبيرة بعملهم، ويعملون على متابعة آخر المستجدات فيه، وقبل كل شيء الإحساس بالمسؤولية وحب ما يقومون به من عمل ويؤمنون أنهم يقدمون خدمات جليلة جداً للناس». الإنسان أولاً حين تكون الزعابي في مواجهة مع الموت لا تفرق بين إنقاذ صغير أو كبير، ولا بين جنس أو جنسية، تقول في ذلك: «صفة الإنسان تدفعني للعمل، ويعدون بالمئات الذين أنعشت قلوبهم أو أخرجتهم من تحت الأنقاض، أو ساهمت في جعلهم يتنفسون الحياة بعد وجودهم وسط دخان الحرائق». تضيف مسترسلة: «إن العمل لم يكن سهلاً بالنسبة لي، حيث توفي زوجي وترك لي مسؤولية الأولاد، فتوزعت مهامي بين البيت والعمل، ثم السفر من أجل الدراسة، وهكذا كنت في الجامعة في الفترة نفسها التي كنت أربي وأهتم بأولادي، لذا كانت والدتي هي سندي الأول حيث قدرت مهنتي وكانت تدفعني دائماً إلى الأمام ولا تسمح لي أبدا بالتهاون في عملي، وتقول دائماً وأبداً: كوني في مكان الأمهات اللواتي أصيب أولادهن، وكوني في مكان كل واحد مصاب، ولا تقصري أبدا في عملك اعطي كل ما في وسعك وانقذي الناس». تبتسم الزعابي وتضيف: «كانت أمي خير سند لي ولأولادي خلال غيابي للدراسة خارج الدولة». الدراسة في الخارج استكملت الزعابي دراستها وعلومها خارج الدولة في عدة دول، مثل: السعودية و أميركا واسكتلندا وجالت كل هذه البلدان من أجل تطوير قدراتها، تقول في ذلك: «تفهم أولادي طبيعة عملي ومدى حاجتي للعلم والمعرفة، وباتوا يقدرونه أشد تقدير إلى درجة أحبوا «الإسعاف». والحمد لله درست في الوقت نفسه الذي درس فيه أولادي في الجامعة وكان ابني من باب المزاح يعاتبني على الدرجات التي أحصل عليها». تضحك وتردد ما كان يقول لها ابنها مداعباً: «نحن أرسلناك إلى استراليا للدراسة وليس للهو». وتشير الزعابي إلى ضرورة أن نعرف ما نريده ونخطط إلى تحقيقه بالإصرار على العلم والمعرفة، فكل المهن تحتاج إلى سواعد الرجال والنساء على حد سواء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©