الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دفاعاً عن الكذابين

دفاعاً عن الكذابين
22 ابريل 2011 19:55
(1) الحياة مليئة بالأكاذيب، أينما أدرنا وجوهنا وأقفيتنا وجدنا الأكاذيب تحيطنا، ونشارك فيها بفعالية لكننا لا نعترف، لا بل أكاد أجزم بأن الإنسان الكذاب هو في الواقع والحقيقة أقل الناس كذباً، لأنه بكل بساطة ينكشف بسهولة لذلك ننعته بالكذاب، ليس على سبيل التحبب بالتأكيد. تقول الحكاية بأن رجلاً اشترى رجلاً آلياً مهمته اكتشاف الكذبة وضرب كل من يكذب أمامه كفّاً عرمرمياً على وجهه. وفي ساعة التقاء العائلة، رغب الوالد الرؤوم في تجربه هذا الاختراع، فسأل فلذة كبده المراهق: - أين كنت اليوم يا سمير؟؟ - كنت في السينما يا بابا - وما نوع الفيلم الذي حضرته؟ - حضرت فيلماً عاطفياً جميلاً يا أبي هنا اقترب الرجل الآلي بسرعة من الولد وضربه بيده الآلية كفّاً على وجهه. قال الولد: - آسف يا أبي، لقد حضرت فيلماً من إياهم.... - وما هي اياهم يا ولد - لقد كنت شاباً يا أبي وتعرف هذه الأفلام الهابطة..... - مش عيب عليك يا ولد.. عندما كنت بسنك لم أحضر من هذه الأفلام قط!! هنا ضرب الرجل الآلي الأب كفاً. جاءت الأم وقالت لزوجها: - حرام عليك تضطهد الولد.. فهو يبقى ابنك. هنا ضرب الرجل الإلكتروني الأم كفّاً على وجهها!! لاحظوا أننا نقضي على السلم العائلي إذا حاولنا إزالة الكذب من منظومة علاقاتنا الاجتماعية.. خلوها على البركة .. أفضل وأحسن وأستر!! (2) يقولون بأن التصفيق الشديد هو أفضل وسيلة لتقاطع شخصاً ما دون أن تثير غضبه، فالناس يفرحون لمن يصفق لهم حتى لو كانوا يثرثرون بالتفاهات، فالتصفيق نتيجة للاستحسان الذي ينتشر كالعدوى بين المتفرجين والسامعين مما يمنح المتحدث احساساً – ولو مزيفاً- بالثقة والرضا عن الذات. لكن للتصفيق جانبا ايجابيا ايضا من جانبنا نحن الناس، وهو أن المتحدث يتوقف عن الحديث خلال التصفيق، بالتالي يوفر إمكانية أن تقل كمية الكذب المهدور والتفتفات والعنعنات وسواليف الحصيدة التي نضطر الى سماعها. علينا أن نقاطع كل تصريح وكل قرار وكل مؤتمر صحفي بالتصفيق ثم التصفيق ثم التصفيق، فلنشرع في السحج والتصفيق عندما يلقي الخطيب أو المحاضر تحيته على الجماهير ونستمر في التصفيق حتى ينتهي وقت الندوة أو الخطبة أو المؤتمر الصحفي أو أي شيء، وهكذا نستطيع أن ننمي فئة جديدة من المحاضرين الذين تطبق شهرتهم الآفاق، ولا يعرفون سوى إلقاء التحية على الموجودين. صفقوا.. صفقوا ففي التصفيق فوائد جمة: - فهو يبعد الناموس والهوام، وحتى القطط تهرب من التصفيق العادي! - يرضي الخطباء كما اسلفنا ويبني علاقة إنسانية متميزة معهم! - ينشط الدورة الدموية عند المصفق ويمنع الجلطات ويحسن جهاز المناعة ويرفع من نسبة الأوكسجين الصاعد الى الدماغ والنازل الى البروستاتا! كما أنك تستطيع التصفيق في أي مقهى شعبي، ليأتيك الجرسون فتطلب صحن فول عملاق و(تمعطه) على السريع، فتنسى الخطباء والمصرحين والناطقين الرسميين والشعبيين، فترتاح وتريح!! (3) - تقول الأفعى: رغم أن البشر يسبوني كل يوم الا انني أبقى أفضل من الكثير منهم .. فأنا عندما ألدغ احداً فإنني على الأقل لم ابتسم له يوماً من الأيام! (4) يقال بأن الحمار، حيوان طيب وكريم يعطي اسمه وصفاته وميزاته لبعض الناس بدون أي مقابل على الإطلاق! (5) يقال بأن النكتة، هي الشيء الذي يضحكنا كثيراً إذا وقع لغيرنا من الكائنات، ويزعلنا كثيراً ويغضبنا إذا ما وقع لنا!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©