الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أستراليا تسطر صفحات جديدة في تاريخ صناعة الغاز

أستراليا تسطر صفحات جديدة في تاريخ صناعة الغاز
27 نوفمبر 2009 22:03
ستشهد جزيرة باروايلند الواقعة قبالة ساحل استراليا الشمال غربي خلال الأشهر القليلة المقبلة بدء عمليات بناء مصنع عملاق لتسييل الغاز الطبيعي، هذا المشروع المسمى جورجون نفس اسم مجموعة حقول الغاز القابعة تحت قاع البحر القريب من الجزيرة كان قيد الدراسة طوال 30 عاماً قبل تعاظم الطلب على الغاز من الدول الآسيوية ذات الاقتصادات المتنامية الازدهار والمتعطشة لإمدادات هائلة من الطاقة. ويتوقع جون تشادويك نائب الرئيس التنفيذي بشركة رويال داتش شل التي تعمل في مشروع جورجون وغيره من مشاريع الغاز الطبيعي المسال القريبة منه أن استراليا بحلول عام 2020 ربما تصبح ثاني أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال بعد دولة قطر (أستراليا حالياً في الترتيب الخامس). واعتبرت استراليا دولة “محظوظة” لسنوات وذلك بفضل ثرواتها ومواردها الطبيعية، وقد ساعدتها الصادرات الكبرى من خام الحديد والفحم وغيرها من السلع على تخطي الأزمة الاقتصادية العالمية دون ركود، ويتحدث كين هنري كبير خبراء المال في الحكومة الاسترالية عن أن استراليا مقبلة على فترة رخاء غير مسبوقة، وإن كان الأمر كذلك فإن الغاز سيكون أحد دوافعها الرئيسية بل سيكون أكبر مما سبقه من موارد عظمى في تاريخ أستراليا. يوقع معظم غاز استراليا مثل حقل جورجون أسفل قاع المحيط الهندي قبالة ساحل ولاية استراليا الغربية شبه المهجور - بعيداً جداً عن المدن الكبرى في استراليا والتي يولد فيها معظم الطاقة الكهربية من الفحم، ولكن بالمقارنة مع كبرى الدول المصدرة للغاز الأخرى لا يعتبر الغاز الأسترالي بعيداً عن اليابان وكوريا الجنوبية أكبر مستوردين للغاز في آسيا أو الصين والهند أسرع الأسواق نمواً. كما يبدو أن الأموال الجاري استثمارها هائلة: فبالمقارنة مع مشروع بلوتو الضخم الذي تقوم بتطويره حالياً وودسايد الشركة الأسترالية المحلية البالغ حجم استثماره 12 مليار دولار استرالي (11 مليار دولار أميركي) ينتظر أن يبلغ حجم استثمار جورجون نحو أربعة أمثال هذا المبلغ (جورجن عبارة عن شركة تآلف بين شيفرون واكسون موبل وشل). في ذلك يقول مارتن فيرجوسن وزير الموارد الاسترالي إن مشروعي جورجون وبلوتو قد يضاعفان صادرات غاز استراليا الطبيعي المسال إلى 24 مليار دولار أسترالي في السنة في غضون ثمانية أعوام. وإذا أجيزت ثمانية مشاريع أخرى قيد الدراسة حالياً فمن الممكن أن تزيد إيرادات الصادرات إلى خمسة أمثال القدر الحالي، وفي هذا الشهر أوضح البنك المركزي الأسترالي في خطته أن الاستثمارات في الغاز الطبيعي المسال ستشكل 2.5 في المئة من الناتج الاقتصادي في خمس سنوات ما يساوي خمسة أمثال النسبة الراهنة. كما يقول جورج كيركلاند المسؤول في شركة شيفرون إنه إن كانت المملكة العربية السعودية أهم دولة نفطية في العالم فإن أستراليا تخطط لأن تكون أهم دولة من حيث الغاز، يذكر أن ترتيب احتياطيات الغاز في أستراليا هو الرابع عشر فقط على مستوى العالم بحسب بي بي (BP)، ولكن قربها من آسيا والبحث عن أنواع وقود أنظف من الفحم (أستراليا هي أكبر مصدر فحم في العالم) وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدول المصدرة المنافسة جعل من أستراليا المكان الأنسب لمشاريع الغاز الطبيعي المسال بحسب دون فويلت رئيس شركة وودسايد. هذا ومن شأن التقنيات العصرية الجديدة استغلال المزيد من الحقول فشركة شل تضع خطة حالياً لبناء أول مصنع تسييل غاز عائم في العالم عند حقلي غاز شمالي جورجون الأمر الذي سيوفر نفقات مد أنابيب إلى المصانع الواقعة على البر ويسمح بالتالي بالاستفادة من الغاز البعيد عن البر (العالق) والذي كان يعتبر فيما مضى غير ذي جدوى، بل سيسمح أيضاً بإعادة استعمال المصنع (لأنه عائم ويمكن فكه وشحنه أو الاكتفاء بنقله) ما سيوفر نفقات بناء مصانع جديدة. وفي الجانب الآخر من أستراليا في ولاية كوينزلاند بدأ المستثمرون يضخون المال في خطط لتحويل الغاز المنبعث من حقول الفحم إلى غاز طبيعي مسال بغرض تصديره وهو ما يعد أول مشروع من نوعه في العالم. ومن ناحية أخرى يبدو أن مشكلة نقص الأيدي العاملة التي عانت منها فترات الازدهار السابقة ستتكرر مجدداً. ذلك بالنظر إلى أن بعد مسافات مناجم استراليا ومواقع بنائها يشكل صعوبة في جذب الأعداد الكافية من العمال والموظفين. في ذلك تقول الجمعية الأسترالية لانتاج واستغلال البترول أحد الأجهزة الصناعية إنه سيلزم جورجون وغيره من المشاريع المقترحة الأخرى نحو 50000 عامل خلال الأعوام الخمسة عشر القادمة، ولذلك قامت الحكومة الفيدرالية الأسترالية بتشكيل لجنة خاصة لبحث كيفية توفير هذه الأعداد الضخمة من العمال. كذلك يبدو أن هناك مخاوف بيئية تحيط بهذا المشروع، ذلك أن أحتواء انسكاب قدر من النفط مؤخراً من إحدى الحفارات قبالة الساحل الشمالي الأسترالي استغرق عشرة أسابيع ما دفع نشطاء المحافظة على البيئة إلى تكثيف معارضتهم لمشاريع تطوير النفط والغاز المزمع انشاؤها بطول سواحل استراليا الغربية البكر المحتفظة بنقائها الأصلي، بيد أن اتحاد شركات جورجون عمد إلى تسجيل نقاط خضراء في خطته لإعادة دفن ثاني أكسيد الكربون المصاحب لاستخراج غاز الحقول. وحتى الآن من الواضح أن صناعة الغاز الطبيعي المسال في استراليا قد تفادت تماماً أكبر مشكلة محتملة وهي الأزمة العالمية، حيث يقول جرايم بيثون مدير عام اينرجي كويست إحدى الشركات الاستشارية: “لعلكم كنتم تتصورون أن الأزمة المالية العالمية ستؤخر مشاريع الغاز في استراليا ولكن هذا لم يحدث، وهو ما يدل على الإقبال العالمي المتزايد على مشاريع الغاز”. عن “ذي إيكونوميست“
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©