الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

“المحمول” الصيني يغزو العالم عبر “الأسواق الرمادية” ويهدد الشركات العالمية

“المحمول” الصيني يغزو العالم عبر “الأسواق الرمادية” ويهدد الشركات العالمية
27 نوفمبر 2009 22:00
ينبهر الصينيون بهاتف “آي فون” آبل الرائع الذي يجذب أنظار حشود من المتسوقين التواقين إلى شرائه من سوق الكمبيوتر في شنغهاي المسمى “زوجيا هوي”، غير أن سعره المرتفع على ما يبدو ليس في متناول المستهلك الصيني العادي. وخلال معرض كانتون التجاري في أكتوبر الماضي، تزاحم المشترون على المحال التي تبيع هاتفاً محمولاً ذكياً شبيهاً تماماً بـ”آي فون” بلونيه الفضي والأسود، بينما تكاد الأكشاك الأخرى التي تبيع أنواعاً منافسة تخلو من الزبائن. هنا يطرح السؤال عن سبب تدني مبيعات “تشاينا يونيكوم” من أجهزة “آي فون”، رغم أنها الوكيل الحصري لبيع آي فن في الصين؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن فيما يطلق عليه “السوق الرمادية” الواسعة الانتشار في الصين التي تضم نسبة صغيرة من الهواتف الأصلية المستوردة ونسبة كبرى من البضائع المقلدة. فهواتف آي فون التي تباع في زوجيا هوي تعود إلى الفئة الأصلية أما تلك التي تباع في المعرض التجاري فهي من الفئة المقلدة.في ذلك تشكل الهواتف غير المشروعة نسبة مذهلة من إنتاج الشركات الصينية تبلغ 40 في المئة و13 في المئة من الإنتاج العالمي، بحسب آي سوبلي إحدى المؤسسات البحثية التي تتوقع أن تنتج الصين 145 مليون هاتف مقلد هذا العام بزيادة 50 في المئة تقريباً عن عام 2008 الأمر الذي يعصف بمبيعات الهواتف المشروعة. وتتسم هواتف السوق الرمادية في أغلب الأحوال بالبساطة والسعر الرخيص. ولكن تظل الأصناف الأصلية المشروعة متفوقة تنافسياً في السوق، الأمر الذي يدفع شركات السوق الرمادية إلى عرض أجهزة أكثر تطوراً وأرخص كثيراً من الهواتف الأصلية الشهيرة حسب مكتب بي دي إيه الاستشاري في الصين. بل إن الأسواق الرمادية طورت أيضاً شبكات توزيع في الدول النامية. ولا تكتفي مصانع السوق الرمادية بتقليد المنتجات. فالعديد منها يضيف ابتكارات جديدة على الأجهزة التي يقلدونها، بل إن بعض هواتف آي فون المقلدة في الصين على سبيل المثال يمكنها استيعاب اثنتين من بطاقات سيم SIM وبالتالي يحمل الهاتف الواحد رقمين مختلفين في آن واحد. وقام نشطاء السوق الرمادية الصينيون بإمداد نصف السوق في غانا بهواتف ذات مزايا هائلة مثل استقبال البث التلفزيوني حسب مكتب بي دي إيه الاستشاري. وفي كينيا تعرض أجهزة مقلدة مصنعة في الصين “منها نسخة مقلدة من بلاك بيري” صوراً وأحاديث لحفيد الدولة الأفريقية المفضل باراك أوباما. كما اشتهرت في دول الخليج العربي نسخ مقلدة من الهواتف المحمولة على شكل خنجر. ويتباهى مصنعو السوق الرمادية الصينيون بقدرتهم على سرعة طرح النسخ في السوق. وهناك “آي فون” مقلد اسمه “هاي فون” ظهر في الصين في غضون 6 أشهر من إطلاق الهاتف الأصلي في أميركا. يذكر أن المصنع الذي يقوم بتجميع هواتف “آي فون” في جنوبي الصين يخضع لسرية بالغة الشدة، وفي يوليو الماضي يقال إن أحد العاملين في فوكسكون أحد مقاولي آبل الفرعيين انتحر بعد اختفاء نموذج كان هو المسؤول عنه. وبالنظر إلى انخفاض أسعار هواتف السوق الرمادية ومزاياها الإضافية ربما تبدو وكأنها ظاهرة لن تنتهي. ولكن حسب إفادة آي سبلاي ترد مكونات الهواتف من منتجين لهم أسماؤهم التجارية المعروفة والذين من المرتقب أن يكونوا على الأرجح أقل تسامحاً مع القراصنة. وفي ذات السياق بدأت هواتف السوق الرمادية تقلق الحكومات مثل الحكومة الصينية التي تبذل أقصى المساعي لمراقبة كافة أشكال الاتصالات لأن الهواتف المقلدة لا تحمل رموز تمييز الهواتف المشروعة وبالتالي يستحيل تعقبها غير أن العقبة الكبرى أمام الهواتف المقلدة هي باختصار الافتقار إلى مراقبة الجودة. إذ يشير مكتب بي دي إيه الاستشاري إلى أنه رغم انتشار صادرات الصين من هواتف السوق الرمادية إلا أن مبيعاتها داخل الصين بدأت في التراجع ذلك أن الزبائن أدركوا أن الهواتف المقلدة سرعان ما تتلف وأنها تباع دون ضمان. عن “ايكونوميست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©