العين (الاتحاد) - قضى الروماني ميريل رادوي موسمين مع العين، من فترة عقده التي تمتد ثلاث سنوات، وأسهم في حصد لقبين للدوري وكأس السوبر، ويعتبر من اللاعبين الأقوياء أصحاب المجهود الوافر والعطاء الغزير، ووجوده ضمن تشكيلة «الزعيم» يمنح زملائه دائماً الثقة والاطمئنان، ويصنع الفارق، نظراً لدوره الريادي والمتميز في منطقة الوسط، ويؤدي واجبه كما يرسمه له مدربه، ويعتبر «القائد المحنك» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ودائماً يضاعف من درجة عطائه لمساعدة فريقه على الفوز بكامل النقاط، بصرف النظر عن من يسجل في مرمى المنافسين، ولكنه في مباراة اتحاد كلباء في الجولة الـ21، سجل على غير العادة هدفين، أهدى بهما العين أغلى ثلاث نقاط في مرحلة مهمة من بطولة دوري المحترفين، وهما أول أهدافه في هذا الموسم.
قال رادوي: «التسجيل ليس مهماً بالنسبة لي، ولكن فوز الفريق هو الأهم، ويجعلني أكثر سعادة، بالفعل كانت مباراة صعبة أمام اتحاد كلباء، نظراً لموقعها في «روزنامة» الدوري وتوقيتها، بجانب أرضية الملعب التي جعلتها أكثر صعوبة».
ووصف اللاعب العيناوي هذا الموسم بالصعب مقارنة بالسابق، بالرغم من فوز العين بالبطولة، لافتاً إلى أن الصعوبة تكمن في الإرهاق الذي أصاب اللاعبين، وأنهى العين بطولة النسخة الثالثة محتلاً المركز العاشر، وبدأ الموسم الماضي، دون أن يعيره أحد أي أهتمام، ولم تتعامل معه الأندية، بأنه البطل المنتظر، ما خفف العبء والضغط النفسي على اللاعبين، ومنحهم الأريحية لتقديم مستوى متميزاً توجوه في نهاية المطاف بحصد لقبهم الأول في دوري المحترفين، والعاشر في تاريخ النادي، ليعود «الزعيم» مجدداً، ويكرر الإنجاز في الموسم الحالي، ليصل إلى اللقب الحادي عشر.
وقال رادوي: «أمضيت هنا موسمين متتاليين، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن هذا الموسم أفضل مقارنة بسابقه، بعد أن تعاقدت الأندية مع مدربين كبار أصحاب خبرات ميدانية طويلة ولاعبين أجانب على مستوى فني عالٍ ومتميز، بجانب أن لائحة الاحتراف منحت عدداً من اللاعبين حرية الانتقال من نادٍ إلى آخر ليدخلوا التشكيلة الأساسية، ويكشفوا عن إمكانياتهم الفنية، وأرى أن كرة الإمارات تتطور من موسم إلى آخر، وحالياً تمضي في الطريق الصحيح، وفوز المنتخب ببطولة الخليج بالبحرين بجدارة أكبر دليل على هذا التطور».
مباراة الجزيرة الأكثر صعوبة
وقال رادوي إن مباراتهم أمام الجزيرة في الجولة الخامسة من الدور الأول، والتي انتهت بهدفين لكل فريق هي الأكثر صعوبة للعين، من بين جميع المباريات، وكذلك مباراتي الشباب ذهاباً وإياباً، علاوة على المباراة الافتتاحية التي فاز فيها الأهلي 6 - 3 بالقطارة، وبالطبع لم تكن البداية جيدة، ولكنها أيقظتنا مبكراً، وبثت في نفوسنا الحماس ودفعتنا إلى التركيز، وعدم التفريط في المباريات التالية، قبل أن يقع الفريق في فخ دبا الفجيرة في لقاء غريب، جرى أيضاً على ملعبنا ووسط جماهيرنا وخسرناه بهدف، لأننا دخلنا إلى الملعب معتقدين أن المواجهة سهلة والفوز فيها مضمون.
وأضاف: «لكننا كنا غير محظوظين، حيث أهدرنا العديد من الفرص أمام مرمى المنافس الذي كان عكسنا تماماً، وسجل هدف الفوز من فرصة واحدة فقط، وعندما تبدأ المباراة بتراخٍ واضح، فإنه يبقى من الصعب أن تعود إلى حالتك الطبيعية، ولذلك دفعنا الثمن غالياً، ولكن رغم كل ما حدث يظل العين الفريق الأفضل في هذا الموسم، وليس هناك من يستطيع القول إننا لا نستحق الفوز ببطولة الدوري، بعد أن أثبتنا أننا نستحق حصد اللقب بكل جدارة».
النتائج الآسيوية
وأبدى رادوي عدم قناعته بالمستوى المتواضع الذي قدمته فرقنا الأربعة العين والجزيرة والشباب والنصر في البطولة الآسيوية للأندية الأبطال، لتجمع 11 نقطة فقط، منها ست نقاط للعين، متمنياً أن تبذل هذه الفرق قصارى جهدها في المباراتين المتبقيتين من دور المجموعات لتخرج منهما بأكبر عدد من النقاط، كما آمل أن يحقق العين النتائج المرجوة التي تحفظ ماء وجه الكرة الإماراتية، وقال: «العين يملك فرصة للتأهل للمرحلة القادمة وما زال في صلب المنافسة، وإذا قدر لنا الفوز على الهلال السعودي والاستقلال الإيراني فإننا سوف ننهي هذا الدور، ونحن على قمة المجموعة الرابعة، وأعتقد أننا نملك اللاعبين الذين يمكنهم أن يحققوا هذا المسعى».
وأكد لاعب المحور العيناوي أن الجو هنا لا يساعد على اللعب والإبداع وتقديم مستوى فني عالي، حيث من الصعب أن تلعب مباريات متلاحقة في فترة وجيزة، وقال: «لكن بالنسبة لي أرى أنه من الأفضل أن ألعب مباراة كل ثلاثة أيام بدلاً من أن أخضع لتدريبات يومية، ومن المشاكل التي نواجهها تداخل برامج البطولات مع بعضها البعض، حيث إن الوضع لكل بطولة يختلف عن الأخرى، فمثلاً في مباريات كأس المحترفين لا يشارك كل الأساسيين في معظم الفرق، وإذا أعقب ذلك مباراة في الآسيوية، فإن الأمر يصبح صعباً للغاية».
وعبر رادوي عن سعادته وأسرته بالعيش في مدينة العين التي يصفها بالهادئة وناديها بالرائع، وقال: «أنا مقتنع بالأداء الذي قدمته مع العين في الموسمين الماضي والحالي، وتبقى في عقدي موسم واحد فقط، ولا أدري ماذا سوف يحدث في نهايته، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه الشكر إلى المسؤولين بالنادي، وزملائي اللاعبين، وكل الأسرة العيناوية، لما وجدته منهم ولمسته من تقدير واحترام جعلني لا أشعر بالغربة على الإطلاق، ولا أذيع سراً إذا قلت لك أن الإدارة تلبي طلبات جميع اللاعبين دون استثناء، ما يجعلهم يتفرغون لتجويد الأداء في المسابقات المختلفة».
أسامواه وعمر الأفضل
ويرى النجم الروماني أن زميله المهاجم الغاني أسامواه جيان هو أفضل اللاعبين الأجانب، لما يتمتع به من قدرات فنية وبدنية عالية وخبرة ميدانية طويلة، مشيراً إلى أن مهاجم قناص يعرف طريق الشباك، ما جعله يتصدر قائمة الهدافين في هذا الموسم، ويتوج باللقب في الموسم الماضي، كما أكد أن زميله الآخر عمر عبد الرحمن هو الأفضل من بين كل اللاعبين المواطنين نظراً للموهبة الكبيرة التي يتمتع بها وإمكانياته الهائلة في التمرير والتسجيل.
عدد اليوم
