الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القوات المسلحة الإماراتية تتبوأ مركزاً متقدماً خليجياً وعربياً

القوات المسلحة الإماراتية تتبوأ مركزاً متقدماً خليجياً وعربياً
19 مايو 2018 14:17
منى الحمودي (أبوظبي) أكد الدكتور خالد الكعبي في دراسة علمية حول «استشراف الموارد البشرية في ظل الذكاء الاصطناعي» أن أي دولة لن تمنع العدوان عنها إلا بامتلاك القوة التي تجعلها قادرة ومستعدة لصد أي عدوان، ويجب أن يقترن ذلك بالقدرة على تعبئة جميع الموارد والإمكانات، فالقوة الشاملة للدولة تتكون من القوتين السياسية والعسكرية، إضافة إلى قوة التقنية والسياسة الإعلامية، فيما يشتمل التخطيط على التخطيط الاستراتيجي الذي ينتج عنه الاستراتيجيات والسياسات، والتخطيط التكتيكي الذي نتج عنه البرامج والمشروعات. ويشتمل التخطيط أيضاً على خطوات عدة، تبدأ بتحديد الأهداف، وتحديد المسؤولية، وتحديد المهمة، ثم حصر الموارد وإعداد الخطط. وتحتاج هذه الخطط إلى تنفيذ ومتابعة ومراقبة، ثم قياس النتائج والأهداف التي حققها التخطيط لتبدأ دورة تخطيط أخرى، ومن هنا يأتي الدور الفاعل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القوات المسلحة، خصوصاً ما يتعلق بتنمية الموارد البشرية. جاء ذلك خلال عرض د. الكعبي لدراسته في «مؤتمر تطوير المكون البشري لمواجهة تحديات حروب القرن الواحد والعشرين» الذي نظمته وزارة الدفاع، مؤخراً، مشيراً إلى أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية الاتحادية الخاصة بأعمال الدفاع والأمن، هي المنبع الأساس الذي تعتمد عليه وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء أهدافها الاستراتيجية، والتي تسعى من خلالها لتحقيق تطلعات القيادة وبرامجها الاتحادية لتحقيق متطلبات الدفاع الوطني عن البلاد، وحماية حدودها، وخلق الاستقرار الإقليمي لتوفير المناخ الاقتصادي المناسب لتحقيق التنمية الداخلية في شتى الميادين، وتأمين الأمن الداخلي عبر البرامج والتشريعات القانونية التي تخلق الاستقرار النفسي، وتشجع الاستثمار الأجنبي وصولاً إلى تحقيق السعادة العامة للشعب. ولفت إلي أن دولة الإمارات تسعى عبر السياسات إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الدفاعي ضد أي أخطار وأطماع قد تتعرض لها ضمن نفوذ الصراعات الدولية التي تقع ضمنها المنطقة العربية، ونظراً لفهم الحكومة الاتحادية لحاجات البلاد الملحة لتوفير القدرات الدفاعية الكفيلة بحماية الاتحاد الاستقرار والأمن، فقد كرست جزءاً كبيراً من الموارد المالية للحكومة في سبيل تطوير وبناء القوات المسلحة وفق أحدث المعايير، واعتماد البرامج التدريبية الكفيلة إعداد الجيش المؤهل القادر على الدفاع عنها، ومد جسور التعاون الثنائي مع أغلب الدول الصديقة للاستفادة من قدراتها المتطورة في مجالات الدفاع والأمن. وأشار د. الكعبي إلى استشراف الموارد البشرية في ظل الذكاء الاصطناعي، وتطور القوات المسلحة الإماراتية مؤكداً أن القوات المسلحة الإماراتية تتصدر مركزاً متقدماً على المستويين الخليجي والعربي، وتعتبر القوات المسلحة الإماراتية من أكبر المؤسسات في الدولة وأقدمها، وأكثرها استيعاباً للقوى البشرية المميزة والقادرة على العطاء الفعلي، لما تنفرد به من تنظيم يتناسب وطبيعة الواجبات المطلوبة منها. فقد كانت منذ البداية سباقة للتطور واستيعاب كل ما يمكن أن يحقق لها تلبية احتياجاتها العملية، حيث إن أعداد الدولة للدفاع عن أمنها الوطني لا يتم بين بيوم وليلة، وإنما يجب التخطيط له في وقت السلم تخطيطاً جيداً في إطار تخطيط متكامل وثيق من مختلف مؤسساتها وأجهزتها التشريعية والتنفيذية والرقابية، كما يجب أن تكون النظرة المستقبلية للإعداد محوراً لجميع الأنشطة لتحقيق الفاعلية في القدرة على مواجهة ودرء العدوان عن كيانها، وتحقيق الحماية لأمنها الوطني. وذكر د. الكعبي بأن فكرة الثورة في الشؤون العسكرية «الجيش الذكي» تعتمد في أحد شقيها على تسليح الجيش بأحدث النظم، خاصة حيث إننا في العصر المتميزة بثورة المعلومات والاتصال والابتكارات التكنولوجية القادرة على الإسهام في شؤون الحرب وتصنيع الأسلحة الذكية، وهذه النظم التي تمثلت في الطائرات الخفية، الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، وأنظمة القيادة والسيطرة الآلية، الأقمار الصناعية، نظام تحديد المواقع على مستوى الكرة الأرضية وطائرة الإنذار المبكر، بالإضافة إلى استخدام الإمكانات العسكرية لنظم إدارة المعلومات، ونظم الإخفاء والخداع، نظم الحرب الإلكترونية، المستشعرات فائقة الحساسية ونظم تسليح قوات جوية متقدمة. وأوضح أن الشق الثاني بفكرة الثورة في الشؤون العسكرية، يتمثل في أن وجود قوة صغيرة على درجة استعداد عالية وذات روح معنوية مرتفعة، هو دائماً أفضل من قوة أكبر حجماً ولا تتمتع بهذه الخصائص. لذا، فإن استخدام وسائل النيران بعيدة المدى، والطائرات الموجهة من دون طيار، والقوات المحمولة جواً القادرة على خوض قتال في أماكن بعيدة، وكذلك القوات الخاصة، سوف تمنح الجيش الذكي في المستقبل قدرة حقيقية على خوض المعارك العميقة، وسوف يؤدي كل هذا التقدم إلى تحقيق تفوق نسبي في القوات، مما سيؤدي إلى تدمير العدو قبل وصوله إلى بؤرة القتال. وأشار الكعبي إلى تغير مجرى الحروب، حيث أصبحت تعتمد على التقنية أكثر فأكثر، وعلى المعلومات ونوعية الجنود، وهذا طبيعي، لأن وسائط الصراع نفسها قد غيرتها ثورة التقنية، وأدت إلى ظهور أساليب جديدة تقود إلى اختصار مدة الحرب وتبديل طبيعتها. وعلى ذلك، فسوف يكون للحرب المستقبلية ملامح وسمات مغايرة للحروب السابقة. وأوضح بأن الدول تخصص جزءاً ليس هيناً من ميزانيتها للبحث العلمي ونقل التقنية الحديثة، لأنها الوسيلة التي يسيطر بها الفرد على بيئته الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، فالتقنية هي أنواع المعارف العلمية والمهارات الفنية التي يتطلبها تطوير الآلات وطرق الإنتاج والتصميم طبقاً للقواعد الاقتصادية. لذا، فإن الدول، حتى النامية منها، ستحاول بناء قدراتها التقنية المستقلة بإنشاء ودعم الصناعات الدفاعية المحلية، وتلك الخاصة بإنتاج السلع اللازمة الضرورية كالطعام والكساء، والأهم من ذلك بناء قاعدة محلية للمهارات والكفاءات العلمية. وبين بأن هنالك تخفيضاً كبيراً سوف يحدث في حجم القوات، لأن الاتجاه العام هو الدقة أكثر، والقدرة على الانتقاء أكثر بالنسبة للأسلحة الذكية التي تستطيع أن تكتشف الصوت والحرارة والبث الراداري، وسوف يفرض استخدام مثل هذه الأسلحة عدداً أقل من الأفراد، ولكن من نوعية عالية الكفاءة، لأن الأفراد محدودي التعليم سوف يكونون مجرد عبء على قوات المستقبل، إلا أن دولاً تعاني من نقص في المكون البشري سيكون عليها إعادة توجيه استخدام هؤلاء في أماكن تناسب مؤهلاتهم، أو تزودهم بالقدرات والعلوم التي تؤهلهم لمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي، فلن يكون الجندي ذلك الشخص الذي يحمل على ظهره بنقدية وجهاز لاسلكي، بل سيصبح نظاماً متكاملاً، لأنه سوف يزود بعدد من الأجهزة التي تعينه على جمع وتحليل المعلومات واستخدامها لأداء مهمته. وعلى جمع وتحليل المعلومات واستخدامها لأداء مهتمه. وعليه، سوف يحتاج الإعداد العسكري في المستقبل إلى إعداد الجنود فكرياً، وزيادة معارفهم العلمية، وتكثيف تدريبهم ليكونوا جاهزين لأداء مهامهم. وأفاد بأن فكرة الجيش الذكي الصغير تؤكد أهمية القيمة النوعية للقوات والقادة التي تعتبر أحد أسس بناء هذا الجيش، فالنصر لا يتحقق إلا بمقاتلين أشداء، والأسلحة الذكية تتطلب جنوداً أذكياء يؤازرهم مذهب قتالي يضاعف قدراتهم. وإن الأسلحة المتطورة لا تشكل إلا جزءاً من مقومات نجاح الجيش الذكي في ميدان القتال المستقبلي، ويتوقف المتبقي على مدى التطوير الذي سيتم إدخاله في مجالات إعادة تنظيم القوات المسلحة، وتطوير أساليب القيادة والسيطرة والتدريب والإنذار المبكر. وأضاف أن الجيش الذكي الصغير عليه الاستعداد للعمل في مسرح العمليات العسكرية الذي سيتسع جغرافياً، بينما يقل عدد القوات بتزايد استخدام التقنية الذكية، وهذا يمثل أحد أسس بناء هذا الجيش. فعلى مدى التاريخ، يلاحظ أن حجم القوات المستخدمة في منطقة المعارك يقل مع الوقت. وتابع د. الكعبي أن أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير هو الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات التي تزود المقاتل بقدرات هائلة تساعد في خلق عوامل النجاح، حيث يمكن للمقاتل المشاركة في المعلومات ومعالجتها مما يتيح له إدارة فعالة لاستخدامها في تذليل العقبات. وتعتبر الحرب الإلكترونية أحد الأسلحة التي تعتمد عليها الجيوش التي تتبنى فكرة الجيش الصغير، فكل المعدات الحربية سواء الجوية أو البحرية أو البرية ووسائل الدفاع الجوي تحتاج إلى وسائل حرب إلكترونية، وهذا هو سبب التوسع في استخدام أكبر نطاق في الترددات في أجهزة الرادار، سواء المحمولة جواً أو الأرضية أو على القطع البحرية. كما يعتمد الجيش الذكي في بنائه على التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخفاء، حيث إن أهمية إخفاء الأسلحة في بيئة مشبعة بالمستشعرات المراقبة المختلفة لها تأثير حاسم بالنسبة إلى نجاح أي مهمة قتالية، وتعتمد أسلحة الجيش الذكي على امتلاك ذخائر متطورة كأحد أهم أسس بناء هذا الجيش. ولذلك فإن أعمال التطوير مستمرة فيما يتعلق بزيادة التأثير التدميري لشحنة المتفجرات التي يحملها رأس المقذوف، بالإضافة إلى الذخائر الذكية التي يمكنها تمييز الأهداف وملاحقتها آلياً. التدريب والقيادة في «الجيش الذكي» وأفاد د. الكعبي بأن الجيش الذكي الصغير يعتمد في بنائه على التدريب المتميز للمقاتلين، وينظر إلى التدريب على أنه حجر الزاوية في القضايا المتعلقة بالموارد البشرية في القوات المسلحة التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير، حيث ثبت أن تحقيق مستوى تدريب أفضل يضاعف القدرة العسكرية، ووجود أعداد أقل من الوحدات ذات التدريب الممتاز يحثث وفراً في حجم الإنفاق العسكري، وتنوعت أساليب التدريب باستخدام المحاكيات لتحقيق الواقعية في التدريب، وتوفير استهلاك المعدات الحقيقية بأساليب مختلفة كاستخدامات برامج الحاسبات لاختيار وتدريب وتقويم القيادات والأفراد. وأضاف أن القيادة تمثل أحد الأسس في بناء الجيش الذكي الصغير، لذا فإن عنصر القيادة والفكر القيادي العسكري يشهدان تطوراً مواكباً للتطورات التكنولوجية التي تتجدد دائماً في عالمنا المعاصر، ويتبع هذا الفكر العسكري الجديد، التقدم العلمي الجاري من خلال أساليب وطرق الدراسات المتداخلة. الإدارة الذكية للموارد البشرية أكد الدكتور خالد الكعبي أن الإدارة الذكية للموارد البشرية تمثل جزءاً لا يتجزأ من المتطلبات العسكرية، فالاستثمارات المالية الهائلة والفترات الزمنية الطويلة التي تحتاجها عمليات شراء المعدات الحديثة تفرض أن تحظى فعاليتها العملياتية باهتمام العنصر البشري، والأهم من ذلك أن قضية الموارد البشرية تعتبر جزءاً رئيساً في عملية التخطيط الإجمالية في الجيش الذكي الصغير، فالجيش الذي يتمكن من تحقيق التوازن الصحيح بين التكنولوجيا والموارد البشري سيكون هو الجيش الفائز في النهاية، لأن توفير الإمكانات والقدرات التعبوية للمعدات العسكرية يؤدي إلى جعلها مضاعفة التأثير. وأشار إلى أن الاهتمام بالعنصر البشري يعتبر أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير، وإن عمليتي الاختيار والدافع عمليتان مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، لذا فإنه يتم أخذهما بعين الاعتبار قبل عملية التجنيد وخلال فترة الخدمة وبعد الانتقال إلى الاحتياط، وذلك للتمكن من الاعتماد على هذا الجيش عندما تستدعي الظروف ذلك.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©