الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد قرّب والسفر حان طاريّه

العيد قرّب والسفر حان طاريّه
26 نوفمبر 2009 22:30
حين كنا صغارا، كنا ننتظر العيد، بلهفة وشوق، كانتظار الحبيب مفارق حبيبته، نعد الدقائق، والساعات والأيام، تلك المتثاقلة البطيئة، متلهفين بلا صبر ومتشوقين لقدومه، في تلك الأيام كان العيد بالنسبة لنا شيئا كبيرا، فتارة كنا نخطط للزيارات والرحلات العائلية، وتارة نقلب ملابس العيد وهداياه. مع ذلك العيد عند الكثير من الناس له نكهة وطعم مختلف ورونق مميز، فلم شمل الأهل والأحباب، يبعث السرور ويرسل الحب والوئام ويزيل الحزن والخصام بين الجميع، سواء كانوا صغاراً أم كباراً، هذا هو العيد الذي كان له اهتمام واستعداد مختلف، فالكبار يحتفلون بالعيد في البيوت مع الأهل والاقارب، والصغار أولاداً وبناتاً يتجمعون في الفريج (الحي) يأخذون العيدية ويمرون على بيوت الأهل في الفريج. أما في الوقت الحاضر فقد رأى بعضهم عيد اليوم مع غروب اليوم الأول منه مثل (تيك أواي)، الجميع يستغل إجازتة للسفر والسياحة والترفيه. يشرفني البقاء سالم محمد له وجهة نظر مختلفة حول استغلال الكثير من الناس اجازة العيد للسفر والسياحة يعلق على الأمر قائلا: «هذه هي طبيعة البشر، كلما جاءتهم فرصة الإجازة استغلوها، فلو كان عدد أيام الإجازة (3- 4). نجد الكثير من الأسر وخاصة «الشباب» يستغلون تلك الاجازة في السفر إلى خارج الوطن كنوع من الترفية والتنفيس. يصمت سالم ويختم قوله: «يشرفني البقاء في بلدي في العيد، بل أحرص على البقاء خصوصاً اليوم الأول منه، وإذا أردت السفر فيكون في ثاني أيام العيد، ولا يعني هذا عدم وجود أماكن أو مرافق في بلدنا، لكن الإنسان بطبيعته يحب التغيير». مسترسلا بقوله: «حتى لو كنت أسكن في أجمل بقاع العالم لسافرت كذلك في إجازتي كنوع من الترفيه، وكسر الروتين، أو زيارة الأقارب في الدول المجاورة، أو التعرف على أنماط حياة الشعوب الأخرى». رحلة القنص من جانبه اتفق شايع علي المزروعي مع أصدقائه على السفر في إجازة العيد يقول عن ذلك: «بما أن اجازة عيد الأضحى أربعة أيام، وتليها مناسبة أخرى عزيزة على قلوبنا هي «عيد الاتحاد»، يعني الإجازة ستكون أكثر، فقد اتفقت مع مجموعة من «الأصدقاء» على الذهاب إلى رحلة القنص، والدولة التي لدينا النية في السفر إليها هي» سوريا» فهذه الهواية «القنص» تحتاج إلى مكان بارد لممارستها. يصمت ويوضح المزورعي عن استعداده لهذه الرحلة قائلا: «لقد خططت أنا وزملائي لهذه الرحلة منذ شهرين تقريباً، من حيث اختيار المكان، والأدوات المطلوبة في الصيد، والميزانية المقررة للرحلة، وأتمنى أن نستمتع بها قدر الإمكان». يلتقط أطراف الحديث صديقه أحمد عبدالله القبيسي مشاركاً بالقول: «طبعا العيد فرحة للكثير من الناس، حيث الجميع يتبادل التهاني في هذه المناسبة، والكثير من الأسر تفضل القيام برحلات داخلية في أرض الوطن الذي يعج بالكثير من الأماكن الترفيهية والسياحية». يسترسل القبيسي حديثه بالقول: «رحلة القنص هي شغلي الشاغل في إجازة العيد، فالتخطيط المسبق لها كان من أولويات اهتمامي، لذلك تم اتخاذ قرار القيام برحلة القنص في إجازة العيد وهي فرصة للم شمل الأصدقاء الذين شغلتهم الحياة، وفرصة لممارسة هواية القنص في أجواء ممتعة وسعيدة». إجازة قصيرة يستغل كثيرون الإجازة، وإن كانت قصيرة في السفر، فيقضون أيام العيد خارج الوطن، تشرح شيخة الياس، موظفة، حول أسباب سفر الأغلبية في العيد بالقول: «قد يرى البعض أنه لا توجد أماكن ترفيهية كثيرة بالدولة يستطيع الشخص أن يزورها، ولكن هذا ليس له أي أساس من الصحة، فكل إمارة تحتوي الكثير من المناطق الترفيهية التي بإمكان كل مقيم وزائر أن يستمتع بها، الفنادق والمنتجعات، والحدائق ذات البساط الأخضر والمراكز التجارية والمولات كفيلة بأن يقضي الجميع بها أجمل الأوقات وسط الأهل والأحبة». درجة أولى بدوره يشعر يونس سليم أن فرحة العيد الإحساس به بدآ يتلاشيان عاماً بعد عام، حيث يعتقد من واقع ما يسمعه من الكثيرين كما يقول: «أصبح اليوم مثله مثل أي يوم من أيام عطلة نهاية الأسبوع، فلم يعد مبهجاً لأنَّ مظاهره لم تعد موجودة». يسترسل يونس ويقول عن ذلك: «أصبح العيد اليوم، عند البعض فقط، نوماً وأكلاً وتهاني، وآخرون ممن يستغلون أيام الإجازة يخططون للسفر إلى خارج الدولة بهدف تغيير الجو، والترفية عن النفس مع الأبناء والعائلة، وأصبحت «عادة موسمية» عند الكثير منهم مع كل عيد، أما من لم يحالفهم الحظ، وليست لديهم سيولة مالية فيرون أنه من الأفضل لهم البقاء في البلاد مع توافر الكثير من الأماكن التي تّروح عن النفس، ومع اعتدال الجو أصبحت العائلات تفضل الذهاب إلى البر في العيد». رحلات البر بدورها شيماء الجيلاني تقول عن العيد وأجوائه: «نظراً لدخول فصل الشتاء واعتدال الجو، بات الناس يستغلون إجازة العيد الكبير للخروج في رحلات برية تمتد إلى نهاية الإجازة التي تصادفت مع مناسبة وطنية وعزيزة على قلوب شعب الإمارات: عيد الاتحاد». تضيف الجيلاني: «تعيش العائلة أو مجموعة الشباب الحياة بعيداً عن صخب المدينة، فنرى الكثير منهم يفضلون أن يجمعوا بين الرمال والبحر، فيشيدون خيامهم في مناطق مختلفة، حيث يعكفون لعدة أيام على تنظيم مسابقات وألعاب ترفيهية، ويطور الشباب خلال المخيمات مهاراتهم فيعيشون حياة أشبه بالكشافة. وتنظم بعض العائلات رحلات مشابهة حيث يشيدون مخيمات برية أو بالقرب من الشواطئ، يمارسون خلالها بعض الترفيه». عروض شركات الطيران يقول شادي غسان، موظف، إنَّه يسافر سنوياً إلى موطنه سوريا لقضاء إجازة العيد مع أبنائه كونه يعيش من دونهم، فالعيد كما يقول شادي: «بجانب الأهل والأقارب له مذاق خاص»، ولا يمكن أن تكتمل الفرحة من دون التقاء الأولاد والأقارب». ومظاهر العيد تتمثل بالاجتماع والزيارات العائلية، فهو فرصة عظيمة لإسعاد الأطفال. والعروض التي تقدمها شركات الطيران دفعت كثيراً ممن يعيشون من دون عائلاتهم إلى السفر لقضاء إجازة العيد معهم، فرخص أسعار التذاكر الذي ساهم فيه ظهور الطيران الاقتصادي أتاح الفرصة للكثيرين للسفر أثناء إجازة العيد». موسم بدوره يوضح هادي طاهر، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في شركة طيران، الأمر بالقول: «إن الأسعار المغرية والعروض التي تطرحها شركات الطيران ساهمت في سفر كثير من الناس لقضاء إجازة العيد، وقد جرى طرح باقة من الرحلات لوجهات معينة وبأسعار مناسبة واقتصادية». يشرح هادي عن الإجراءات التي تم اتخاذها في العيد قائلا: «قمنا بعقد أفضل الاتفاقيات مع بعض الفنادق من أجل تقديم خدمة أفضل لزبائننا الكرام. حيث بإمكان المسافر اختيار السعر المناسب والقيمة الأفضل لأكثر من 20 وجهة معروضة». سفر العيد غير تؤكد حجوزات المسافرين لدى مكاتب وشركات السفر والسياحة أنَّ معظم الناس اختاروا المناطق السياحية البعيدة، حيث احتلت ماليزيا وتايلاند المرتبة الأولى ما بين الوجهات المرغوب بها، لاسيما مع أسعارها المناسبة وجوها المعتدل، فيما اتجهت أنظار الآخرين من المسافرين إلى لندن والنمسا، أما محبو أوروبا فاستمروا في جولتهم المعتادة ما بين، ميونخ، وهولندا، وجنيف، وفيينا. يعلق على حسن الحمادي ـ رئيس مجلس إدارة «الثريا للسفر والسياحة»: أن سفر الناس في العيد يصنف إلى ثلاثة أنواع الأول عائلي والمتعلق بسفر العائلة مع الأطفال للترفية والتسوق، والنوع الثاني المتعلق بغرض العلاج وأجراء الفحوصات، والغرض الثالث الزيارات الدينية وأداء العمرة. يسترسل الحمادي، ويقول عن ذلك: «مع إجازة العيد التي تتعدى أكثر من أسبوع، يوجد هناك توجها كبيرا من العائلات للسفر إلى تايلند، لاسيما إنها بلد إسلامي وأسعارها مناسبة وتتمتع بجو ملائم وطبيعة مميزة، كذلك من خلال الحجوزات لاحظنا نية الكثير من المسافرين التوجه إلى الدول الخليجية مع قليل منهم ينوي السفر إلى الدول العربية. يضيف الحمادي: «مع طبيعة الجو التي تغيرت، وأصبحت معتدلة، توجه عدد كبير من العائلات إلى الكثير من الفنادق والمنتجعات والرحلات البرية «سفاري الصحراء»، وهذا دليل على أن دولة الإمارات تملك مقومات السياحية الداخلية وبها الكثير من المتنزهات والأماكن الترفيهية والصحية والسياحية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©