الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استمرارية الصعود

14 سبتمبر 2008 01:53
لي صديقة تبحث عن سكن منذ مدة ليست بالقصيرة في ظل ارتفاع الإيجارات بنسب مضاعفة خلال السنوات الماضية، شكت إلي حالها في أحد الأيام والعبرة تكاد تخنقها وهي تحاول جاهدة إخفاء دموعها وهي تؤكد أن همها الأكبر هو توفير منزل مناسب يؤمن لها ولولديها بعض الراحة والاستقرار· شعرت حينها بمدى الهموم والضغوط الكبيرة التي تحملها يوميا فوق كاهلها علها تصل قريباً إلى مبتغاها، إلا أن ما لفت انتباهي هو ميلها لليأس وتكرارها لكلمات الإخفاق والفشل أثناء حديثها بشكل مستمر! لا أنكر أن الوقوف أمام مشكلة الإيجارات بيدين عاجزتين عن إيجاد الحلول المناسبة شعور صعب يقيد مجموعة كبيرة من الأماني والآمال المغروسة في العقول والقلوب ليحولها إلى بقايا حطام وأحلام مستبعدة خيالية، ولكن·· لو كانت لكل شخص منا تلك النظرة المستقبلية الثاقبة والإيمان الخالص بالله تعالى لرأى أن كل عثرة أو موقف صعب في هذه الحياة قد يغير الكثير فيه وفي أعماقه وتصرفاته ليواجه تلك المواقف ويتعامل معها بواقعية أكثر، وقد يلزمه بضرورة مراجعة أهدافه وأموره وطريقة عيشه وترتيبها وتخطيط حياته بشكل أفضل، وقد يقول الكثيرون إن التحدث عن الإخفاق أو العجز أو الفشل لأسهل بكثير من معايشة واقعه المر والأليم، وأنا أؤيد ذلك وبشدة·· إلا أن دستور الواقع يفرض -أحياناً- على الجميع أقوى بنوده وهو التقبل والإصرار على استبدال الوقوف والعكوف·· بالاستمرار للصعود· إن استمرارية صعود وارتفاع إيجارات الوحدات السكنية يعد ارتفاعاً ملحوظاً ومدمراً للكثير من العائلات، لكن عدم الحصول على المنزل الخيالي أيضاً الذي يحلم به الجميع لا يعد إخفاقاً، وعدم تحقيق الأمنيات لا يعد فشلاً بقدر ما السخط الدائم على حال الواقع والضعف أمام كل عثرة صغيرة في هذه الحياة يعد الفشل بعينه، والتي كما أراها قد لا تساوي شيئاً أمام المصائب الجليلة التي يعيشها آخرون غيرنا· ومضة لمن يجدون العثرة: إذا لم تفشل فلن تعمل بجد، وما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح· إيناس أحمد الحبشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©