أعلنت الهند أمس الأول أنها تتفاوض على اتفاقيات لشراء تكنولوجيا ومنشآت نووية من دول كفرنسا وروسيا بعد أيام من رفع حظر منعها من الوصول إلى سوق الطاقة الذرية العالمي· وقالت وزارة الخارجية إن الاتفاقيات الفعلية لن توقع إلا بعد تصديق الكونجرس الأميركي على اتفاق نووي مدني بين الهند والولايات المتحدة· والاتفاق الثنائي الذي سيتيح للهند الحصول على الوقود والتكنولوجيا النوويين من الولايات المتحدة، يستهل فصلا جديدا في علاقات الهند مع الغرب الذي فرض حظرا على التجارة النووية مع الهند بعد أن أجرت نيودلهي تفجيرات نووية قبل 3 عقود· وأسقطت مجموعة الموردين النوويين المؤلفة من 45 دولة الأسبوع الماضي ذلك الحظر ما يمكن الهند من الوصول إلى سوق الطاقة الذرية العالمي لتلبية احتياجات اقتصادها المزدهر من الطاقة والتي تقدر بعدة مليارات من الدولارات· وقال بيان لوزارة الخارجية ''تتخذ الحكومة خطوات لتحقيق التعاون التجاري مع شركاء أجانب في هذا المجال''· وأضاف البيان ''أبلغنا الولايات المتحدة بعزمنا على السعي للوصول لأحدث تكنولوجيا ومنشآت نووية استنادا إلى أحكام الاتفاقية·· من الولايات المتحدة''· وقال البيان إن الحكومة الهندية تتحرك لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات مع ''دول شريكة صديقة'' مثل فرنسا وروسيا· ويرجح أن يناقش الكونجرس الأميركي الاتفاق هذا الشهر وأن يقر الاتفاق الثنائي أو يرفضه· ويقول منتقدون إن الاتفاق يقوض الجهود الرامية لمنع الانتشار النووي في العالم· وتبني روسيا بالفعل مفاعلين نوويين بقدرة ألف ميجاوات في كودانكولام في ولاية تاميل نادو الجنوبية في إطار اتفاق جرى توقيعه عام ·1988 وقال مسؤولون هنود إن الدولتين ستبدآن مشاورات بشأن اتفاق قيمته عدة مليارات من الدولارات لبناء 4 مفاعلات أخرى في كودانكولام جرى تأجيلها بسبب القيود الدولية المفروضة على نيودلهي· وتصل تكلفة كل مفاعل من المفاعلات الروسية إلى ملياري دولار لكن الهند قد تحصل على خصم كبير في إطار اتفاق كبير فيما تتنافس روسيا مع الولايات المتحدة على النفوذ في الهند· ويقول مسؤولون إن الهند تتفاوض أيضا على اتفاق ثنائي مع فرنسا بشأن مشروعات للطاقة النووية تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات يتطلع إليها أيضا موردون أميركيون بينهم شركة جنرال الكتريك ومقرها ولاية كونيتيكت وشركة وستنجهاوس الكتريك بولاية بنسلفانيا وهي إحدى شركات مجموعة توشيبا ومقرها طوكيو· واعطت احتمالات أن تبلغ قيمة التجارة النووية مع الهند نحو 27 مليار دولار في محطات جديدة للطاقة النووية يتراوح عددها بين 18 و20 محطة على مدى 15 عاما قادمة دفعة لأسعار أسهم الشركات المنتجة للمعدات النووية·
من المفترض أن يقوم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج بزيارة واشنطن في 25 سبتمبر الحالي مع بدء الكونجرس إجراءات التصديق على الاتفاق النووي بين البلدين· وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قدم رسميا اتفاق التعاون النووي مع الهند إلى الكونجرس في وقت متأخر ليل الخميس الجمعة في إطار جهوده لاستكمال الاتفاق قبل انتهاء ولايته في يناير المقبل·
ويأتي الاتفاق ضمن أولويات السياسة الخارجية للرئيس بوش منذ بدء فترة رئاسته الثانية ولكن جهود استكمال الاتفاق شهدت تباطؤا بسبب المفاوضات المعقدة بين البلدين والمعارضة التي قابلها في وقت سابق داخل الائتلاف الحاكم في الهند·
عدد اليوم
