الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تتمسك بـ«الضمانات» وتستبعد التعرض لهجوم

إيران تتمسك بـ«الضمانات» وتستبعد التعرض لهجوم
25 نوفمبر 2009 02:32
في تراجع ملفت للنظر عن موقفها المعلن مؤخراً، نفت إيران أمس رفضها مسودة الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في فيينا لتوفير الوقود النووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران. وفيما دعا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الحكومة الإيرانية إلى مواصلة المفاوضات مع الدول الكبرى حتى ايجاد “حل عادل” لمشكلة برنامجها النووي، استبعد نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تعرض بلاده لهجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي لتدمير منشآتها النووية. في غضون ذلك، طلبت روسيا من إيران قبول مسودة اتفاق توفير الوقود النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نستيرينكو لصحفيين في موسكو “نتوقع الحصول على رد ايجابي سريع من طهران، لذلك فإن مسألة فرض عقوبات جديدة باتت خارج البحث”. وأعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله رفض بلاده امتلاك إيران أسلحة نووية ولم يستبعد تشديد العقوبات الدولية عليها لعرقلة برنامجها النووي. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في القدس المحتلة “إن التسلح النووي لإيران غير مقبول تماما لنا وأمن إسرائيل غير قابل للتفاوض لأي شخص وبالتأكيد لألمانيا”. وأضاف “لن يشارك الجميع في تشديد العقوبات على إيران، لكننا نعرف ما ينبغي فعله”. ومن جانبه قال ليبرمان “إن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات صريحة وواضحة في هذه القضية”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبراست خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي في طهران “إن إيران لا تعارض نقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج (روسيا ثم فرنسا لزيادة درجة تخصيبه وتحويله إلى وقود نووي)، لكنها بحاجة إلى ضمانات بنسبة مائة في المائة بحصولها على الوقود النووي اللازم لمفاعل الابحاث في طهران ونقترح ضمانة وحيدة هي تبادل اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 3.5% واليورانيوم المخصب بنسبة 20% على الأراضي الإيرانية”. وأضاف “لم يقل أحد في إيران إننا ضد ارسال اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% إلى الخارج وإذا قلنا اننا نبحث عن ضمانات بنسبة مائة في المائة، فهذا يعني أننا نريد إرساله في ظروف تجعلنا متأكدين من أننا سنتسلم الوقود المخصب بنسبة 20%”. وتابع “إن إيران تشدد على حقها الكامل في الحصول على ضمانات لأن الدول الكبرى لم تلتزم بتعهداتها في الماضي وهناك بديلان هما شراء الوقود النووي أو تطوير اليورانيوم المرتفع التخصيب بأنفسنا”. كما أكد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي أن بلده بحاجة إلى ضمانة ملموسة “بتسليمها الوقود النووي. وقال لقناة “العالم” التلفزيونية الإيرانية “إن هذه القضية تجارية وليست سياسية ولا صلة لها بالمحادثات مع الدول الست الكبرى. فقد طلبت إيران من الوكالة تزودها بالوقود النووي وإذا كان لا يمكنهم تسليم الوقود في موعده وعلى اساس الطلب الإيراني، فلدينا خيارات اخرى للحصول عليه”. وقال مساعده علي باقري في تصريح صحفي “ان الدول الست المفاوضة لإيران (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا طالبت بإخراج 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% من ايران لتخصيبها بنسبة 20% في روسيا ثم تحويله الى وقود نووي في فرنسا، ولا مشكلة لدى إيران في ذلك بشرط الحصول على ضمانة موثوق بها مائة في المائة بتلقي الوقود لمفاعلها والضمانة الوحيدة هي عملية تبادل متزامنة على الاراضي الايرانية”. ويرى محللون سياسيون إيرانيون أن نجاد يؤيد مسودة الاتفاق كوسيلة لتعزيز شرعيته بعد رفض المعارضة إعلان فوزه بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة يوم 12 يونيو الماضي، لكن خصومه الداخليين يسعون إلى تقويض سلطته بانتقاد الاقتراح. وصرح نجاد بأن ايران لا تزال مهتمة بشراء اليورانيوم مرتفع التخصيب أو مبادلته باليورانيوم منخفض التخصيب تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ولكن بلا شروط. وقال خلال كلمة ألقاها في العاصمة البرازيلية في برازيليا، حيث اجتمع مع دا سيلفا الليلة قبل الماضية، “إن شراء الوقود المخصب عملية حرة وفق معايير الوكالة، يمكننا شراءه، لكنهم يحددون الشروط السياسية والفنية وهذا غير سليم”. واضاف احمدي نجاد “يحق للشاري ان يحدد الشروط الفنية للشراء نحن مستعدون للدفع، لكننا لن نسمح بتجاهل حقوقنا”. وتابع “نريد الوصول الى اتفاق منصف (مع الدول الكبرى) ولا أزال آمل في التوصل الى اتفاق رغم أن الوقت يداهمنا”. ورداً على سؤال عن احتمال شن إسرائيل او الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على إيران، قال نجاد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع دا سيلفا عقده في برازيليا “إن عصر الهجمات العسكرية انتهى حالياً، نحن في مرحلة حوار وتفاهم والأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي حتى للأشخاص المتخلفين عقليا”. واضاف “الذين تشير اليهم لا يتمتعون بالشجاعة لمهاجمة إيران وهم حتى لا يفكرون في هذا الأمر”. وقال دا سيلفا “نعترف بحق إيران في تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية مع مراعاة الاتفاقات الدولية بشكل كامل”. ثم نظر الى نجاد وأضاف “اشجعكم على أن تواصلوا المحادثات مع الدول المعنية سعيا إلى حل عادل ومتوازن للمسألة النووية الإيرانية”. وتابع “إن البرازيل تحلم بشرق أوسط خال من الاسلحة النووية، مثل أميركا اللاتينية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©