ماجدة محيي الدين (القاهرة)
ينتظر المسلمون في سنغافورة شهر رمضان بفرحة تملأ القلوب، ويبدأ شراء المشروبات والاحتياجات الخاصة بولائم شهر الصيام قبل قدومه بأيام. ويكون اليوم الأول من رمضان موعد تجمع العائلة في بيت الجد والجدة، وتحتل «روجاهند» الصدارة في مائدة الإفطار، وهي نوع من الباستا المقلية، التي يضاف لها الصلصة والطماطم، وبجوارها الدجاج المشوي. ومن الأطباق الجانبية الدائمة «السمبوسك»، وهو نوع من الفطائر المعروفة في الكثير من دول الخليج العربي، وعادة يتم تناول الإفطار بعد أداء الصلاة في المساجد، حيث اعتاد المسلمون اتباع السنة وكسر الصيام على التمر والماء.
ونمط الحياة في سنغافورة يفرض نفسه على المسلمين فهم يبدأون بتناول الفاكهة الطازجة مثل البطيخ الباباي كبير الحجم والبرتقال، وغيرها من الفواكه الشهية، ويؤجلون تناول الحلوى إلى ما بعد صلاة التراويح.
واعتاد معظم المسلمين أن يكون السحور تكملة لطعام الإفطار وأحياناً يتم إعداد أطباق مميزة من الأرز البخاري والأسماك مع تناول القهوة والشاي والكاكاو.
وللعشر الأواخر من رمضان مذاق خاص عند مسلمي سنغافورة، حيث يزداد ارتياد المساجد، وتقام السرادقات حول المسجد تعتكف فيها الأسر المسلمة. وخلال تلك الأيام، يترقب الجميع هلال شوال، وتكون هناك استعدادات خاصة للعيد، حيث يتم شراء الملابس الجديدة والهدايا للأطفال وإعداد بعض أصناف البسكويت والحلوى لإفطار العيد.
ويعتبر «الكتوبات» هو الطعام الأشهر الذي يعده مسلمو سنغافورة ليلة عيد الفطر، وهو مكون من الأرز الذي يلف ورق شجرة النارجيل على شكل مربع، ويوضع على شبكة إناء كبير بها ثقوب كثيرة، ويملأ هذا الإناء بالماء ويوضع على النار ليتم طهوه على البخار، ويتناول المسلمون الطعام يوم العيد في وجبة الغداء مع اللحم المطبوخ والدجاج المقلي.
وتعد سنغافورة نموذجاً للدولة الحديثة المنفتحة، ورغم وجود ديانات ولغات متعددة، نجد التعايش بين الأقلية المسلمة التي تمثل نحو 15 بالمائة من مجموع السكان الذين يقدر عددهم بنحو خمسة ملايين نسمة. وانعكست التركيبة السكانية على المطبخ والأكلات في سنغافورة، حيث تتنوع الأطباق، بحسب ذوق سكان كل منطقة ونجد تأثيراً واضحاً لمطابخ جنوب شرق آسيا، وكذلك بعض الأطباق الصينية والهندية والماليزية، إلى جانب أصناف عربية.
ومن أهم الأطعمة على مائدة السنغافوريين وأشهرها «كيك الجزر»، وهو ليس حلو المذاق، والغريب أنه لا يحتوي على الجزر، بل هو طبق شعبي يعد من الفجل الأبيض الذي يقلى مع البيض والبصل الأخضر والثوم والفجل المخلل.
ومن الأطباق الجانبية «الأرز بالدجاج»، ويسمى «هينانيس»، ويقدم مع شرائح الخيار أو أوراق الخس والصويا صوص والشطة الحارة، أما المشاوي، فهو طبق بحري مشهور يقدم في كل الولائم والمناسبات، ويتكون من اللحم والجمبري بصوص سميك وحار مع عجينة من شرائح الطماطم والفلفل، ثم يلف بورق الموز ويشوى ببطء على النار.
أما الحلويات في سنغافورة، فمتنوعة، ومنها «تشينج تنج» وصوص طازج من الشعير، و«ايس كاكنج» عبارة عن كومة من الثلج المبشور على مزيج من الجيلاتين والذرة وبذور تسمى أتاب وفوقها أنواع مختلفة من العسل وشراب الورد والحليب.
عدد اليوم
