الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السلطات الكويتية تفشل في اعتقال البراك

السلطات الكويتية تفشل في اعتقال البراك
18 ابريل 2013 00:26
الكويت (وكالات) - اكتنف الغموض أمس مصير النائب السابق الذي بات رمزاً للمعارضة مسلم البراك، حيث اختفى من منزله بعد يومين من الحكم بسجنه إثر إدانته قضائياً بإهانة أمير البلاد. وقال شهود عيان إن القوات الخاصة الكويتية اقتحمت، بعد ظهر أمس، منزل البراك للقبض عليه، تنفيذاً لحكم السجن، إلا أنها لم تجده وغادرت دون القبض عليه. وأوضح الشهود أنهم فوجئوا أثناء وجودهم بمنزل البراك بهجوم القوات الخاصة من ثلاثة اتجاهات مع إطلاقها لقنابل الصوت، وفور دخولها تم الطلب من جميع الموجودين افتراش الأرض فيما جرى تفتيش المنزل. ولفت شهود العيان إلى أن أشقاء النائب السابق طالبوا مسؤولي إدارة تنفيذ الأحكام، الذين حضروا بصحبة القوات الخاصة، بإظهار أصل الحكم والطلب الخاص بالقبض عليه، إلا أنهم قدّموا لهم صورة من طلب القبض عليه فجاء الرد بأنه غير موجود في المنزل.وفي وقت سابق أمس، كان مدير إدارة التنفيذ الجنائي، العقيد سالم الأحيمر، حضر إلى منزل البراك لتنفيذ الحكم إلا أنه فشل في الوصول إليه. وقال سعد العجمي المسؤول عن المكتب الإعلامي عن كتلة العمل الشعبي التي ينتمي إليها البراك :” باءت أربع محاولات للقبض عليه بالفشل”. وبحسب العجمي، قام فريق من “القوات الخاصة” يضم عناصر مسلحين بالرشاشات بمداهمة منزل البراك أمس إلا انه لم يكن في منزله. وتظاهر الآلاف من مناصريه أمام منزله مساء أمس الأول لليوم الثاني على التوالي. وقام مناصرو البراك بعرقلة السير على طريق رئيسي في جنوب غرب العاصمة، إلا أن الشرطة لم تتدخل كما فعلت مساء الاثنين. وتلا ناشطون المقاطع الأساسية من خطاب البراك قبل السير في مسيرة. وفي أول تعليق له على رفض البراك تسليم نفسه قال وزير الداخلية الكويتي أحمد الحمود، في تصريحات للصحفيين عقب حضوره جلسة مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي أمس إن “البراك قال من أول يوم صدر فيه الحكم بحقه إنه سيسلم نفسه لكن إلى الآن لم يسلم نفسه”. وأعرب الحمود عن أمله في أن “يطبق البراك ما ينادي به وهو الالتزام بتطبيق القانون والأحكام ويسلم نفسه ثم يذهب للاستئناف”. وأضاف:”للأسف البراك يتحدى ويعمل لقاءات ولم يسلم نفسه يا ليته يحترم أحكام القضاء ويسلم نفسه”. ونفى الحمود وجود انتقائية في تطبيق القانون قائلا: ‘ليست هناك أي انتقائية نهائيا في هذا الشأن”. وكان أعضاء في مجلس الأمة الكويتي قد شنّوا هجوماً، أمس الأول، علي وزير الداخلية أحمد الحمود، واتهموه بالتقصير في أمر القبض على النائب السابق مسلم البراك، وقال النائب في المجلس يعقوب الصانع إن “ما يحدث أمر ممنهج لضرب أركان الدولة وعلى وزير الداخلية القيام بمسؤولياته”. وفي ذات الوقت، خصص المجلس ساعة كاملة من جلسة أمس لمناقشة تداعيات الحكم على البراك، والتجاوزات التي ارتكبت في المظاهرات التي خرجت لدعمه، وكذلك ترديد مجاميع شبابية للخطاب الذي حكم عليه بسببه. وقالت معصومة المبارك “هناك تهديد مباشر لرأس السلطة. ... لقد تحدوا السلطة القضائية عندما كرروا الخطاب.... هؤلاء (المعارضة) لا يقيمون وزنا للدولة ولا النظام والقضاء”. من جانبه, قال النائب نبيل الفضل “اذا رفض الاعتقال يجب إرسال مدرعات الجيش والحرس الوطني لاعتقاله”. وكان البراك ألقى خطاباً، خلال ندوة بعنوان “كفى عبثاً” بساحة الإرادة وسط الكويت العاصمة في أكتوبر، اعتبرته السلطات “إساءة للذات الأميرية”. وكان البراك، الذي حكم عليه الاثنين الماضي بالسجن 5 سنوات بتهمة “الإساءة للذات الأميرية”، رفض في ذات اليوم تسليم نفسه لضابط تنفيذ الأحكام الذي حضر إلى منزله، لعدم وجود طلب رسمي معه بهذا الشأن.وفي تصريحات نسبتها إليه أمس وكالة الأنباء الألمانية ، وصف البراك الحكم عليه بالسجن بأنه “لا يستند لا للقانون ولا الدستور”. وشدد على أنه لا ينتظر عفواً لأنه لم يخطئ أو يتجاوز. وقال :”الحكم باطل لعدم توافر الضمانات القانونية الممنوحة لأي متهم وهي إعطاؤه حق الدفاع عن نفسه وضرورة ألا يصدر حكم بحقه دون أن يكون محاموه موجودين للدفاع عنه ..هذا هو ما حدث معي”، وتابع :”فبالجلسة الأولى لمحاكمتي انسحب فريق الدفاع عني عقب أن ظلوا فترة طويلة يطلبون من قاضي المحكمة استدعاء شهود النفي لأهمية أقوالهم وخطورتها على سير القضية ولما رأوا أن القاضي معرض عن هذا الأمر انسحبوا”. وأردف :”وقد طلبت من قاضي المحكمة عندئذ إعطائي مهلة جديدة حتى أتمكن من إقناع فريق الدفاع بالعودة أو أقوم بتوكيل محامين جدد ولكنه لم يفعل لا هذا ولا ذاك ، ولا حتى انتدب لي محاميا حتى يغلق الجانب القانوني في ضمانات المحاكمة وأصدر حكمه ضدي بالسجن. وحول توقعه لصدور عفو أميري عنه ، قال :”لسنا بصدد الحديث عن العفو .. لست بحاجة لعفو فأنا لم أخطئ .. أنا أقول إن المحاكمة غير عادلة والحكم باطل لأنه لا يستند لا إلى الدستور ولا إلى القانون”. وتابع “لقد خاطبت سمو الأمير بوصفه حاكم دولة يمارس سلطاته وصلاحياته من خلال السلطة التنفيذية أي رئيس مجلس الوزراء والوزراء ، وأي سلطات وصلاحيات قابلة للانتقاد”. وأضاف :” أوضحنا موقفنا مرارا وتكرارا وأكدنا عليه وهو أننا لسنا في حالة خصومة مع النظام .. هذا الكلام أقوله وأؤكد عليه وأنا مقبل على السجن ، نحن نسعى لإصلاح النظام لا إسقاطه وهذا كلامنا والجميع سمعه منا عندما قلناه مرارا، ولكن هناك مجموعة أصبحت تؤثر على القرار بشكل أو بآخر وتمارس عملية التحريض”. وحول أسباب عدم القبض عليه حتى الآن رغم صدور الحكم قبل يومين، قال :”أتوقع مجيئهم لي في أي لحظة، وأنا موجود بالديوانية، ومع يقيني بأن الحكم باطل وغير قانوني لعدم توافر أي ضمانات قانونية وبه الكثير من الظلم والتجني فإنني سأمتثل ولن أهرب وسأذهب للسجن”. وأردف :”المحامون عني تقدموا بطلب لاستئناف الحكم ، ولكن مجرد التقديم لا يمنع تنفيذ حكم الحبس الصادر ضدي ، ولكن يمكن لقاضي الاستئناف أن يأمر بإخلاء سبيلي لحين إصدار قراره”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©