عمرو أبو الفضل ووام - (مصر)
استعرض المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري ومعالي الدكتور سلطان أحمد سلطان الجابر وزير دولة، التقدم الذي تحقق في تنفيذ المشروعات التي تتضمنها اتفاقية «دعم البرنامج التنموي المصري» التي تم توقيعها في أبوظبي خلال شهر أكتوبر عام 2013 .. وتقدم بموجبها دولة الإمارات 9 ر4 مليار دولار لتنفيذ عدد من مشروعات تطوير القطاعات والمرافق الخدمية والارتقاء بالأوضاع المعيشية والحياتية والتنمية البشرية للشعب المصري. وبحث الجانبان خلال اللقاء الذي حضره معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية مندوب الدولة الدائم لدى جامعة الدول العربية، مجالات التعاون المستقبلي والاستثمارات المشتركة.
ونقل معالي الدكتور سلطان الجابر تحيات قيادة وشعب دولة الإمارات إلى الأشقاء في مصر، مؤكدا ضرورة إيجاد حل سريع للحد من التحديات والصعوبات التي تواجه استثمارات الشركات الإماراتية في مصر والوصول لحلول عاجلة لها في إطار ما يقوم به الجانب المصري من تطوير للقوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمارات وحمايتها وبما يسهم في تعزيز قدرة السوق المصرية على جذب مزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات العربية والدولية.
من جانبه وجه رئيس الوزراء المصري الشكر لدولة الإمارات على الدعم الكبير الذي قدمته للشعب المصري والمساندة السياسية والاقتصادية لمصر منذ 30 يونيو الماضي وحتى الآن، معربا عن تطلع مصر لتعزيز أواصر هذا التعاون البناء.
وكان معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة قد تفقد «أمس» سير العمل في مشروع إنشاء نحو 3984 وحدة سكنية بمدينة برج العرب بالإسكندرية ضمن المنحة الممولة من دولة الإمارات.
كما تفقد برفقة اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الإمارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وعدد من قادة القوات المسلحة والقيادات التنفيذية والشعبية إحدى المدارس «تحت الإنشاء» من جملة أربع مدارس تمولها الإمارات بمنطقة بنجر السكر بمحافظة الإسكندرية وتنفذها الحكومة المصرية، في إطار حزمة المساعدات الاقتصادية لمصر تمهيدا لافتتاحها.
بدأ معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة جولته الميدانية بزيارة إلى موقع مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة برج العرب الجديدة وإنشاء عدد 166 عمارة سكنية بإجمالي 3984 وحدة سكنية بالمرحلة الثانية ضمن مشروع إنشاء وحدات السكن الاجتماعي والتي يبلغ عددها خمسين ألف وحدة سكنية على مستوى مصر تمولها دولة الإمارات.
وأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر على عمق العلاقات والروابط التاريخية بين الإمارات ومصر، وشدد على حرص دولة الإمارات قيادة وشعبا على تقديم الدعم الكامل لمصر خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
وقال إن المشروعات تم اختيارها بالتنسيق مع الحكومة المصرية والقوات المسلحة لتحقيق الأثر السريع والمباشر على الاقتصاد المصري وتساهم في رفع الأعباء عن الحكومة المصرية ورفع المعاناة عن المواطن المصري، مشيرا الى أن الدعم والمساندة الإماراتية نابعة من حرص القيادة الاماراتية على الوقوف بجانب الشعب المصري.
وأضاف أن اختيار المشروعات جاء بعد دراسة مستفيضة لتحقيق أقصى استفادة للشعب المصري، حيث إن الاهتمام ينصب على ما تحققه المشروعات من آثار ايجابية للمواطن المصري، مشيدا بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية في تنفيذ المشروعات وانجازها في اسرع وقت ممكن وفق منظومة عمل حديثة متطورة تحقق طفرة للاقتصاد المصري.
وأشاد اللواء طارق مهدي، محافظ الاسكندرية، بالدور الذي تقوم به الإمارات لمساندة مصر، معربا عن تقديره لدولة الإمارات حكومة وشعبا وقيادة وللدور الرائد وغير المسبوق في مساعدة الشعب المصري على تجاوز أزماته.
وقال إن العلاقات الإماراتية المصرية أبدية ومتينة سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، موضحا أن الشعب المصري يعرف قدر ومنزلة دولة الإمارات ويكن كل ود ومحبة لاشقائه ويترسخ في وجدانه دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” ومواقفه المحمودة الكثيرة في مساندة مصر وشعبها في كل المواقف ودعمها بلا حدود.
وأثنى على مواقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وحرصه على مساندة مصر والوقوف الى جانب مطالب الشعب المصري ومساعدتها على استكمال خطوات تحقيق إرادة الشعب وتحقيق الديمقراطية، مؤكدا أن الاتفاقية الاطارية التي وقعتها الامارات مع مصر بمبلغ 4.9 مليار دولار حققت دعما غير محدود لمصر من خلال إنجاز مشروعات تنموية يستفيد منها الاقتصاد المصري وتنعكس بالايجاب على المواطن المصري.
وأوضح المهدي أن المشروعات التي تقيمها الإمارات لخدمة الشعب المصري شملت كافة ربوع مصر وتتضمن المجالات الخدمية والتعليمية والصحية والاسكانية والصناعية ويستفيد منها كل فئات الشعب المصري، وذلك تأكيدا على التعاون والشراكة بين الشعب المصري والإماراتي واستكمالا للموقف المشرف لدولة الإمارات الداعم لمصر.
وكشف أن مشروع إنشاء وحدات السكن الاجتماعي والتي يبلغ عددها خمسين ألف وحدة سكنية على مستوى محافظات مصر له تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، مؤكدا انه يخفف التحديات التي يواجهها قطاع الإسكان في مصر عبر إنشاء مجمعات سكنية تحتوي على المرافق المعيشية الأساسية لنحو 50 ألف شخص من ذوى الدخل المحدود بما فيها المساجد والمتاجر ومراكز رعاية الأطفال والمرافق الترفيهية والتجارية والمخابز والمراكز الرياضية.
وأشار الى ان المشروع الذي يتم تمويله بالكامل من دولة الإمارات وتنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية يخفف الضغط السكاني على العاصمة وتقليل الازدحام في القاهرة الكبرى والتكاليف المرتبطة به والتي تقدر بـ 50 مليون دولار سنويا، وتوفير فرص عمل لعدد 22 ألف عامل ونحو 50 مليون دولار سنويا من ميزانية الدولة وضخ نحو 1.5 مليار دولار في الاقتصاد المصري بما يعادل 0.6 في المئة من الناتج المحلي.
ويقول إن مشروع أنشاء مدرسة “الشيخ سلامة حجازي الابتدائية” بمنطقة بنجر السكر من أهم المشروعات التي كانت من المطالب الملحة لأهالي المنطقة وتعود عليهم بآثار اجتماعية وتعليمية كبيرة، مبينا أن مشروع إنشاء المدرسة يأتي ضمن مشروع أنشاء أربع مدارس تقيمها الإمارات بمحافظة الاسكندرية في إطار المشروع الإماراتي لبناء 100 مدرسة في 18 محافظة مصرية.
وقال ان المدرسة تقام على مساحة 500 متر مربع وتشمل 8 فصول للمرحلة الابتدائية وفصلين لرياض الأطفال ومعامل أنشطة وكمبيوتر وملاعب، لافتا الى أن مشروع إنشاء المدارس بمحافظات الجمهورية المختلفة يوفر فرص تعليم لنحو 67 ألف طالب وطالبة كل عام دراسي وفرص عمل لعدد 1200 عامل ويساهم في حل مشكلة التكدس بالفصول الدراسية وتلبية نحو 7 في المئة من الطلب على المدارس في المناطق النائية. كما يوفر أكثر من 80 ألف فرصة عمل في مجال الانشاءات وتوفير أكثر من 3200 وظيفة دائمة في مجال التربية والتعليم.
ويضيف أن العوائد الاجتماعية للمشروع على مستوى المساهمة في مكافحة الأمية وتقديم فرص دراسية غير مسبوقة بالاضافة الى انه يقلص المسافات التي يقطعها التلاميذ الذين يضطرون للسفر لمسافات طويلة للوصول الى مدارسهم وحل مشكلة الدوام بفترات صباحية وبعد الظهر.
ويؤكد اللواء طارق مهدي أن الإسكندرية تشهد مشاريع تنموية إماراتية أخرى تتمثل في إنشاء صومعتين لتخزين الغلال بتكلفة إجمالية 300 مليون دولار ضمن مشروع متكامل يهدف إلى بناء 25 صومعة على مستوى محافظات مصر، موضحا انه سيتم إنشاء كوبري على أحد مزلقانات السكك الحديدية الخطرة، وتحويل آخر إلى نظام التحكم الآلي، فضلا عن بناء وحدة طب أسرة ضمن المشروع الإماراتي لبناء 78 وحدة في 23 محافظة مصرية. وكان أهالى منطقة بنجر السكر قد استقبلوا الوفد الإماراتي برقص الخيل والزغاريد، والهتافات المشيدة بدولة الإمارات وتعبر عن حب وتقدير لشعب وقيادة الإمارات.
عدد اليوم
