الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلس الوقار والافتخار

مجلس الوقار والافتخار
12 سبتمبر 2008 00:49
قلوبهم وعيونهم معلقة بمجلس مهيب قد ألفوه، يدلفون إليه جماعاتٍ ووحدانا، وهم من طبقات شتى ومهن مختلفة، و توجهات متباعدة وأعمار متباينة، ففيهم الفتى الناهض، وفيهم الكبير المسنّ ، فلا يردهم عن الدخول رادٌ ولا يصدهم صادٌ· ولو سألت أحدهم إلى أين ذاهب فسيقول لك بعفويه وثقة و حب : ''إلى قصر الشيخ محمد بن زايد - أطال الله عمره هناك يستقبلون بالترحاب حيث يأخذ كل واحد منهم مجلسه دون تمييز لأحد ، فيجتمع الجمّعَ الغفير، وبينهم رابط جامع هو محبة صاحب هذا المجلس، الفريق أول سموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· في هذا المجلس نجد صورة قل نظيرها في مراكز الحكم و أروقته السياسية، ودواويين المسؤولية، فلكل واحد من الحاضرين حديث مع سموه، كما يبادلهم سموه الحديث، والمودة والملاطفة، فيصغي سموه إلى كبار السن باهتمام لما يحملونه من ذكريات غالية ولما يبدونه من حكمة و حنكة· أما الشباب فيسألهم سموه عن أحوالهم، ويشجعهم و يرشدهم إلى الطريق الصحيح و يزرع فيهم الأمل و حبّ العمل · وتبدو من استفسارات سموه عن أعمالهم، متابعة سموه الدقيقة لكل خطواتهم التي يعايشها؛ والداً ناصحاً، ومسؤولاً راعيا ورائداً أميناً لهذا الوطن العزيز· وعندئذ يبدأ أصحاب الحاجات بعرض طلباتهم مكتوبة أو مشافهة، فيجيبهم بكل جدية وترحاب، ثم يصدر توجيهاته لدراستها والنظر فيها والرد عليها، وقد يستمر سموه في الاستماع لوقت طويل، و يتخلل ذلك ضيافة أصيله و كرم عربي نبيل· إنها ليست فرصة عابرة أو مرة واحده ثم تنقضي، بل هو اختيار من سموه و مباركه كريمة من صاحب السمو رئيس الدولة- حفظه الله - فيتكرر هذا اللقاء الأبوي عدة مرات أسبوعيا ؛ ليكون التواصل دائما وعميقاً وشاملاً · إن الوطن كله حاضر في هذا المجلس الأغر، و ما يدور في صدور أبنائه و عقولهم من طموحات و آمال وتطلعات للحاضر و المستقبل· لو أردنا تصنيف هذا المجلس في أساليب الحكم و أنماط السياسة،لما استطعنا نسبته إلى أسلوب معين، لأنه فريد في هيأته ، وفي طريقته وفي كيفية التعامل مع الواردين عليه، فمجالس الحكم في العادة تخشى الكثرة و جماهير الناس، وهذا المجلس يحتضنها · وأروقته السياسية تخاف كثرة المطالب وهذا المجلس يعتز بها و لا يرفض مطلباً بحق أو يرد مؤملاً بصدق· ومكاتب المسؤولين تسمع فيها اللغط والخوض و الخصام · و هذا المجلس تجلله السكينة ويعلوه الوقار وتسري فيه المودة و الوئام · إنه فريد من نوعه في العلاقة بين القيادة والشعب، فالقيادة أبوة حانية، وحرص على سلامة الوطن وأهله وترشيد لمستقبله وتسديد لتطلعات أبنائه للغد المشرق· والشعب كله تعلق و ولاء، و محبةٍ و وفاء إنه مجلس أغَرَ· فحري بنا أن ندرس منهجية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد و نؤرخها و نُدرّسِها ؛ لأنه تخرج من المدرسة الزايدية · و حري بكل واحد في هذا الوطن أن يعتز بهذا المجلس و يفاخر به، لأنه مجلس الديمقراطية و الوقار والافتخار · المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©