رمضان في ذاكرة الخاطري

يملك أحمد الخاطري العديد من الذكريات في الشهر الكريم فهو، إلى جانب مهامه كرئيس لدائرة المحاكم في رأس الخيمة وعضوية المجلس الوطني، خطيب يتناوب مع والده وصديقه القاضي الدكتور محمد مفتاح الخاطري خطبة الجمعة في أحد مساجد الحمرانية في الإمارة· يحرص الخاطري، الذي درس الشريعة، على إحياء كل العادات المرتبطة بالعبادة في الشهر الكريم من خلال تجمع رجال القبيلة في مجالسه، والإفطار الجماعي، وإحياء سنن التزاور والتواصل مع جميع أبناء المجتمع· ويقول الخاطري:'' لرمضان في حياتي العديد من الذكريات الطيبة فقد صمت الشهر الكريم في الرياض عندما كنت أدرس الماجستير هناك، كما صمته في ألمانيا حيث كنت برفقة والدي في رحلتين علاجيتين''· ويتابع :''عندما كنت طفلا كنت أنتظر أذان المغرب، وكنت ألقى تشجيعا كبيرا من الأهل على هذه العبادة رغم الظروف المناخية الصعبة، فالمنازل من سعف النخيل، والحرارة تقترب من الخمسين درجة مئوية''، مستذكرا أنه وأقرانه ''كانوا يكسرون القطع التي تتساقط من ألواح الثلج المخصصة لتبريد المياه لحين الإفطار ويستعملونها لتبريد شراشف يلفون بها أجسادهم لينعموا بشيء من البرودة''· ويروي الخاطري أن والده، الذي بدأ حياته في قوات ساحل عمان ثم ترك الوظيفة واتجه إلى الزراعة، بنى مسجدا من سعف النخيل في منطقته قبلها كان المصلون ينتقلون لأداء الصلاة من منطقة الزيدى إلى منطقة خت أوالجزيرة الحمراء· ثم ما لبث أن بدأ يخطب فيه''· ويقول: '' كانت لحظات ما قبل أذان المغرب تشهد تحرك الجميع من أجل الاحتفال بالإفطار حيث يتجمع الرجال في مجالسنا لتناول الطعام بصورة جماعية بعدها ننتقل إلى المسجد لأداء صلاتي المغرب والعشاء ومن ثم صلاة القيام قبل العودة إلى المجلس مرة أخرى والاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم''· في بداية التسعينيات، يقول الخاطري :''كنت في الرياض لنيل شهادة الماجستير بعد الانتهاء من دراسة الشريعة، حيث كنت أذهب إلى الحرم في الأيام الأولى من الشهر الكريم وهناك ينتاب المسلم الشعور بالزهو، ويتأكد من عالمية رسالة الإسلام من خلال تجمع الملايين من المسلمين من شتى بقاع الأرض في هذه البقعة المباركة''· ويرى الخاطري أن ''العمل في رمضان متعة لا تعادلها متعة''، داعيا الموظفين إلى اعتبار شهر رمضان مناسبة جيدة للعبادة، وإتقان العمل في الوقت نفسه· ويشير رئيس دائرة المحاكم إلى أن جلسات المجلس الوطني خلال شهر رمضان عادة ما تكون مسائية بما يعطى الفرصة للأعضاء لمناقشة القضايا ، حيث تبدأ الجلسات في العاشرة مساء وتمتد أحيانا حتى الساعة الثانية صباحا· وينتقد الصورة التي يظهر عليها بعض الناس في رمضان، ويعتبرها ''مسيئة للقيم الإسلامية كالمغالاة في السهر واللهو، وارتياد المقاهي، والتفرغ لمشاهدة المسلسلات والبرامج التافهة وحين يصل إلى عمله صباحا يكون كسلان وغير قادر على العمل''·