السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب مصر يحتفون بمحمود درويش

كتاب مصر يحتفون بمحمود درويش
12 سبتمبر 2008 00:42
سيظل الشاعر الراحل محمود درويش في الذاكرة طويلاً بأعماله الإبداعية ومنجزه الشعري المتفرد· وقد احتفى اتحاد كتاب مصر في لقاء ثقافي رمضاني أمس الأول في القاهرة بالشاعر الراحل، حيث ألقيت مجموعة من قصائد درويش الشهيرة، وتحدث الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب عن تجربة درويش الشعرية وأبرز جوانبها· وألقى الشاعر أحمد سويلم سكرتير عام اتحاد كتاب مصر عدة قصائد لمحمود درويش منها بطاقة هوية وعابرون في كلام عابر ولا تعتذر عما فعلت وقد تفاعل جمهور اللقاء مع قصائد درويش· وقال أحمد سويلم إن محمود درويش بطل في السياسة والوطنية والشعر وفي الحياة وقد غيَّب الموت أجمل طيورنا المغردة فقد كان رمزاً للكرامة العربية والصمود والبطولات ونحن نحتفل به ونتذكر أشعاره ونلقي الضوء على تجربته الشعرية لأنه كان شاعر أمة وشموخ حضارة ألهمت العالم وقدم لحركة الشعر العربي الحديث الكثير من الإسهامات· وألقى الناقد د·محمد عبدالمطلب الضوء على تجربة محمود درويش قائلاً إن الشعر منذ ظهوره وهو فن الخاصة لأنه فن اللغة ولا يستقبله إلا من يجيد هذه اللغة، وفي تاريخ الشعر العربي هناك استثناءات من الشعراء الذين حولوا الشعر من فن للخاصة والنخبة الى فن العامة ومن هؤلاء الفرزدق في العصر الأموي والمتنبي في العصر العباسي ثم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم في العصر الحديث وبعدهما نزار قباني ومحمود درويش الذي يعد قلعة شعرية لانه تمكن من تحويل الشعر من الخاصة الى العامة بلغة جاذبة ومعان تصل الى قلوب الجمهور العربي· وأضاف أن التعمق في تجربة محمود درويش الشعرية يجعلنا نطلق عليه المهاجر، وهجرة محمود درويش بدأت معه في عمر السادسة عندما طُرد من قريته البروة عام 1948 ليرحل الى بيروت ثم قبرص ثم باريس ثم موسكو وتونس والقاهرة وعمان، وكانت هجرة في الزمان والمكان والنفس والحياة واللغة وعبر عن هذه المعاني في ديوانه الول أوراق الزيتون الذي يمثل سيرة ذاتية استباقية لدرويش، وكانت آخر هجراته في ديوانه جدارية الذي جسد فيه مرحلة الموت والهوية والذات· وأوضح عبدالمطلب أن محمود درويش لم يكن مهاجراً تقليدياً بل هو المسافر ايضاً في الزمان والمكان والنفس ولديه سفر خاص به فيقول في أحد دواوينه نسافر كالناس لكننا لا نصل الى شيء كأن السفر طريق الغيوم· وقد احتوت تجربته الشعرية رمزية المتصوفين فنجد في أشعاره وجدانية صوفية للأحوال والمواقف والمقامات وتحويل الرؤية الى مشاهدة للوجود في حقيقته وتوازى مع صوفيته شعوره بالاغتراب وهو اغتراب يشبه المتصوفين أو كما قال التوحيدي·· يا هذا أنت الغريب في معناك·· وكانت غربة محمود درويش كلية وشاملة فكما قال هو عن نفسه انه غريب عن جسده الذي شبهه بالسجن الانفرادي ولكنه أهون من السجن الخارجي· وأشار إلى أن كثيراً من الشعراء لا يزالوا يتحركون في خطواتهم الأولى بمعنى أن آخر قصيدة لهم مثل أول قصيدة بعكس محمود درويش الذي كان حريصاً على تجريب كافة أشكال الشعر فكتب القصدة العمودية وقصيدة النثر وشعر الفضيلة وكان يغامر في كل الاتجاهات دون أن يفقد ذاتيته وهو الأمر الذي مكنه من اختراق قراء أشعاره حتى وصل الى قلوبهم ونفوسهم، واللافت في تجربة درويش الشعرية انه لم يصف ما مر به أو عايشه بل وصف ما سيأتيه وسيعايشه بإبداع لا مثيل له وله قصيدة بعنوان ''رأيت الوداع'' يصف فيها موته قبل سنوات ويقول فيها أنا في احتضار طويل وكأن لديه من البصيرة الشعرية ما يجعله يقرأ مستقبله ومستقبل أمته· لقد خسرنا واحداً من أهم الشعراء المبدعين في تاريخ الشعر المعاصر·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©