أميركا تنتظر تحسن سوق الوظائف العام المقبل

توقعت دراسة صدرت أمس أن اقتصاد الولايات المتحدة سوف يبدأ في خلق فرص عمل في وقت ما خلال الربع الأول من العام القادم منهيا ما يطلق عليه تعافياً “بدون توفير وظائف” يشهده أكبر اقتصاد في العالم منذ أشهر الصيف الماضي. لكن الرابطة الوطنية لاقتصادات الأعمال “إن أيه بي إيه” التي أجرت استطلاعاً بين 48 خبيراً اقتصاديا كبيراً في الولايات المتحدة خلال الفترة من 24 أكتوبر إلى 5 نوفمبر، حذر من أن المكاسب ستكون محدودة فيما سيظل معدل البطالة مرتفعا على مدار العام بأكمله. وقالت الرابطة الأميركية إن معدل البطالة الأميركي سوف يبلغ في المتوسط 9,6% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام المقبل. ويبلغ حالياً 10,2% مسجلا أعلى مستوى منذ 26 عاماً. وخرج الاقتصاد الأميركي من أشد فترة ركود منذ سبعة عقود في وقت ما من الصيف الماضي لينمو بنسبة 3,5% في الربع الثالث من هذا العام. لكن لا يزال يتم شطب للوظائف الأمر الذي وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما تحت ضغوط لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتحفيز نمو الوظائف. ويبحث الكونجرس الأميركي تبني إجراءات تحفيزية إضافية الشهر المقبل، لكن اقتصاديي الرابطة حذروا من أن الدين الحكومي مرتفع بالفعل لمستويات خطيرة، وقالوا إن من الأفضل أن يتم ترك التباطؤ الاقتصادي يأخذ مساره ودورته تماما. وقال رئيس الرابطة لين ريسر الخبير اقتصادي بجامعة “بوينت لوما نازارين” إنه “برغم أن التعافي لم يوفر فرص عمل حتى الآن، إلا أن هذا الوضع سيتغير قريباً وخلال الأشهر القليلة القادمة، ستوفر الشركات مزيداً من الوظائف بدلا من إلغائها”. وفي الدراسة، قال 45% من الاقتصاديين إن على إدارة أوباما أن تخفض مستويات الإنفاق العام في عام 2010، بينما قال 41% إن الإجراءات التحفيزية المالية الحالية كانت سليمة إلى حد ما، فيما قال 15% فقط إن هناك حاجة إلى المزيد من الحوافز. كان عجز الميزانية الأميركية قد تضخم إلى 1,4 تريليون دولار أو ما يوازي 10% من الناتج الاقتصادي خلال العام المالي 2009 الممتد حتى نهاية سبتمبر. كما زادت الرابطة الوطنية لاقتصادات الأعمال الأميركية توقعاتها للنمو للعام 2010 متوقعة أن يبلغ معدل النمو 3,2% خلال العام، لكنها ذكرت أنه من المرجح ألا تشعر الأسر بالتعافي الأوسع. وسيزال إنفاق المستهلكين “تعوزه القوة” إذ اعتاد الأميركيون على ادخار الكثير وإنفاق القليل. ومن المتوقع أن يصل معدل الادخار بين الأميركيين إلى 4% في أعلى مستوى له منذ 12 عاما. كان رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي “البنك المركزي” بن بيرنانكي قد توقع الأسبوع الماضي نمواً معتدلاً خلال عام ،2010 لكنه حذر من “رياح معاكسة مهمة” يمكن أن تحد من الانتعاش بما فيها الحد من عمليات الائتمان المصرفية والشطب المستمر للوظائف.