الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلطان قلعة حصينة ومركز لإغاثة الأمة

سلطان قلعة حصينة ومركز لإغاثة الأمة
11 سبتمبر 2008 00:31
تجسد قلعة سلطان أو ''الحصن الشرقي'' نموذجاً معمارياً يعد ''الأفضل من نوعه'' قياساً بفنون بناء القلاع والحصون التاريخية في الإمارات أوائل القرن العشرين· وهو نموذج يتواءم مع البيئة الصحراوية ومع مهام الحصون التاريخية فيما يتعلق بالحياة اليومية للحاكم بشقيها الإداري والعائلي، بحسب الأستاذ في التاريخ الحديث بجامعة الإمارات الدكتور يحيي محمود· وتتميز قلعة سلطان بالعناصر الزخرفية التي تعتمد بشكل أساسي على المثلثات التي تعتبر من أبرز ملامح الفن المعماري المحلي خلال تلك الحقبة من تاريخ الإمارات؛ فباب القلعة يعلوه مثلث والأسوار والأبراج تعلوها المثلثات· وشيدت القلعة من الخامات المحلية المتوافرة بالبيئة المحلية كالصاروج وجذوع النخيل وكلها مواد خام طبيعية عازلة للحرارة ما ساعد على تلطيف الجو داخل القلعة· وقال محمود إن القلعة، التي شيدها المغفور له الشيخ سلطان بن زايد الكبير سنة 1907 في وسط مدينة العين، كانت مقراً لحاكم المنطقة الشرقية قبل أن يتولى ''رحمه الله'' حكم إمارة أبوظبى خلال الفترة ما بين 1922 إلى 1926 لتصبح مقراً لشيوخ آل نهيان الذين تعاقبوا على حكم المنطقة الشرقية من الإمارة في السنوات اللاحقة حتى اختارها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971 لتكون مقراً لأول متحف في المدينة· وتتخذ القلعة شكل مربع يبلغ طول ضلعه حوالي 30 متراً ولها مدخل واحد من جهة الجنوب بارز عن الجدران ويعد المدخل الوحيد للقلعة ويفتح به باب مستطيل يعلوه ثلاث فتحات مربعة الشكل ثم أربع أخرى مستديرة (مزاغل) تسمى كذلك باللهجة المحلية بـ ''المرمى'' أي فتحات الرمي· ورجح محمود أن الفتحات الأربع المستديرة كانت تستخدم للبنادق بينما كانت الفتحات المربعة تستخدم لرمى السهام، أما باب القلعة فقد تم صنعه من الخشب السميك المدعم بمدببات سميكة من الحديد لتوفير أكبر قدر من الحماية لبوابة القلعة إذا ما تعرضت للهجوم· وتتمتع أسوار القلعة بالمنعة والحصانة حيث تنتشر صفوف منتظمة من فتحات الرمي على امتدادها وقد تم ربطها بالقلعة لتسهيل حركة جنود الحراسة عند القيام بمهام دفاعية· ومن جهة أخرى ترتبط الأسوار مع ثلاثة أبراج ملحقة بالقلعة في الناحيتين الغربية والشمالية منها· ويلحق بالناحية الشرقية من القلعة برج واحد فقط له نفس قياسات وسمات الأبراج الأخرى وهى في مجملها أبراج أسطوانية يبلغ قطر كل منها حوالي سبعة أمتار وارتفاعها حوالي 12متراً ويتألف كل برج منها من طابقين مزدوجين تم تزويدهما بفتحات للرمي· وتشتمل قلعة سلطان على فناء كبير تتوسطه بئر، وعدد كبير من الغرف ومداخل الأبراج التي استخدمت للسكن ما عدا غرفة واحدة تقع في الناحية الشمالية من القلعة تم استعمالها كسجن، وهو ما يؤكد، وفق محمود، مدى خصوصية القلاع المحلية التي كانت تستخدم في الأساس سكناً للحاكم ومقراً للحكم ومركزاً لإغاثة الأمة· ولفت محمود إلى أن من أكثر ما يميز قلعة سلطان عن غيرها من القلاع والحصون التاريخية في العين وجود مدفعين أمام بابها يرجح أنهما كانا منصوبين على أحد أبراجها المعدة لنصب المدفعية عليها ويبلغ طول المدفع الأول 139 سنتيمتراً، وقطر فوهته 11 سنتيمتراً، وقطر المنطقة الخلفية 28 سنتيمتراً، بينما يبلغ طول المدفع الثاني 124 سنتيمتراً، وقطر خلفيته 29 سنتيمتراً·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©