الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..الوسطية الإسلامية المفترى عليها!

غدا في وجهات نظر..الوسطية الإسلامية المفترى عليها!
29 ابريل 2014 22:19
الوسطية الإسلامية المفترى عليها! يقول د. وحيد عبدالمجيد: أثارت إعادة طبع وتوزيع كتاب عن الإسلام والمسيحية مضى على نشره في مصر نحو مائة عام انتقادات تتعلق بالتوقيت وليس بالمبدأ. فقد أُعيد طبع هذا الكتاب، الصادر في ظروف مغايرة وأجواء مختلفة، وتوزيعه في وضع يسوده الاحتقان وينتشر التعصب، الأمر الذي يتطلب كتباً من نوع آخر يُبلسم الجروح ولا يصب الزيت على نار الفتنة. فالكتاب الذي أُعيد طبعه وتوزيعه يتضمن مناظرة أجريت بين شاب مسلم وقس أميركي بينما كان مستوى التسامح في المجتمع المصري يسمح باستيعاب ما ورد فيه من هجوم متبادل. غير أن أكثر ما أثار الانتقاد هو المقدمة الجديدة التي كتبها الدكتور محمد عمارة، وتضمنت ما يمكن اعتباره هجوماً على المسيحية، رغم أنه يُعرف في كثير من الأوساط باعتباره كاتباً وباحثاً وسطياً، الأمر الذي يفرض وقفة مع استخدام مفهوم الوسطية الإسلامية في غير محله وإساءة استغلاله دينياً وسياسياً. فقد توسع كثير من «الإسلاميين» في استخدام مفهوم الوسطية دون تحديد أو تعريف متفق عليه، واستُدرج كثير غيرهم إلى الحديث عنه وكأنه يشير إلى معنى محدد في الوقت الذي صار مفهوماً سائلاً ومراوغاً. وحتى الحزب الذي انشقت قيادته عن جماعة «الإخوان» عام 1995 وحمل اسماً مستمداً من الوسطية (حزب الوسط) لم يقدم تعريفاً محدداً لهذا المفهوم يساعد في تدقيقه. فقد تضمن برنامجه فقرة واحدة عن الوسطية جاء فيها كلام إنشائي شديد العمومية يفتقد التحديد والوضوح: «الوسطية من منظور وطني حضاري تعني عند المؤسسين أن طريق البناء الذاتي يؤسس على الثقة في الذات الوطنية والحضارية التعددية وينبع من قيم الحضارة العربية الإسلامية ذات الطابع المصري المميز بخصوصيتها الثقافية المستمدة من المرجعيات التي ارتضاها المجتمع ونص عليها الدستور». ومما يثير الانتباه الآن، ولم يكن منتبهاً إليه قبل أن تنكشف قوى الإسلام السياسي نتيجة فشلها في الاختبار المصري، أن جانباً من الرهان على اعتدال جماعة «الإخوان» ارتبط باعتقاد في أنها تعبر عن الوسطية الإسلامية على المستوى السياسي. التكريم المستحق يقول محمد خلفان الصوافي: استلم، يوم الأحد الماضي، سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، «جائزة البحر الأبيض المتوسط للدبلوماسية الفكرية 2014»، التي تشرف عليها «المؤسسة المتوسطية» ومقرها إيطاليا. وبذلك يكون سعادته قد أضاف فصلا جديداً في مسيرة النجاحات المتكررة له ولمركز الإمارات منذ تأسيسه في مارس من عام 1994. الجائزة، بالتأكيد، هي نقلة نوعية بكل المقاييس، خاصة في جانبين منها. الجانب الأول، السجل التاريخي للحاصلين عليها قبل سعادته، ومنهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك الإسباني خوان كارلوس، ومن المثقفين الإيرانية شيرين عبادي والأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. أما الجانب الثاني فهو المعنى الإنساني الذي تحمله هذه الجائزة، حيث تُعطى للأشخاص الذين لهم إسهاماتهم في مجال الحوارات بين الشعوب والعمل على تقليل الاختلاف بينها، وهي رسالة إنسانية عالمية أعتقد أن حاجتنا إليها اليوم أكبر من أي وقت مضى. أكتب عن هذا التكريم، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير كما أعتقد، من وحي ما يمثله من علامة بارزة على ما وصلت إليه إسهامات الدكتور جمال السويدي الفكرية في المجتمعات الإنسانية، والتي كانت آخرها كتاب «آفاق العصر الأميركي.. السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد»، وكذلك من مدى تأثير تلك الإسهامات في إثراء المجال الثقافي داخل الدولة وخارجها؛ حيث اتضح اهتمام المثقفين باقتناء كتب مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية واعتمادها كمراجع أكاديمية، وكذلك بالمناقشات التي تمت معه خلال «جولته الثقافية» التي شملت بعض الدول العربية وبريطانيا، وهناك جولة مخصصة للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى لمناقشة ما يحمله الكتاب من أفكار مع المثقفين هناك. وأكتب عن هذا التكريم أيضاً، وفي مخيلتي الكثير من الأرقام للكتب والدراسات الصادرة عن المركز، وفيها من الأفكار الكثير لحل القضايا التي تهم الإنسان في عالم اليوم، حرب الحقائق في أوكرانيا يرى كيث داردن أنه بعد يوم من تحذير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زعماءَ أوكرانيا من استخدام القوة في الأزمة هناك، هاجمت قوات من الجيش الأوكراني نقطة تفتيش خارج بلدة سلوفيانسك التي يستحوذ عليها الانفصاليون. وردت القوات الروسية عبر الحدود بمناورات وصفت بأنها «تدريبات» صاحبتها تصريحات من الكرملين بلغت درجة قول «لقد تم تحذيركم». وعرض التلفزيون الروسي صورة لسلوفيانسك كما لو أنها مأساة قرية جيرينكا الإسبانية التي خلدتها لوحة لبيكاسو بهذا الاسم. وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أن المسلحين الانفصاليين استخدموا المدارس ورياض الأطفال دروعاً بشرية، وصعد كل جانب إيقاع آلته الدعائية، وأحس العالم بنوع جديد من الارتباك والريبة وتشوّه المعلومات دفع الصراع إلى حافة الهاوية، فقد ترك الافتقار إلى سلطة مشروعة في شرق أوكرانيا فراغاً يحول دون وجود حقائق شفافة ومتفق عليها، ما خلق أرضاً خصبة للشكوك والألعاب الدبلوماسية على هوامش الحقيقة التي قد تحمل المنطقة إلى الحرب. ولنأخذ في الاعتبار «الرجال الخضر» المسلحين الذين استولوا على بلدات، والذين انتشرت صورهم في وسائل الإعلام هذا الشهر. هل يعملون لمصلحة الروس؟ لقد قالت الولايات المتحدة إن الضلوع الروسي في الأمر يتجاوز «ظلال الشك». وأصدر الروس نفياً قاطعاً، لكن ظلال الشك لم تفارق أوكرانيا. وفي المقابل، فإن عدم الاتفاق على الحقائق، أي عدم المشاركة في حقيقة أساسية، أصبح العرف المعتاد، فمن هو الذي وزع منشورات تطلب من اليهود تسجيل أنفسهم لدى السلطات؟ هل هي «الحكومة» الجديدة المعادية للسامية في دونيتسك التي أعلنت نفسها جمهورية مستقلة، كما تزعم الحكومة الأوكرانية، أم أنه عمل استفزازي قصد به تشويه سمعة الانفصاليين المؤيدين لروسيا؟ وحتى الأسئلة الأكثر عمقاً، والتي من المفترض أن تكون لها إجابة واحدة في كيان سياسي صحيح يتمتع بمصادر معلومات موثوق بها، لها الكثير من الإجابات في أوكرانيا: فمن قتل الناس في ميدان الاستقلال في كييف الشتاء الماضي؟ هل الحكومة الحالية شرعية، أم أنها مجرد جماعة مسلحة أخرى مطلوب منها أن تخلي المباني العامة بموجب اتفاق جنيف؟ دول البلطيق.. يَقِظَة في وجه الهيمنة الروسية يقول جاكسون ديل أنه على مدى سنوات، شكّل زعماء إستونيا، هذه الدولة الواقعة على بحر البلطيق مصدر إزعاج خلال اجتماعات «الناتو»، حيث كانوا يؤكدون لسفراء غرب أوروبا أن روسيا في ظل حكم بوتين تمثل قوة انتقامية مصممة على زعزعة استقرار جيرانها والهيمنة عليهم. واليوم، يعبّر هؤلاء الزعماء عن ارتياح مشوب بالحزن، لكون ما كان البعض يقلل من شأنه باعتباره نوعاً من الارتياب المرضي أضحى اليوم هو الاعتقاد السائد في الغرب. ولكن الارتياح له حدود؛ حيث قال الرئيس «توماس إيلفس» في مؤتمر أمني عقد هنا في عطلة نهاية الأسبوع: «أن تكون مثل كاسندرا (التي كانت، حسب الأسطورة الإغريقية، قادرة على التنبؤ بالمستقبل ولكن قومها لم يكونوا يصدقونها)، أن تكون محقا ليس شيئاً جيداً بالضرورة... لأنك إذا قرأت »الإلياذة«، فستعرف أنها ستموت». والواقع أن إستونيا وجمهوريتين أخريين من جمهوريات البلطيق ابتلعهما الاتحاد السوفييتي في 1940 تمثل مكاناً جيداً لرؤية كيف أخذت الأزمة الأوكرانية تغيِّر ما كان يمثل على مدى عقود «نظام ما بعد الحرب الباردة» في أوروبا، ذلك أنه فجأة لم تعد بلدان البلطيق دويلات صغيرة وغير مهمة على أطراف أوروبا، وإنما تعد «دولاً على خط الجبهة» في قارة أخذ يطغى عليها من جديد التوترُ بين موسكو والغرب الديمقراطي. فيوم الاثنين، سافرت وحدة من جنود اللواء الأميركي المحمول جواً الـ173 إلى تالين، في إطار عملية نشر عسكري لـ600 جندي أميركي في بولندا ودول البلطيق. واليوم الأربعاء 30 أبريل، من المقرر أن تصل مقاتلات إف 16 من الدانمارك إلى مطار عُين رسمياً منشأة تابعة للناتو مؤخراً. وفي بروكسل، يتدارس «الناتو» حالياً حول ما إن كان ينبغي نشر جنود وطائرات في المنطقة، وبالتالي نقض تعهد لروسيا يعود إلى عام 1997 بعدم نشر قوات في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية التي انضمت إلى التحالف عقب انهيار الاتحاد السوفييتي. سحْق سوريا يقول د.خالص جلبي: الشعب السوري في رحلته إلى الحرية يشبه عبور بني إسرائيل البحر، فكان كل فرق كالطود العظيم، بفارق أن موسى وعصاه ليست برفقة عشاق الحرية الحاليين، فماذا يحصل إذن؟ حين يتفقد المنشق «حازم نهار» وضع المعارضة السورية، فهو يرى أن برج بابل من الأصوات المتناقضة والمتنافسة يودي بالجميع، وأن الوضع بات كما أراد النظام: «معارضة مفككة ومنقسمة على مسائل لا أساس لها في الواقع». وخلف كل هذا آفتان: تصحر المجتمع السوري لنصف قرن، والتسلح والاحتراب. أمام سوريا إذن بعد الخلاص من نظام الأسد رحلة طويلة لاستعادة مرونة المفاصل ونظافة العقل وطهارة الضمير؛ بل أمام الشعب السوري مهمة التخلص من فريقين خطرين جداً متقابلين متواجهين، القبوريين والتكفيريين. نسختان متشابهتان كلاهما تظن أنها الأفضل، أناس شكلهم بشري، ولسانهم إلهي، يعتقدون أنهم الممثل الشرعي الوحيد لله، بإضافة اسم الجلالة لاسم تنظيماتها، مثل «حزب الله»! ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. أما بقاء النظام، وترقيع معارضة ضعيفة قد تصبح ذنَباً للنظام، فذلك ما سماه أحد الكتاب «معارضة ورقة التين» التي تغطي عورة النظام. وحين يصف «ديفيد ليش»، صاحب كتاب «سقوط مملكة الأسد»، النظام البعثي الطائفي، يذكره بما يلي: «نظام الأسد رمز للركود والسيطرة، وهو ليس مصمم للاستجابة لمطالب الناس، بل للسيطرة على مطالب الناس، إنه نظام مصمم ليس للقيام بالإصلاحات، بل مصمم للحفاظ على الوضع والبقاء، والإصلاح الأعمق والأسرع يعني نهاية النظام، كما أن الإصلاح السريع يعني العمل ضد الغرائز الأساسية للنظام الأبوي المتسلط». لقد ضل الأسد طريقه في مكان ما أمام غطرسة القوة، وحسب أيمن عبد النور، فإن مَن حوله نفخوا فيه «الأنا» لديه حتى تغير كلياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©