دشنت «مدينة مصدر» مؤخراً 3 مشاريع رئيسية شملت توسعة معهد مصدر، ومبنى واحة الابتكار، ومبنى شركة سيمنس، فيما أوشكت الأعمال الإنشائية بالمقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، والمقر الرئيسي لـ «مصدر» على الانتهاء، تمهيداً لافتتاح المبنى خلال الربع الأخير من العام الحالي.
ونظمت المدينة أمس جولة لكبار الإعلاميين والصحفيين في مرافقها، حيث كان في استقبالهم مهرة القاسمي مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في «مصدر»، بحضور عدد من كبار المسؤولين بالمدينة.
واطلع الحضور على بعض الأنشطة بمدينة مصدر، فضلاً عن زيارة مقر معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، ومبنى سيمنس، والاطلاع على آخر المستجدات فيما يتعلق بالأعمال الإنشائية في المدينة.
ومن المتوقع أن تستوعب المدينة عند اكتمالها 40 ألف ساكن، فضلاً عن استقبالها 50 ألفاً آخرين يومياً بغرض العمل والدراسة، وتستمد المدينة طاقتها من مصادر متجددة، وهي تجمع سمات التصميم العمراني الذكي (توجيه المباني لاكتساب أقل قدر من الحرارة وإتاحة أكبر قدر من التهوية الطبيعية والظل)، لتعزيز مزاياها المستدامة. وتكشف المدينة للعالم قدرتها على استيعاب كثافة سكانية أكبر مع استخدامٍ أقل للموارد من خلال التصميم المستدام.
ونجحت مباني المدينة حتى الآن في خفض مستوى الطلب على الطاقة بنسبة 56%، وعلى المياه الصالحة للشرب بنسبة 54% (وفقاً لمعايير الجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء ASHRAE المعمول بها دولياً).
وفي إطار الجهود المبذولة لإقامة مجتمع نابض بالحياة، تستضيف «مدينة مصدر» حالياً العديد من منشآت الضيافة والمصارف ومنافذ التجزئة، بما في ذلك مقهى ومطاعم وسوبر ماركت لبيع المنتجات العضوية. ومن المقرر خلال العام الحالي انتقال أكثر من 800 موظف إلى المقر الرئيسي الجديد لشركة سيمنس الشرق الأوسط.
ويضم مبنى «واحة الابتكار»، الذي يعد أول مبنى تجاري في «مدينة مصدر»، أكثر من 60 شركة. ويجمع المبنى بين المساحات التجارية والمساحات المكتبية، وسيحتضن مجموعة متنوعة من الشركات، بدءًا من الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى المكاتب الإقليمية للشركات الكبيرة متعددة الجنسيات.
وتسمح توسعة معهد مصدر، التي تم الانتهاء منها مؤخراً، باستيعاب أكثر من 600 طالب، إضافة إلى أربعة مراكز للتميز.
كما ستضم المدينة المقر الرئيسي لمصدر والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (?ايرينا)، وسيكون هذا المجمع المؤلف من ثلاث كتل، المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (?ايرينا) و«مصدر». وقد تم تصميم المساحات الخضراء الخارجية لهذا المبنى بما يوفر المياه ويعزز من التنوع الحيوي ويخلق مساحات خارجية مريحة.
وتعد مدينة مصدر، منطقة اقتصادية خاصة في أبوظبي توفر حقوق الملكية الكاملة للأجانب، والإعفاء من الضرائب للأفراد والشركات، ومجتمعاً من الخبراء ذوي الاهتمامات المشتركة، وتقدم بيئة داعمة لشركات التكنولوجيا العاملة في عدد من المجالات ضمن حقل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المستدامة، والرعاية الصحية، وإدارة الكربون وغيرها.
الغرف النظيفة
وتضم مدينة مصدر «الغرف النظيفة»، وهي عبارة عن مختبرات متخصصة يتم فيها تنقية الهواء بشكل كامل من أجل التخلص من كافة الشوائب، وتستخدم «الغرف النظيفة» عادة في عمليات التصنيع الدقيقة أو الأبحاث العلمية التي تتطلب التحكم إلى أقصى حد في معدل الملوثات البيئية، مثل الغبار والميكروبات المحمولة جواً، وجزيئات الرذاذ الجوي، والأبخرة الكيميائية.
وتتم تصفية الهواء المتسرب داخل «الغرف النظيفة» من الخارج لطرد الغبار، كما يتم على الدوام تمرير الهواء في الداخل عبر مرشحات هوائية لإزالة الملوثات الداخلية.
ويضم مختبر تصنيع الأجهزة الدقيقة في معهد مصدر غرفة نظيفة مساحتها 300 متر مربع (من فئة 1000/100) وهي مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة، التي تبرعت بقسم منها «شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة» (أتيك)، وتم تركيبها بالتعاون مع مختبر تقنيات النظم الدقيقة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT).
تسهم استثمارات «مصدر» في إنتاج نحو 1 جيجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة، وتعمل على تنفيذ مشاريع دولية ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إسبانيا والمملكة المتحدة، وموريتانيا، والعديد غيرها.
وتبلغ نسبة مساهمة «مصدر» في إجمالي القدرة الإنتاجية المركبة لمحطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم 10%، فيما تبلغ نسبة مساهمة مشاريع «مصدر» في إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة بمنطقة الخليج بحوالي 68%.
ويجري 337 طالبا في معهد «مصدر» أبحاثًا علمية، مدعومين بمختبرات عالية التخصص وهيئة تدريس رفيعة المستوى. وتشمل مجالات الأبحاث مشاريع الوقود المشتق من الكتلة الحيوية، وتطبيقات الشبكة الذكية، وتحلية المياه المالحة، وتقنيات كفاءة الطاقة، وتضم المواضيع البحثية المياه والبيئة والصحة، وأنظمة الطاقة، والأنظمة الدقيقة والمواد المتقدمة.
وتأسست شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، المملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للتنمية»، بهدف تنويع مزيج الطاقة لدولة الإمارات من خلال تطوير ونشر وتسويق حلول ومشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
15 مليار دولار
وتأسست مصدر في عام 2006، ورصدت حكومة أبوظبي لهذه المبادرة 15 مليار دولار، واستثمرت الشركة أكثر من 1.7 مليار دولار في مشاريع مختلفة للطاقة المتجددة تتجاوز قيمتها الإجمالية 6.4 مليار دولار، وتسهم «مصدر» في تحقيق هدف حكومة أبوظبي الطموح والمتمثل في تأمين 7% من احتياجات الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول عام 2020.
وتضم «مصدر» جامعة بحثية، وتقوم بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وتستثمر في التقنيات النظيفة، وتبني مدينة مصدر التي تطمح أن تكون أحد أكبر مشاريع التطوير الحضري استدامة في العالم، بحيث تكون منصة للتقنيات النظيفة. وتضم الشركة وحدات أعمال متكاملة، إضافة إلى جامعة بحثية للدراسات العليا.
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
