الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزبون العربي «المسكين»!!

17 ابريل 2012
على ما يبدو أننا وفي هذه الأيام وخلال السنوات غير القليلة القادمة، ستستمر معاناتنا، وستكثر معها حيرتنا واستغرابنا، وخصوصاً ونحن نشاهد التطور التكنولوجي السريع، وقطاره الذي أتى اليوم على كل صغيرة وكبيرة في شؤون حياتنا، فهذا القطار السريع المحمل بالكثير من الاختراعات والابتكارات التكنولوجية والتقنية.. المفيدة وغير المفيدة، يجد في الأسواق العربية، وعند زبائنها ومستهلكيها، محطاته الكثيرة التي يتوقف عندها، لتفريغ محتويات شحناته، وما تعج بها مخازنه ومستودعاته، من هواتف ذكية، نعرف بعضها ونسمع عنها، ولا نعرف ولم نسمع عن بعضها الآخر، بالإضافة إلى الكمبيوترات الشخصية المكتبية والمحمولة واللوحية الذكية أيضاَ، التي تأتينا بمواصفات وميزات لا نعلم ولم نسمع عنها إلى النزر اليسير، هذا ولا ننسى مئات الأنواع من شاشات التلفاز ذات الأحجام الكبيرة، والتي باتت معها جدران منازلنا، عاجزة عن حملها، ولا تكفي مساحاتها لتعليقها عليها. بصراحة وبدون تحديد اسم شركة معينة «حرصاً» على عدم «تربية» عداوات مع أي من هذه الشركات الرائعة «المحلية أو العالمية»، والتي تمدنا بكل ما نتمناه ونرغب به من تكنولوجيا، وتقنيات في مختلف مجالات حياتنا، وعلى الأصعدة كافة. أعتب ويعتب معي العشرات إن لم يكن المئات... على بعض هذه الشركات التي تعتبر أسواقنا العربية، هي أسواق للتجارب فقط، وبالتالي فأنت تعلم ماذا تعتبر بعضها، المستهلك العربي. ولا أدري بصراحة، من أين جاءت هذه الشركات بهذه الاعتبارات، ولماذا؟ أليس السوق والمستهلك العربي، من أفضل الأسواق العالمية، وأكثرها طلباً واستخداماً لمنتجات مثل هذه الشركات العالمية التكنولوجية؟ أليس هنالك الآلاف من المستهلكين العرب، الذين يتقنون فن التبديل والاستبدال والترقية.. فلا ترى بين أيديهم، إلا كل ما هو جديد، وكل ما هو معلن وغير معلن رسمياً عنه، من أجهزة وتقنيات تكنولوجية متنوعة، وتجدهم السباقين والأوائل، الذين يصعب منافستهم في هذه الميادين. لماذا وإلى هذه اللحظة، مازلنا مغيبين وبعيدين كل البعد، في قوائم وجداول هذه الشركات العالمية؟ ولا تجد أسماء معظم الدول العربية، عند طرح معظم المنتجات التكنولوجية الجديدة، إلا في ذيل القائمة دائماً، وتجد بالمقابل مثل هذه الأسماء، بدون منافس وعلى رأس القوائم والجداول، عند رغبة إحدى الشركات في تجربة منتج تكنولوجي أو جهاز إلكتروني أو حتى برنامج تقني. المشكلة الكبرى، ليست في الشركات العالمية، وكيفية تعاملها مع المستهلك العربي، والتي يمكننا إدراج ما تفعله تحت وضمن خانة «الحرية الشخصية»، ولكن! الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، هي في بعض شركاتنا ومتاجرنا التكنولوجية «المحلية»، والتي تأتي بموظفين «البائعين/Sellers»، تجدهم في قمة اللباقة والاحترام، وتجدهم بحراً لا ينضب من المعلومات، ولا تجد من وجوههم سوى الأفواه المبتسمة الضاحكة، في وجه الزبون الأجنبي، ولا تجد من هذه الوجوه سوى أسنان تلمع وعيون تقدح في وجه الزبون العربي، وتجدهم غارقين في بحر الظلمات، لا يدركون الأسئلة، فبالتالي لا يعرفون الأجوبة، وقمة اللباقة التي رأيتها منذ قليل، تنقلب رأساً على عقب، لتجد الشخص غير المناسب، ينتظرك لتدخل هذا المتجر أو تلك الشركة، ليستقبلك بكلماته التي تعودنا عليها: «كان آي هلب يو سير/ مادام»؟؟! المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©