السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مجموعة هُنَّ» تخطو بثقة نحو تعزيز القراءة في المجتمع

«مجموعة هُنَّ» تخطو بثقة نحو تعزيز القراءة في المجتمع
29 ابريل 2014 21:36
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تختلف اهتماماتهن لكن يجمعهن حب القراءة والكتابة والرسم للأطفال، بعد أن كانت أنشطتهن تقتصر على المعارض وحضور الندوات وتقديم ورش العمل، لكن بمبادرة من إحداهن استطعن توحيد جهودهن وكوّن مجموعة يتجاوز عددها 15 سيدة من الإماراتيات والمقيمات ممن لديهن شغف تحسين مستوى القراءة وتعزيزه في نفوس هذا الجيل مستغلات الطرق الحديثة في التعليم، وأطلقن عليها اسم «مجموعة هنَّ». عن هذه المجموعة وأهدافها ونشاطاتها تقول صباح ديبي إحدى العضوات في «مجموعة هن» التي تضم العديد من الكاتبات والرسامات الموهوبات في دولة الإمارات وتقوم بورش عمل وقراءات قصصية وحفلات تواقيع وغيرها من الأنشطة: المجموعة تهتم بالمبدعات الإماراتيات وغيرهن في مختلف المجالات التي تهم الطفل وتدعو المجموعة كل المهتمات بأدب الطفل للانضمام لها، وأضافت موجهة كلامها لمن تود المشاركة: ولا يهمنا عمرك ولا مكان إقامتك في الإمارات، لا تهمنا جنسيتك، شرطنا الوحيد أن تكوني سيدة تستطيع كتابة أو رسم قصة، أو حتى مهتمة بالأمر، هنّ موجودة دائماَ لدعمك… فأهلاَ بك صديقة لنا». وديبي خريجة رياض الأطفال جامعة دمشق وحائزة جائزة أفضل كتاب للطفل عن قصة «حيواناتي الغريبة» للفئة العمرية من «3 - 5» سنوات، بمهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل 2014، وصدرت لها مجموعة قصصية للأطفال، قالت إن فكرة المجموعة جاءت عن طريق الكاتبة سحر نجا محفوظ، مؤكدة أنها أوجدت صيغة لتجميع مجهودات متعددة ذات صلة بأدب الطفل، من أجل تعزيز القراءة لديه وتحبيبها لهذه الأجيال، وتشمل المجموعة اهتمامات مختلفة وجنسيات متعددة. تنوع الأنشطة وتقيم «مجموعة هُنَّ» لقاءات دورية عدة بالاتفاق بين العضوات، وتقدم أنشطة أدبية وورش عمل للتعريف بأهمية القراءة بالتناوب بين عضوات المجموعة، بحيث تقدم كل واحدة نشاطاً، وأحياناً تستقطب بعض المدربين من خارجها، وتنظم المجموعة أنشطتها بأماكن مختلفة بما يتلاءم مع الموضوع، كونها ليس لديها وتضيف: «نقيم بعض الورش في أماكن ثقافية أو مكتبات عامة، أو خاصة، أما فيما يخص وسائل التواصل بين العضوات من أجل القيام ببعض الأنشطة، فتوضح ديبي أنها وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الوصول لأكبر شريحة من الناس في المجتمع. ولا تتأخر «مجموعة هُنَّ» في دعم القراءة بتقديم أنشطة في المدارس، وتأمل المجموعة في توسيع دائرة نشاطها، حيث ترغب في تقديم نشاط متكامل لمدرسة أو جهة معينة تهتم بالطفل عبر ورش عمل، ودورات تطوير النفس وغيرها من الأنشطة التي تنفذها المجموعة، وتوضح ديبي أن مبادرة القراءة في المدارس تتم بشكل فردي أو من خلال المعارف أو اعتماداً على تجارب سابقة مع المجموعة التي أصبح نشاطها في توسع، موضحة أن مكانها في المجتمع بات معروفاً منذ تأسيسها خلال العام الماضي. تعزيز القراءة من جانبها تقول نورة النومان عضوة في «مجموعة هُنَّ» التي تهدف إلى تشجيع القراءة وغرس حب مطالعة وتحبيب الكتب لهذا الجيل الجديد: خلال متابعتي للمقالات في الصحف والمجلات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظت أن كثرة انتشار الأرقام التي يستخدمها البعض مؤشر على قلة عدد القراء في العالم العربي، خاصة بين فئة الأطفال والناشئة، ولا أدري إن كانت الأرقام دقيقة أو مستوحاة من افتراضات الجهة التي أعدت تلك التقارير، وأنا أشك في الإحصائيات ليقيني بأن بعض المناطق في العالم العربي تفتقر للمؤسسات الرسمية التي تعتمد المنهج السليم للحصول على إحصائيات دقيقة، وإن سلمنا أن الأرقام سليمة ودقيقة، ولنعترف أننا أمام أزمة ثقافية. تدريب المعلمين النومان لفتت إلى أهمية ضرورة وضوح الرؤية فيما يخص بعض المبادرات، وتحديد الهدف منها لتحقيق الاستفادة الكبيرة والعمل عليها بكل جدية، وتقدم قصة بعض البلدان في دعم القراءة : في الصيف الماضي التقيت في لندن مسؤولة في مؤسسة «القراءة في المملكة المتحدة»، وتعتمد خطة مؤسستهم على مبدأ بسيط وهو تدريب المعلمين والمربين وأمناء المكتبات والأهالي والمتطوعين على قراءة القصص للأطفال في جميع مدارس الدولة، هكذا هي خطتهم، كما ينظمون مسابقات دورية، إحداها مثلاً: «تحدي قراءة ست قصص خلال العام الدراسي، ويستفيدون من موقعهم على شبكة الإنترنت في التواصل مع القراء والمهتمين». ومن خلال هذه التجربة تقترح تدريب من هم في الميدان على الطرق المثلى للقراءة، مع توفير الكتب المناسبة لكل الفئات العمرية، مشددة على أن النتيجة ستكون جيدة. سنوات الطفولة لم يكن اتجاهي نحو الكتابة للأطفال فقط من أجل إيصال رسالة لهم أو إمتاعهم، ولم أكن متأكدة أصلاً أن ما أكتبه وينبع من جميع مخارج قلبي سوف يعجبهم أو يلفت نظرهم، ولم يخطر في بالي يوماً أن أجد اسمي على قصة يحملها طفل في معرض أو مدرسة أو حتى في البيت هذا ما تقوله سحر نجا محفوظ وتضيف: اكتشفت وأخيراً أنني أكتب من أجل تلك الطفلة في داخلي، من أجل سنوات طفولة ضاعت مني من دون ذنب لي، من أجل لغةٍ أحاول استدراكها، من أجل الطفلة في فستان ورديّ وحذاء لامع وشعر مسدول قطّعته أيادي الحرب السوداء، كنت وما زلت أكتب من أجل ذلك الشغف والاشتياق، من أجل ماضٍ عابق بذكريات لا أدري كيف أصنّفها، أكتب من أجل عاطفة بدأت تتبلّد داخلي، من أجل مشاعر كدت أنساها. نعم، بكل صراحة ودون خوف من الاعتراف، أكتب من أجلي أولاً. رضيع يبحث عن أبيه وأمه تعالج «مجموعة هُنَّ» بعض القضايا من خلال القراءة وتلتفت إلى إصلاح ما يلحق بالمجتمع جراء انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانشغال الناس بها عن أطفال وتحكي في هذا الإطار الكاتبة مي شبقلو قصتها: كانا يجلسان على طاولة مربعة الشّكل في أحد المطاعم الشّعبيّة، هو لا ندري إن كان يحدّق بها أم أنّه يجول بعينه بحثاً عن فتاةٍ جميلة تروقه هي شاردة بأفكارها، لا ندري إن كانت تفكّر في حياتها معه أم أنّها تحلم بشخص آخر يُنسيها ما عانته معه طوال تلك السّنين.. بجانبهما جلس الرضيع الصّغير، الّذي لا يتجاوز السّنة من عمره في كرسيه الخاصّ ذي العجلات الأربعة، وكان يحدّق بهما مبتسمًا محاولاً جذب انتباههما، لكن، عبثًا كان يحاول، وبعد محاولات عديدة وفاشلة، صار بدوره يُنقّل نظره بين الحاضرين ويوزّع ابتساماته البريئة، بحثاً عن أحد يداعبه ويردّ على رغبته في اكتشاف الحياة وكلّ الأمور الغريبة التي تحيط به، فجأةً، وفي اللّحظة نفسها، مدّ كلاهما يده ليأخذ هاتفه المحمول من على الطّاولة، تسمّرت عيناهما على الشّاشة الصغيرة ثمّ دخل كلّ واحد عالمه الخاصّ وأغلق الباب وراءه بإحكام، وما عاد يشعر بكلّ ما يدور حوله، حتّى بالرضيع! الذي ظلّ وحيدًا، حائرًا يبحث عن أمّ وأب يعلّمانه كيف يكبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©