الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريميّات».. قصص تعزز الهوية الإماراتية

«ريميّات».. قصص تعزز الهوية الإماراتية
29 ابريل 2014 19:39
مع كل معرض للكتاب، وأحياناً من دون مناسبة، تفاجئنا الكاتبة الفنانة التشكيلية ريم المتولي بفعل ما، نقف عنده متأملين، إما إعجاباً بإنسانية الفكرة كما حدث مع كتابها عن «الصداقة/ الصدقة) في العام الفائت، وإما مندهشين لقدرتها على خوض غمار تجارب جديدة عليها، بجسارة إبداعية لافتة، وعن سبق إصرار وترصّد للثيمات الغائبة، أو النادرة، في حياتنا الثقافية.. كأني بها، تتفكّر فيما ينقص ثم تحاول سدّ الثغرة على قدر ما تتيح لها موهبتها وقدراتها على الإنجاز. الاتحاد الثقافي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2014، تطل ريم المتولي بوجه الكاتبة/ الباحثة التي طوّعت بحثها التاريخي عن قصر الحصن ومتابعتها الكرونولوجية الدقيقة لتطور اللباس التقليدي في الإمارات، لكي تقدم إصدارات جديدة تحت اسم ريميّات، لكنّ الإصدارات هذه المرّة موجّهة للأطفال، على اختلاف أعمارهم.  وعلى الرّغم من أنّ د. ريم لم تكن قد وطئت أرض هذا المضمار - أي النّشر للأطفال - إلّا أنّها ونتيجة ما تعانيه المكتبة العربيّة من نقص حادّ في هذا النّوع من الإصدارات، فقد قرّرت أن تبدأ، وأن تكون تلك البداية مع أربع قصص، هي (زيارة إلى قصر الحصن، برج خليفة، خيول وقبّعات، لنعلب لعبة الملابس)، من خلال ثلاث شخصيات رئيسة في تلك الأعمال، هي: شيمة وشمّة وهزّاع، وهؤلاء الأطفال ينتمون إلى أسرة واحدة، وعند كل طفل حيوانه الّذي يحبّ، عْمِار جمل شيمة، ومطروش صقر هزّاع، والملكة زيتونة قطّة شمّة. آثرت د. ريم في بداية هذه المجموعة أن تظهر أنّ الأطفال ينتمون إلى أسرة، حيث والدهما سيف، ووالدتهما حمدة. ولدى سؤالها عن طبيعة هذه القصص وفحواها، قالت: «القصص لا تقدم مادة ترفيهيّة فقط للأطفال، إنّما تعمد إلى نشر المعرفة من خلال معلومات تأتي على شكل ومضات، أو لنقل جرعات خفيفة، يستطيع من خلالها الطّفل التّعرّف إلى بلدان، وأشخاص مشهورين على مستوى العالم، ورموز، ومسابقات، وعادات وتقاليد الشّعوب، وغير ذلك ممّا يمكن أن يثري فكر الطّفل، ويقدّم له مادّة مفيدة عبر قالب حواريّ طريف يعتمد على الحوار بين الشخصيّات، ما يمنح الأطفال فرصة تمثيل الحوار الموجود في كل قصّة». ولكي تحصل ريم على هذه القصص التربوية، والشيقة، في الآن نفسه.. كان عليها أن تعمل لمدة أربعة أشهر بشكل شبه دائم، حيث استلزمت القصص وقتاً وجهداً وتفكيراً بين كتابة نصّ عربي، وآخر إنجليزي، بالإضافة إلى الرّسم والإخراج. كان لكل مرحلة من المراحل صعوباتها الخاصة، لكن الهدف تحقق وهو أن يصل كلّ ما في القصص من أفكار بذات الرّوح للقارئ الطّفل سواء كان ناطقاً بالعربيّة أم بالإنجليزيّة، فلم تكن المسألة تتعلق بالتّرجمة فقط - علماً بأنّ كل قصة كتبت بلغة، ثم تم دمج النّصين العربي والإنجليزي من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة ارتأتها د. ريم بالتّعاون مع يونيفرسال للطباعة والتوزيع، والبيت الملكي للنّشر، ليس فقط مضموناً، إنما شكلاً، وخطّاً وألواناً. ومثلما جمعت القصص الأربع بين لغتين، وطرحت مجموعة معلومات محليّة من المجتمع الإماراتي تصلح لأن تكون عالمية، كذلك جمعت بين الأفراد الذين كانوا من ضمن فريق العمل الذي مثّل مجموعة من الدول، وهذا جزء من الهدف العام للعمل، أي التقاء الثّقافات للخروج بمجموعة قصصيّة تأمل د. ريم المتولّي أن تجذب ليس فقط اهتمام الأطفال العرب والأجانب، إنما المؤسّسات التعليمية والثقافية المعنيّة بتقديم محتوى جيد للأطفال، يطرح لهم أكبر قدر من المعرفة والأفكار الجيّدة والفنّ والإبداع في قالب لا يدخِل إلى نفوس الأطفال الملل، ولا يقدّم لهم إلا ما يمكن أن يفيدهم في حياتهم.  ولأنّ العمل المعرفي لم يعد في أيامنا هذه مقترناً فقط بالنص الكتابيّ، ولأن خيال الأطفال واسع ولا حدود له، فسوف ترافق هذه القصص دمى للشخصيات الرئيسة فيها، أي شيمة وشمّة وهزّاع، وكذلك عمار ومطروش والملكة زيتونة، وكذلك ألعاب من صُلب نصوص القصص، يمكن للأطفال أن يلتقوا بها في جناح خاص بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث يمكنهم استكشف أحد أقدم المباني في الإمارات، أو زيارة أكبر برج في العالم، أو لعب لعبة تبديل الثّياب مع الملابس العربيّة التقليديّة، أو الاطلاع على العادات، وتعلّم مفردات عربيّة، أو التعرّف إلى أطفال مرحين، وعلى حيواناتهم الأليفة. بقيت الإشارة إلى أن الجديد في تلك القصص المصوّرة أنها باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، وذلك لاستقطاب الأطفال من مختلف الجنسيّات، ولتقديم مادة شائقة لهم، ترافقها رسومات من روح النصّ. اختبار التجربة ساهمت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان في هذا المشروع، حيث قامت بتصويب بعض النقاط، وقرأت قصة (زيارة إلى قصر الحصن) قبل طباعتها في عدد من مدارس أبوظبي، وذلك لجسّ نبض الأطفال ومعرفة وقعها عليهم، ومدى اهتمامهم بها، وتأثرهم بطريقة كتابتها. واليوم، أول يوم من أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب، سوف تعيد الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان للأطفال قراءة مختارات من تلك القصص، في جناح قامت د. ريم المتولي بتصميمه خصيصاً لهذه المناسبة، والجناح مصمم من روح القصص الأربع، ومن المعلومات والأفكار والرسومات التي جاءت فيها. والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، هي المستشارة الفنية لسلسلة «ريميات» لكتب الأطفال المصورة. ولدت في أبوظبي عام 1991 م، وتخرجت في كلية علوم الإدارة بجامعة زايد، وتعمل الآن على إنجاز أبحاث علمية تحت إشراف أساتذة الكلية حول أهمية وقيمة التعليم في دعم المعرفة والتنمية البشرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. دفعها حبها الشديد للقصص الخيالية، والأدب بشكل عام، إلى كتابة مجموعتها القصصية الأولى الموجهة إلى الأطفال، وهي بعنوان «الأميرة المفقودة»، كما دفعها اهتمامها بالأدب إلى تأسيس «دار النشر الملكية» التي تهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على أروع ما كتبه الأدباء المبدعون. وفي عام 2013 م، أطلقت الشيخة شما مبادرتها «تبون تقرون؟»، التي تهدف إلى تعزيز الرغبة في القراءة بين النشء، وذلك عبر توفير جو مفعم بالألوان والمتعة خلال زيارة الأطفال للمستشفيات أو إقامتهم فيها، انطلاقاً من مبدأ الاستشفاء بواسطة القراءة واللعب. وانطلاقاً من قناعتها بأنه على الأطفال أن يستسيغوا مختلف الثقافات والتراث العالمي، تعاونت الشيخة شما مؤخراً مع الكاتبة الدكتورة ريم المتولي كمستشارة فنية للعناوين الأربعة الأولى، في هذه السلسة التي تهدف إلى تعليم الأطفال في الإمارات عن قصر الحصن ذلك المكان التاريخي المميز، والكثير عن الأزياء التراثية الإماراتية، وذلك جنباً إلى جنب مع منجزات العلم الحديث ومخترعاته التي تزخر بها أرجاء البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©