السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي.. صباح للكتاب

أبوظبي.. صباح للكتاب
30 ابريل 2014 13:25
فريق العمل:شهيرة أحمد - إبراهيم الملا - جهاد هديب- ساسي جبيل- محمد وردي- فاطمة عطفة - محمود عبدالله ********* الاتحاد الثقافي بالنسبة لكل من يعشق الكتاب، أو يتصل به من قريب أو بعيد، لن يكون اليوم عادياً ولا يشبه في تكراره الأيام التي سبقت.. فاليوم، آخر أيام أبريل، يأتي حاملاً هدية استثنائية، هي في أقل تقدير دعوة غير مؤجلة على شرف الكتاب، للسكن في أفياء المعرفة لستة أيام مكتنزة بالفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة. اليوم.. تدخلنا أبوظبي إلى طقس الكتاب، تعيد له شيئاً من بريقه المسلوب بأطباق الفضائيات وغير الفضائيات... تنزله المنزلة التي يستحقها في قلوبنا وحياتنا.. وتعلن من جديد زاد الكتابة الهاربة إلى شفق الروح، ووعود القلب، وألق الغبطة التي لا تغدو حقيقة إلا بين دفتي كتاب. اليوم.. تخرج أبوظبي أرواحنا من العطالة، تعيدها إلى العمل، تهبها قوساً سحرياً تصطاد به ما لذّ وطاب من طرائد المعرفة التي ترقد في المتون بانتظار العشاق الباحثين عن مكنوناتها. اليوم.. تمتلئ صالات مركز أبوظبي الوطني للمعارض برواد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي بلغ الرابعة والعشرين من العمر، سن الشباب التي تفور بالقوة والفعل الاقتحامي والجرأة على اختبار العوالم المختلفة، والإيغال في الفكرة، أي فكرة، إلى آخرها.. سن المخيّلة المفرودة إلى أقصاها، والاغتراف من احتمالات المستقبل الواعد بعين البصيرة، فيما القدمين راسختين بقوة في أرض المعنى. بيد أن الرابعة والعشرين أيضاً هي العتبة الأخيرة قبل الدخول في حسبة أكبر من السنوات، أعني حسبة القرن، فالمعرض في العام المقبل سيبلغ الخامسة والعشرين من العمر... أي أنه الآن في السنة التي تسبق يوبيله الفضي.. سنة واحدة أظن أنها حاسمة في تعزيز ملامح المعرض. بدايتها شعر بالشعر تفتتح أبوظبي معرض الكتاب، مستعيدة قامة سامقة من قاماته، تستخرج من الذاكرة صاحب «خير جليس»، تستقبل شاعراً لا يشبه إلا نفسه، المتنبي... الآتي من كهوف الشعر النورانية وحوافه العالية ممتطياً صهوة الحكمة، مخفوراً بنبوءات الشعر ورذاذ الدلالات... تفتح مغارة السحر الشعري، تطلق الحروف من سباتها، تحررها من الغبار والإهمال لتدب الحياة في مفاصلها، وتعلن عن موهبة فذّة، من ذلك الطراز الذي لا يجود به الزمان، إلا لماما... اليوم.. تصنع لنا المدينة أيضاً، مساء خاصاً جداً، إذ تقدم لنا زبدة الشعر لسيد الكلمات في ترنيمة عذبة ووجبة سائغة للعقول... تفرش لنا ملاءة روحية واسعة، تفتح القلب على صباح طال انتظاره... صباح القراءة... صباح المعرفة التي ستصافح عيوننا من جديد... في كتاب هنا، أو بيت من الشعر هناك، تأخذ الأطفال من بلادة الألعاب الإلكترونية إلى أفياء الإبداع الذاتي.. تدرب الأصابع على اللون وتدخلهم في لثغته، ولوثته، لينطلقوا مثل عصافير الحلم في فضاءات المكان. اليوم، تنطلق الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في «مركز أبوظبي الوطني للمعارض» وعلى مدى ستة أيام نتمنى أن يكنّ سمان، كما يوحي البرنامج الذي أعده منظمو المعرض، سيكون في وسع الحياة أن تحلو قليلاً... قضايا شائكة في أولى فعالياته التي تقام في «الخيمة» يقدم لنا البرنامج اقتراحاً لفهم العالم، من خلال مئتي خريطة وضعها الدكتور فرانك تيتار، في محاولة للإجابة على أسئلة مقلقة: ما هي الاتجاهات العالمية التي من شأنها أن تشكل عالم الغد؟ الدين والعولمة المالية، وتدفقات الهجرة، والانفجار السكاني، والإمدادات الغذائية والحصول على المياه، والطاقات الأحفورية والمتجددة، والصراعات والتهديدات الجديدة.. موضوعات شائكة بلا شك، لكن يمكن من خلالها رسم وجه المستقبل الإنساني الذي يعاني على ما يبدو من شروخ عميقة، لكن فهم مستقبل العالم لا يمكن أن يتم بمعزل عن فهم ماضي البشر.. هنا، يمكن القول إن قراءة التاريخ البشري المتهاوي أو الذهاب مع جوناثان ليندستروم في متاهات الحياة والموت الوحشي لرجل يبلغ من العمر ثلاثة آلاف سنة، أو الغوص وراء أحجية الوعي، للوقوف على المفاهيم التاريخية للروح، والفزيولوجيا العصبية المعاصرة وقضايا علمية وفلسفية تتعلق بالوعي والموت والدماغ، كل ذلك، يمكنه أن يتيح لنا إعادة تركيب صورة الحياة البشرية في فجرها الأول. وبين الاثنين: المستقبل البعيد والماضي النائي تحضر مشكلات آنية، راهنة، ولاهبة قرر منظمو المعرض أن يدرجوها في الحسبان في مقدمتها موضوع الإسلام السياسي وما يجري في العالم العربي من حراك مجتمعي: صعود وسقوط الإسلام السياسي وما يطرحه على العقل المسلم من تحديات لحظوية بالغة الدقة والخطورة، الدين والتدين الذي أدى إلى تضخيم الدين بحيث صار ما هو اجتماعي أكبر من المنطوق المطلق للدين، كون الدين يقدم ذاته كحقيقة مطلقة قادمة من خارج الاجتماع، الدين والدولة والإسلام السياسي، هذا السجال المنطلق بلا توقف في أزمنة التغيير التي تمرّ بها بعض المجتمعات العربية، الإسلام السياسي في الكاريكاتير وهل كان موازياً للسواد الأعظم من الكتاب والمفكرين الذين يناقشون أسباب الظاهرة فقهياً وسياسياً، هل استطاع رسامو الكاريكاتير تقديم تجربة فكرية بصرية ونقدية تؤسس لتيار كاريكاتيري ملحوظ؟ أم كانوا على هامش الحدث؟ ولا سيما أن فِعل وقوة الكاريكاتير لم تعد كما كانت من قبل؟ قضايا شيّقة لكن الذين يجدون في فهم قضايا العالم الشائكة ما يوجع عقولهم وقلوبهم، يمكنهم فهم قضايا من عيار أقل تمت صياغتها على النحو التالي: من الصحافة إلى الأدب: أين الحقيقة؟ والحقيقة المطلوب رأسها هنا هي الانتقال الانتقال من الكتابة لوسائل الإعلام إلى كتابة الأدب، أو حشر رؤوسهم مع من يملكون رغبة فضولية في اكتشاف ما يجري وراء كواليس جوائز من طراز «نوبل» وكيف يتم اختيار الفائزين بجائزة نوبل في الآداب. وإذا كنت من المتحمسين، عزيزي القارئ، للجوائز بشكل عام، ثمة حوار في موضوعة الجوائز الأدبية في دول مجلس التعاون الخليجي التي ازدهرت في السنوات القليلة الماضية ما يستدعي مناقشة معاييرها ودورها.. وفي الحلقة نفسها تدور قضية أخرى فرضها - على ما يبدو - حصول آليس مونرو، على نوبل 2013 عن القصة القصيرة، ما أعاد اهتماماً كان قد بهت أو أصابه الفتور بالقصة القصيرة لأسباب كثيرة ليس آخرها طغيان الاهتمام بالرواية، على عادة العرب في تفضيل شيء ما على كل ما عداه، مواسم أو (مودات) ثقافية.. لا تدري كيف ولا لماذا تنفجر فقاعتها فجأة فتصبح مثار الاهتمام... أظن أن الإعلام هو الجاني الأكبر في هذه على الأقل. ثمة قضايا أخرى ربما تكون غائبة عن ذهن الدارسين أو نادرة الحضور في خريطة اهتمامهم، منها مثلاً: تأثير التقانات الحديثة في العادات القرائية لدى الناس في جميع أنحاء العالم، وهل أثرت أيضاً على الطريقة التي يكتب بها المؤلفون في أيامنا هذه؟، ومنها سؤال غالباً ما يُعتَنى بشق منه ويترك الثاني وهو سؤال المرأة الكاتبة: دائماً يتم التساؤل حول غياب الكاتبة قياساً بالكاتب، لكن في التجربة السويدية أمر لافت يستحق التوقف: الكاتبات السويديات منذ منتصف القرن التاسع عشر (لاحظوا...) حتى الآن؛ استطعن الهيمنة على المشهد الأدبي السويدي في الوقت الحاضر، كيف حدث ذلك؟ لا بأس في معرفة الإجابة، على الأقل لكي نرى تجربتنا في مرآة الآخر. هناك أيضاً طبيعة العلاقة بين كرة القدم والثقافة، حيث شكلت كرة القدم أزمة في الحقل الثقافي بين الاهتمام الاجتماعي الكبير لها عالمياً، مقابل انحسار الاهتمام بالثقافي، الذي ينادي بزيادة الاهتمام به دَفْعَاً بإنسان معرفي يساهم في التقليل من النتائج السلبية للصراعات في العالم. كيف تمتزج روح الرياضة بالثقافة؟ سنختبر هذا في المعرض. كما سنختبر طريقة في تدريس الأساطير والتاريخ من خلال التجربة السويدية التي سألت نفسها سؤالاً مهماً حول ماضيها: كيف يصف بلد تاريخه في المدرسة والأدب الموجه لأطفاله، كيف نتعامل مع الأسلاف، الفايكنج: أينبغي تقديمهم بوصفهم أبطالاً أم نَهّابين؟! ولعل واحداً من الموضوعات الشيقة هو المتمثل في موضوع: لينيوس والحياة البرية في شبه الجزيرة العربية حاضراً وماضياً، فقد كان إنجاز كارل لينيوس الذي صمد مع مرور الزمن وضعه «نظام التسمية الثنائية في علم الأحياء»، وهو نظام لتصنيف الكائنات الحية رسمياً، وتسميتها وفقاً لأجناسها وأنواعها. أرسل لينيوس تلميذه بيتر فورسكول لجمع البيانات في شبه الجزيرة العربية في عامي 1762-1763، فما الذي فعله هذا العالم الشهير بـ المها العربية، وتفاحة سدوم، وأسماك الببغاء، وطائر أبي منجل المصقول؟! وما هو التأثير المباشر وغير المباشر لعمله وتراثه العلمي على البحث العلمي وتقدمه في هذا العصر؟ سيناقش اثنان من علماء الأحياء يتخذان من دبي مقراً لإقامتهما التراثَ العلميّ الذي خلفه لينيوس مع كاتب سويدي متخصص في الطبيعة وعلى دراية بالحيوانات والنباتات في دولة الإمارات العربية المتحدة. في القوس السويدي المفتوح على تجارب الآخرين بقوة، ثمة قضية أخرى ستطرح: الثقافة البدوية.. هنا يمكن لزائر معرض الكتاب، والمهتم المتخصص، أن يطلع على التراث الثقافي والتحديات المعاصرة لنوعين من سكان الصحراء: سامي (سكان شمال السويد) والبدو في دولة الإمارات العربية المتحدة، هل هناك تشابه بين بدو الثلوج و بدو الرمال؟ حضور إماراتي تحضر الثقافة الإماراتية في برنامج المعرض عبر محورين: ماضي يهتم بالتراث وبعض مفرداته، وراهن يهتم بالمشهد الثقافي وما يجري فيه.. في الأول يتبدى التراث الشفاهي في الإمارات من خلال ثلاث فعاليات: واحدة عن مشروع «حكايات من الإمارات»، والثانية عن «البحر في الذاكرة الإماراتية» والثالثة عن الأغنية الإماراتية. أما «حكايات من الإمارات» فمشروع يشتمل على مجموعة من الحكايات الخرافية الأصلية التي تحفل بالمخلوقات الشبيهة بالبشر، والحيوانات الناطقة، والجان. وقد أعيدت كتابة تلك القصص على أيدي طلبة برنامج الجسر الأكاديمي في جامعة زايد، ووضع رسومها التوضيحية طلبة كلية الفنون والصناعات الإبداعية. ولسوف تقصّ حنان المرزوقي - رئيسة نادي (الخراريف) لرواية الحكايات - بعض قصصها المفضلة من المجموعة، وتقود مجموعة من فناني وكتاب ورواة جامعة زايد، ليشاطرونا إلهامهم وسيرورتهم الإبداعية في رحلتهم من خلال الحكايات، ويصطحبونا في جولة إلى الأيام الخوالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويستكشفوا تحديات الحاضر، ويتطلعوا إلى المستقبل باستخدام الفن القديم لرواية القصص التقليدية الإماراتية. وأما البحر في الذاكرة الإماراتية فهو أحد النوافذ والمنافذ للجغرافيا والقلب الإماراتي، مثله مثل صحرائها وجبالها؛ لذلك منَحَ الثقافة الإماراتية مجالاً استعارياً واسعاً، تم من خلاله كتابة وتأريخ نصوص إبداعية وتاريخية وفنية، من هذا المنطلق يتحدث بلال البدور وعبد العزيز المسلم عن بحر الإمارات. وأما الأغنية الإماراتية وأثر القصيدة الشعبية في تطويرها، فهو كتاب صادر عن دار الكتب الوطنية في 400 صفحة للباحث مؤيد الشيباني: (جابر جاسم؛ رحلة الكلمة والنغم: أسماء ونصوص ومدارات فنية حول الأغنية الإماراتية في أكثر من 50 عاماً).. وبمصاحبة الكاتب والملحن الإماراتي القدير عيد الفرج ستتم الإحاطة بتأثير قصيدة اللهجة الإماراتية الأم منذ 400 عام على الأغنية الإماراتية الجديدة. المشهد الثقافي المعاصر في الإمارات يتجلى من خلال ندوة بعنوان: «السعديات: وجهة ثقافية»، هذه الجزيرة التي تستعدّ لمستقبل فني، تعليمي، ترفيهي؛ لتكون قِبلة بمتاحفها وبقية مشاريعها من أجل اتساع عقلي وروحي، ينطلق من العاصمة الإماراتية أبوظبي، ستحضر على طاولة النقاش، لكي يتعرف الجمهور عن هذه الوجهة، وهذا المستقبل. بالإضافة إلى ندوة عن التجربة الثقافية في إمارة الفجيرة التي تشهد تحولاً ثقافياً ملحوظاً ومُكَمِّلاً للخريطة الثقافية لدولة الإمارات. حيث يعرض لنا الشاعر خالد الظنحاني مدير ديوان صاحب السمو حاكم الفجيرة، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الحالة الثقافية في الفجيرة، وتوجهاتها المستقبلية. وفي السياق، ونظراً لنشاط نشري بدأ يبرز في الدولة حيث افتُتحت أكثر من عشر دور نشر محلية خلال العامين المنصرمين، وبدأ مشهد النشر الإماراتي يغتني بالأفكار وتنوع الاهتمامات، سوف يكون لدور النشر الجديدة في الإمارات فرصة للحدث عن: الواقع والطموح من خلال لقاء مع ثلاث ناشرات جديدات هن: عائشة سلطان ، عائشة الكعبي، ومريم الشناصي. ومن القضايا المهمة التي يفتحها معرض الكتاب أيضاً، قضية الترجمة، حيث ينظم مؤتمر أبوظبي الثالث للترجمة تحت عنوان «الهوية والتواصل الثقافي» خلال الفترة من 2-5 مايو القادم بالتوازي مع المعرض. والترجمة واحدة من الأوجاع الضاربة في الحياة الثقافية العربية، والأرقام التي تحيط بها مرعبة، ما يجعل الاهتمام بها بحد ذاته مشروعاً حضارياً بامتياز. وإن كان في هذا الحقل نقاط مضيئة، فإن المشروع الإماراتي الرفيع «ترجمة» هو أكثرها ضوءاً بامتياز.. وتكفي نظرة على ما ترجمه المشروع ( تمكن من نقل معارف وعلوم متنوعة عن 13 لغة وترجمة أكثر من 700 كتاب) وفق ما قال الدكتور علي بن تميم في مؤتمر صحفي خاص بمؤتمر الترجمة الثالث، يقع على كنز حقيقي لا يحتاج فقط إلا لمن يقرأ. ما يعزز أهمية هذا المؤتمر هو أنه يقيم هذا العام 4 ورش عمل تدريبية يشرف عليها أكاديميون متخصصون في الترجمة يناقشون مجموعة من النصوص المتنوعة، يبحثون من خلالها أفضل الأساليب لنقل النص من لغته الأصلية مع الحفاظ على خصوصية اللغة والسياقات اللغوية والثقافية المتعلقة بها. ناقلين خبراتهم إلى 20 مترجماً شاباً من مختلف الدول العربية، يشاركون في الورش التي يقيمها. تفاصيل أخرى كثيرة هي التفاصيل التي يحملها برنامج المعرض، مما لا يتسع المجال لذكره، لقاءات مع الفائزين بجوائز الشيخ زايد للكتاب، ومع المرشحين للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العالمية للرواية العربية (البوكر)، ومؤلفون سيوقعون كتبهم، وقراءات شعرية، ومعزوفات موسيقية، واصدقاء سيلتقون بعد غياب، تجمعهم أروقة المعرض بموعد مسبق او على سبيل الصدفة.. كأنما المعرض صورة مصغرة جداً للحياة.. كأنه نزهة روحية نركض فيها حفاة على بلاط الوعي أو تشكلاته العتيقة.. لكن في غمرة هذا كله، يظل الكتاب أولاً وثانياً وثالثاً و... و... وعاشراً هو سيّد المشهد بامتياز... المتنبي مستعاداً... في احتفائها بهذه الشخصية التي تتوافر على مخزون استراتيجي هائل من الرمزية والأهمية في ذاكرة الشعر العربي، تحاول هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن تقدم للعالم ولرواد المعرض صورة شاملة عن شخصية المتنبي.. بدءاً بعرضٌ وافٍ لمشروع «واحة المتنبي»، وهو موقع متخصص، مؤسِّسه وراعيه الشاعر محمد أحمد السويدي. يضم كل ما له صلة بأبي الطيب المتنبي من شعر ومعلومات، مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة، والتعريف بالأماكن الواردة في القصائد، وإظهارها من خلال خرائط جوجل، وإغناء الموقع بالصور الفوتوغرافية والملفات الصوتية والمرئية، وتسليط الضوء على كثير من العناصر الواردة في الأبيات، منها: أسماء الأعلام، أسماء القبائل، مفردات لغوية، شجرة الأنساب... إلخ. ومروراً بـ «محطات في حياة المتنبي» التي يتم فيها استعراض لرحلة اكتشاف من بيت المتنبي في مدينة حلب، ومشروع تحويل البيت إلى متحف رصداً لمحطات حياته بين حلب والكوفة، و«تصحيح النظرة إلى المتنبي» من خلال مساهمة هندية تعود إلى القرن الثامن عشر في الأدب العربي الكلاسيكي، تتمثل في كتاب «شفاء العليل» الذي وضع في الهند عام 1782 على يد الشاعر والمؤلف آزاد البلكرامي. وانتهاء بسؤال مفاده: «مُعجز أحمد» إلى أين؟ إذ من المتعارف عليه أن «معجز أحمد» المنسوب لأبي العلاء المعري هو أحد أهم شروح ديوان المتنبي، بيد أن الشاعر والباحث زهير ظاظا لديه ما يدحض ذلك... من خلال عدة تفنيدات. لكن الأهم، هو جناح المتنبي في المعرض الذي سيقدم في مكان واحد، مكتبة عالمية متخصصة جُمعت فيها المؤلفات التي كُتبت عن المتنبي ودواوينه الشعرية والرسائل الجامعية التي تم إعدادها عنه باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وغيرها من اللغات.. بالنسبة لعشاق المتنبي ودارسيه والمهتمين بأمره، سيبدو هذا الجناح «صيد المعرض الوفير». ناهيك عن المعرض الفني التشكيلي الذي يقام طوال أيام المعرض من وحي شخصية وشعر المتنبي، ويشارك فيه مجموعة من الفنانين الذين يقدمون فيه رؤى فنية مختلفة عن الشاعر الكبير وأعماله الشعرية التي ألهمتهم. المعرض في أرقام يستقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية والفنية والمجتمعية، وتلك الخاصة بالأطفال، وهنا ما تقوله الأرقام: ? عدد دور النشر المشاركة: 1125 دار نشر بزيادة 100 عارض عن العام الماضي مما يشكل زيادة بنسبة 10%. ? عدد المشاركات التي تم رفضها لعدم توفر المساحة: 98 دار نشر. ? عدد دور النشر التي تشارك لأول مرة في المعرض: 120 دار نشر من ضمنها 16 عارض محلي. ? عدد الدول المشاركة: 57 دولة. ? عدد زوار العام الماضي: 225000 ? عدد الزوار المتوقع: 250000
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©