الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلافاً لغيره

11 يناير 2015 23:15
يلتقي منتصف نهار اليوم بتوقيتنا لا بتوقيت أستراليا، المنتخبان الشقيقان العراقي والأردني، وهو ثاني لقاء بين الأشقاء، بعد أن سبقه إلى ميدان المواجهة المباشرة الشقيقان الإماراتي والقطري، وعلى الرغم من أن هذه الصفة – الأخوة - التي لا تعدلها صفة تفقد الكثير من أركانها لمدة تسعين دقيقة، إلا أنه افتقاد محمود يدخل في باب التنافس، من أجل التميز لذا فإن النقاط التي تهدر فيه لا تجلب الأسى، مثل تلك التي تطايرت من بين الأيدي والأقدام أمام الأستراليين والكوريين والصينيين. مباراة اليوم من حيث الإطار العام تكاد لا تختلف عن غيرها في جزئية معاناة المنتخبات العربية المشاركة في الأمم الآسيوية إجمالاً من سوء التحضير، والفرق التي شاركت في «خليجي 22»، بما فيها الفائز بذهبها الذي لم يكن في الأيام الأولى متمتعاً بصفات من سيحمل الذهب، كانت تصيح على لسان إدارييها صباح مساء أنهم وصلوا إلى الرياض استعداداً للظهور بمظهر لائق في أستراليا وها هم قد دخلوا أرض القارة التي ليلها صبح عندنا وما زالوا يصرون على أنهم لم يبلغوا بعد ما يؤهلهم للظهور بمظهر لائق. لا شك أن كرة القدم خطط في الميدان، إذ يرسم المدرب وينفذ اللاعبون، وهي كذلك خطط خارج الميدان، إذ يرسم الإداريون، وينشر الإعلاميون، وعلى الجمهور أن ينتظر، ويقارب ويوازن بين أقوال هنا وأفعال هناك وبطولة تجر أخرى، والمستوى الفني يتراجع في الميدان والأداء الكلامي يكبر في الإعلام. ولكي يدرك أهل التصريحات المراوغة انهم لن يخدعوا إلا أنفسهم فإن الجماهير الكروية أرسلت في الكثير من البلدان والأحيان رسائل شديدة اللهجة وصلت إلى حد هجر المدرجات في ساعة العسرة والحاجة إلى امتلائها، إنها رسائل ليست للأوطان وإنما للإداريين الذين يكثرون الثرثرة ظنا منهم، وهو من الظن الآثم أنهم يمتلكون صكوك التصديق بما انعكس على النتائج والنفسيات معاً، بل حتى على المزاج الشعبي عموماً. مع انطلاق الأمم الآسيوية عادت الجماهير تتحلق حول المنتخبات مؤجلة الخلاف مع إداريين ومدربين حتى انكشاف سماء ميدان الدور الأول من غبار المواجهات وهو غبار صيرته التكنولوجيا إعلامياً فحسب.. وفي هذه الجزئية يكاد المنتخب العراقي يختلف عن غيره من المنتخبات - ليست كلها - إذ تقف الجماهير بقوة مع المدرب راضي شنيشل لأن هذه الجماهير هي التي اختارته في حقيقة، الأمر وما كان دور اتحاد الكرة بالمجيء به من قطر معاراً معززاً إلا في تدبيج الخطاب رسمياً للأشقاء الكرماء.. ميزة قد تصلح الكثير مما تصدع، وقد تحقق حلما بطرق لم تخطر على البال، إنها أسرار الكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©