الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم «الشفاعة».. ينالها السعداء من العباد

22 يونيو 2017 21:43
محمد أحمد (القاهرة) «الشفاعة»، هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة في يوم الحساب، وهي ملك لله وحده، وجاء في القرآن ما يدل على حدوثها يوم القيامة قال تعالى: (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، «سورة الزمر: الآية 44»، ولكي تتحقق لها ثلاثة شروط أخبر بها الله تعالى، وهي رضا الله عن الشافع وعن المشفوع وإذن الله للشافع أن يشفع. ودلت نصوص الكتاب والسنة على إثبات الشفاعة في يوم القيامة، قال ابن كثير: الشفاعةُ لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه، وأذن له فمرجعها كلها إليه، وهو المتصرف في جميع ذلك، وذكر العلماء أنها تنقسم إلى قسمين: الأول: الشفاعة العامة، أي أن الله تعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن لهم بالشفاعة فيهم، وهذه الشفاعة ثابتة للنبي ولغيره من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهي أن يشفع في أهل النار من عصاة المؤمنين أن يخرجوا من النار. والثاني: الشفاعة الخاصة أي التي تختص بالنبي وأعظمها الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة، حين يلحق الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، فيطلبون من يشفع لهم إلى الله عز وجل أن يريحهم من هذا الموقف العظيم، فيذهبون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى وكلهم لا يشفع حتى تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم ويشفع عند الله عز وجل أن يخلص عباده من هذا الموقف العظيم، فيجيب الله دعاءه، ويقبل شفاعته، وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله به في قوله: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)، «سورة الإسراء: الآية 79». ووردت أحاديث كثيرة لأسباب نيل الشفاعة، ومنها قراءة القرآن، والصيام، والدعاء بما ورد بعد الأذان، وكثرة المصلين على الميت، وكثرة الصلاة، والصبر والاحتساب في موت الأبناء، ومصاحبة أهل الإيمان، قال أبو هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوةٌ مستجابة، فتعجَّل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله مَن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا». جاء في خواطر الإمام الشعراوي عن قوله تعالى: (... مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ...)، «سورة البقرة: الآية 255»، يخبر الله سبحانه وتعالى إن الشفاعة لا يمكن أن تكون إلا لمن أذن له أن يشفع، فهي ليست حقا لأحد، ولكنها عطاء من الله، إن هؤلاء الذين افتروا على الله بالشرك به، واتخذوا أصناما لا تضرهم ولا تنفعهم، يقولون عنها إنها تشفع لهم عند الله في الآخرة، ويأمر الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ المشركين: هل تخبرون الله بشريك لا يعلم الله له وجودا في السموات ولا في الأرض، وهو الخالق والمُنزه سبحانه عن أن يكون له شريك في الُملك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©