الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجن والشياطين.. مكلفون وسوف يحاسبون

22 يونيو 2017 21:41
محمد أحمد (القاهرة) المخلوقات من عالم الغيب، تقوم بعبادة الله عز وجل، وتنقسم إلى «إحياء» غيبية، وهم الملائكة والجن والشياطين، و«كائنات» غيبية، وتشمل الجنة والنار، ويقصد بالغيب كل ما غاب عن الحس ولا نعلم عنه سوى ما أثبتته النصوص الشرعية. يقول المفسرون كلمة الجن، مأخوذة من الاجتنان، وهو التستر والاستخفاء، وهم نوع مخالف للبشر والملائكة خلقهم الله من نار وكلفهم بالشرائع، فمنهم العاصي، ومنهم المطيع، يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتناسلون ويرون البشر من حيث لا يرونهم. كلف الله الجن بصفة خاصة والإنس معهم بعبادته وعدم الشرك به، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)، «سورة الذاريات: الآية 56». وروي في الصحيحين ما يدل على إسلام الجن، قال عبدالله بن مسعود: «كان من الإنس يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم، فنزلت: (أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)، «سورة الإسراء: الآية 57»، وأقر مؤمنو الجن بإفراد العبادة لله في قوله تعالى عنهم: (وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً)، «سورة الجن: الآية 2»، وكذلك نزه الجن الله عز وجل من أن يكون له صاحبة، كما ادعى المشركون، أو أن يكون له ولد كما زعم اليهود في عزير، والنصارى في عيسى بن مريم، وذكر القرآن أنهم قالوا: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً)، «سورة الجن: الآية 3». أما مردة الجن وهم الشياطين، هم الذين زينوا للبشر من الكفرة، عبادة غير الله وهو ما أقسم عليه إبليس، فقال تعالى عنه: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً)، «سورة النساء: الآيات 118 - 119». يسمع الجن أذان الصلاة ويشهدون للمؤذن مع من يشهد يوم القيامة. ذكر أبو سعيد الخدري أنه سمع النبي يقول: «إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فأرفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت الأذان جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة»، كما انهم يستمعون للقرآن ويعجبون به ويهتدون بهديه، قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً)، «سورة الجن: الآيات 1 - 2». أما جزاء الكافرين والعصاة من الجن، فقد اتفق المسلمون على انهم في النار لقوله تعالى: (وَلَ?كِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، «سورة السجدة: الآية 13»، واختلف العلماء في ثواب مؤمني الجن فقال الجمهور: إنهم يدخلون الجنة، وقيل يكونون في ربض الجنة - أي أدناها-، وقيل: هم من أهل الأعراف، لكن أبو حنيفة قال: ثوابهم النجاة من النار ثم يصيرون ترابا، وقال الإمام النووي: «الصحيح أنهم يدخلونها ويتنعمون فيها بالأكل والشرب وغيرهما».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©