تزايد ظاهرة ركوب الحافلات ليلاً كوسيلة للترفيه

زاد إقبال سكان مدينة أبوظبي على حافلات النقل العام في الخطوط الداخلية وفي المسارات الجديدة التي توصل المصلين إلى مسجد الشيخ زايد مع حلول رمضان وصعوبة إيجاد سيارات الأجرة، خصوصاً في فترة الليل التي تمتد من الساعة الثامنة مساءً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، حسب مصدر من دائرة النقل والمواصلات· ونشأت مشكلة في فترات الصباح في الخطوط التي لا يصل إليها النقل العام، مع ندرة توافر سيارات أجرة للتنقل الداخلي، حيث يبقى الراكب منتظراً لأكثر من ساعة أحياناً ليستقل سيارة أجرة، وشدد مصدر الدائرة على أن الحافلات لا تعمل ضمن خطوط ثانوية وفرعية· وفي المقابل، تتزايد ظاهرة ركوب الحافلات ليلاً من دون النزول في أماكن محددة كوسيلة ترفيهية لعدد من الناس، بالإضافة إلى الاستفادة من التكييف في الجو الحار· ويرجع مصدر من دائرة النقل والمواصلات السبب إلى مجانية التنقل في الحافلات في الخطوط الداخلية، التي تنتهي في ديسمبر، فتشرع الدائرة في تطبيق نظام دفع ثمن الرحلات في الخطوط الداخلية، إنما بتعرفة منافسة للنقل الخاص من أجل تعزيز مفهوم النقل العام لدى جميع الفئات والطبقات· تأخرت ميرنا عن عملها في واحدة من المدارس الخاصة، وهي تنتظر لأكثر من ساعة لتنتقل من شارع المطار إلى شارع المرور، ولم تقِها المظلة من حرارة الجو، وأشارت بيدها إلى لوحة مواعيد مرور الحافلة قائلة ''سأستقل الحافلة إذا توافرت لي الآن·· أتحاشاها أحياناً لازدحام العمال فيها، وتثير اشمئزازي بعض الروائح، لكن الوضع ليس مختلفاً في معظم الأحيان مع سيارة الأجرة''· وتعود تلك اللائحة إلى الخطوط القديمة للحافلات، كما أشار مكتب الدائرة، إذ تتركز خطوط النقل العام الأربعة في الشوارع الرئيسية· وتعد هذه المرحلة انتقالية بالنسبة للدائرة الحديثة العهد (أُسست عام 2006)، وتخضع للدراسة والمراقبة قبل إطلاق الحافلات الجديدة التي تتسلم الدائرة دفعتها الأولى (100 من أصل 500 حافلة) في ديسمبر هذا العام· وكانت الدائرة حددت مواقيت جديدة تتماشى مع تأخير الدوام الرسمي للعمل خلال رمضان، فتبدأ رحلات الحافلات في الساعة الثامنة صباحاً وتعود بعد رمضان إلى الانطلاق عند الساعة السادسة صباحاً· كما استحدثت تمديداً لخطوط داخلية لتصل المصلين بمسجد الشيخ زايد· وشهدت هذه الخطوط إقبالاً كثيفاً خصوصاً في فترة الإفطار، حيث تفتح أبواب المسجد للصائمين دون تفرقة· أحمد الذي يعمل سائق أجرة منذ 12 سنة في شوارع أبوظبي، يرى أنه ليس بوسع النقل العام حل مشكلة التنقلات قائلاً ''زاد عدد سكان أبوظبي في فترة قصيرة جداً''، ويقول ''كنت أرى راكباً أو اثنين يخرجان من فيللا لانتظار سيارة أجرة، أما الآن فمن المكان عينه يخرج 12 شخصاً وأحياناً أكثر''· يذكر أن الدائرة وضعت خطة لإدخال 1360 حافلة نقل عام جديدة بمعايير عالمية في الخدمة بحلول 2010 بمعدل 2000 رحلة يومياً· وتسعى الدائرة إلى توفير أنواع مختلفة من الخدمات، منها خدمة المسار السريع الذي ينقل الراكب من نقطة ''أ'' إلى نقطة ''ب'' دون توقف مقابل تكلفة تزيد عن الانتقال بين النقطتين مع توقف لعدة مرات، بالإضافة إلى ''سرفيس ماكس'' التي توفر نوعاً من الرفاهية للراكب بهدف إرضاء كل الفئات لتستخدم النقل العام·