احتدام المواجهات السياسية بين أنصار خامنئي ونجاد

احتدمت المواجهات والجدل بين أنصار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد أمس حول قرار الأخير إقالة وزير الأمن حيدر مصلحي. ونشرت وسائل الإعلام الناقدة للحكومة الإيرانية في سابقة، مهاجمة هاشمي رفسنجاني لحكومة نجاد في خطاب ألقاه أمام مجلس الخبراء قبل شهر، واصفا إياها بـ”الخطيرة وتضم شخصيات منحرفة”، وسط تفجيرات تبلبل المشهد الأمني ودفعت نوابا إيرانيين للتحذير من مغبة انفجار الوضع الأمني في أصفهان. وانتقد ممثل خامنئي في صحيفة (كيهان) حسين شريعتمداري نجاد بسبب إقالته وزير الأمن حيدر مصلحي، وقال إنه “كان ينبغي على نجاد عزل مستشاره رحيم مشائي طبقا لأوامر خامنئي بسبب تصريحاته السابقة حول صداقة إيران لإسرائيل”. وحذر شريعتمداري نجاد من “وجود تيار منحرف لايزال يحاصره ويملي عليه إملاءات منحرفة” كما حصل في إقالة وزيري الأمن السابق والأسبق. واتهم التيار المقرب من نجاد بأنه “يسعى إلى ضرب مكانة المرشد الأعلى والتقليل من قيمته”. في السياق ذاته اقترحت حكومة نجاد على مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) تحويل وزارة الأمن إلى منظمة أمنية للتقليل من مكانة مصلحي، لكن البرلمان رفض ذلك الاقتراح. وفي شأن متصل أعلنت مصادر أمنية إيرانية عن وقوع انفجارات في شارع الإمام علي بمحافظة عيلام غرب إيران فيما يستعد نجاد لزيارة المدينة. وقالـت إن الانفجـارات لم تسفـر عن سقوط ضحايا لكنـها تسببـت بخسـائر مادية، مضيفة أن “الانفجار كما يبدو رسالة مهمة لنجاد الذي يزمع زيارة المدينة، حيث سيمر موكبه في الشارع الذي شهد الانفجار”. وحذر النائب البرلماني حسين كامران وزير الداخلية محمد نجار من مغبة انفجار الوضع الأمني في محافظة أصفهان وسط إيران. وقال كامران “حـذرنا الرئيس احمدي نجاد في العام الماضي وقلنا إن الفلاحين في أصفهان يعانون من مشاكل ويجب تسوية مشاكلهم، واليوم نقول إذا انفجرت الأوضاع الأمنية في أصفهان فإن وزير الأمن محمد نجار هو السبب لأنه لم يلتفت إلى مشاكل هؤلاء”. وكان إيراني يعمل في بلدية مدينة بوشهر جنـوب إيـران قد أحـرق نفسه وتوفي في الحال اعتراضا على عدم منحه المكافآت الشهرية. من جهة أخرى وصف هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام حكومة نجاد بأنها “حكومة غير مستقرة وخطيرة وتضم شخصيات منحرفة”. وقال في خطاب ألقاه أمام مجلس الخبراء قبل شهر ونشرته صحف إيرانية أمس في سابقة، “كما تنبأت بعد انتخابات الرئاسة فإن بعض الأشخاص في الحكومة الذين انتقدوني وهاجموني، لم يقفوا عندي بل وصلوا إلى مقام خامنئي وهذا هو هدفهم”. وقال إن الحكومة عطلت 6 آلاف معمل لإنتاج المواد الغذائية وأبقت على 6 آلاف معمل بسبب مشروعها الاقتصادي. وأضاف “لاتوجد هناك حالة تنمية ولم يطلع الشعب على الأرقام الحقيقية للتضخم والبطالة”. إلى ذلك طالبت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي، لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالتحقيق في الاضطرابات التي حصلت في الأحواز جنوب إيران والتي تسكنها قبائل عربية إيرانية قبل ثلاثة أيام وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.