سكان أبو شغارة يشكون ازدحاماً مرورياً بسبب معارض السيارات

تشهد منطقة ''أبوشغارة'' ازدحاماً مرورياً يفاقم من شدته وجود معارض لبيع المركبات المستعملة، رغم مطالبات أهالي المنطقة بمنع تلك المعارض من استغلال المواقف العامة لعرض سياراتهم· ناشد سكان في المنطقة مجدداً البلدية بتسريع نقل جميع معارض السيارات في ''أبوشغارة'' إلى سوق السيارات الجديد المزمع إقامته في ''الرقعة الحمراء''، والذي يتوقع أن يتم خلال عامين· وقال أحمد عقلة وهو مقيم في ''أبوشغارة'' إن ''الرقعة الحمراء حلم نأمل أن يصبح حقيقة''· وبات كثير من سكان ''أبوشغارة'' يرون أنه لم يعد يصلح ليكون حياً سكنياً، ''فالسوق اغتال هويته''، بحسب زياد أبو حبة الذي حل ضيفاً على عمه القاطن في الحي· ووصف حسين عطا الله- موظف- الحي بأنه ''أكبر مثال على التلوث والازدحام والاختناق المروري والضغط النفسي''، خصوصاً في شهر رمضان المبارك· وتعد إمارة الشارقة ثاني أكبر سوق للسيارات المستعملة في الشرق الأوسط، حيث يبلغ عدد معاملاته 186 ألفاً في العام· كما تعتبر سوق السيارات بالإمارة من أقدم الأسواق على مستوى المنطقة· وتشغل منطقة أبو شغارة وحدها 70% من مجموع تسجيلات السيارات المستعملة في الشارقة، وتبلغ مساحتها الكلية تقريباً 10465 متراً مربعـاً، وتضـم 415 معرضاً للسيارات المستعملـة، ونحـو 21 محلاً لفحص السيـارات بالكمبيوتـر، و194 محلاً تقريباً لتلميع وغسل السيارات، إلى جانب حراج للسيارات، ومكتب للبلدية، ومكتـب لإدارة المرور والترخيص، لتسهيل إجراءات التجـار والجمهـور، ويبلـغ طول الحـراج 148 متراً، والعرض 72,3 متر· واعتبر سكان في أبو شغارة الحملة الرقابية على منطقة أبوشغارة ''موفقة''، وأسهمت بشكل أو بآخر في تخفيف حجم ''المأساة''· وكان قسم رقابة الأسواق بإدارة حماية المستهلك قد قام في وقت سابق بعملية سحب السيارات المخالفة في منطقة أبوشغارة وأبو دانق، بسبب استغلالها لمساحات الأراضي الخالية، بقصد تنبيه أصحابها، فيما سيتم مصادرة السيارات في حال تكرار المخالفة، وعدم الالتزام بالمساحة المتاحة أمام المعارض الخاصة بها، والعمل على استغلال المواقف الخاصة بسكان البنايات والمحال التجارية، فضلاً عن ملاحقة أصحاب تراخيص الأنشطة المختلفة والباعة المتجولين التي تمارس نشاط بيع وشراء السيارات· واتفق أصحاب لمعارض السيارات في أبو شغارة مع السكان في أن المنطقة ''توارت سمتها السكنية الهادئة''، خلف الأزمة المرورية والضجيج، وأبدى بعضهم استعداده لنقل معرضه إلى ''الرقعة الحمراء'' بأسرع وقت، مجددين مطالبهم بتوحيد مساحات المعارض الجديدة، وتحرير عقود إيجارية طويلة الأمد، ومنح الأولوية لأصحاب الرخص القديمة· وأشار محمد الأسعد، صاحب معرض لبيع وشراء السيارات المستعملة، إلى أن المواقف المحيطة بالمعارض كانت ''مجانية''، ولكنها أصبحت فيما بعد مدفوعة الثمن، مضيفاً أن حصة المواقف الممنوحة من البلدية لكل معرض أصبحت كلفتها 1000 درهم على الموقف الواحد، ما شكل عبئاً مادياً جديداً على أصحاب المعارض· من جهته، ذكر مدير عام بلدية الشارقة الدكتور صلاح طاهر الحاج في تصريح له على الموقع الإلكتروني للبلدية أن شكاوى عديدة تلقتها البلدية من سكان المنطقة حول صعوبة الحركة والمرور إلى منازلهم بسبب الازدحام والضوضاء الدائمة، إضافة إلى عدم وجود مواقف بالقرب من منازلهم، كون المعارض تشغل جميع المواقف والمساحات الخالية في المنطقة· وأضاف الحاج أن البلدية حاولت التدخل لتقليل عدد السيارات التي يمكن أن يضعها كل معرض أمامه، وذلك كنوع من الحلول المؤقتة، لإيجاد التوازن بين حاجات أصحاب المعارض وسكان المنطقة، أما الحل الأشمل، فكان بإيجاد منطقة جديدة بعيدة عن المناطق السكنية، ولذلك اخترنا منطقة الرقعة الحمراء لنقل المعارض إليها· ويقع مشروع الرقعة الحمراء على مساحة إجمالية بحدود 877,495 متر مربع وسوف يتم إنشاؤها على مرحلتين، ويشمل المشروع قطع أراض مختلفة المساحات للإكسسوارات، ومعارض لعرض السيارات على قطع أراض مختلفة المساحات، وحراجاً للسيارات، ومبنى خدمي وتجاري، ومبنى للإدارة ومواقف للسيارات·